اعتراف هام

10 0 0
                                    

عاشت ايزابيل مع زوجها التريك حياة رائعة مليئة بالحب والسعادة وكان التريك مواظبآ على فعل كل ماهو جميل وجيد لكي يجعلها سعيدة وكان يحضر لها الهدايا ويذهب معها في نزهات ويسافر معها الى بعض المدن المجاورة وكانا يزوران العمة كريستين كل ماسنحت لهما الفرصة وكانا يهتمان بأيرين ويلعبون معه وكانت العائلة تحتفل سويآ بالأعياد ويقضون مع بعضهم أحلى الاوقات وكان الجدان يحبان حفيذهما
ويلهوان معه في أوقات الفراغ 
أمضت ايزابيل سبع سنوات مع عائلتها الجديدة وكانت
الآيام تمر سريعآ والبهجة عامرة  في قلوب الجميع
كان التريك يستيقظ أغلب الآيام ليحضر الافطار لأيزابيل بنفسه فلقد كان يطلب من الخادمات ان يحضرن انواعآ معينة من الطعام الذي تحبه زوجته ويقدمه لها كمفاجأة وكان كل يوم يستيقظ باكرآ وهو يجلس مقابل زوجته وينظر مستمتعآ الى وجهها الجميل وهو ينتظر استيقاظها بفارغ الصبر
وعندما تستيقظ كان أول ماتراه عينيها هو وجهه الحسن وأول عمل يقوم به هو اقتحام شفتيها وتقبيلهما
وبعدها يقدم لها باقة من ورود الليلك الجذابة
وهو يحملها الى طاولة الطعام  لكي يبدأا افطارهما
وبعدها يودعها منصرفآ الى اعمال الحكم من اجتماعات
ومداولات وقرارات هامة و تقرير امور البلاد واللقاءات
المتنوعة وسن القوانين والبت في أمور الشعب والبلاد والمعاهد ات والنظر في أوضاع الرعية وحل مشاكلهم الداخلية والخارجية فهناك الكثير من القضايا المتعلقة
بالصحة والتجارة والغذاء والزراعة كل تلك الامور التي تتعلق بالمرض والجوع والفقر والمحاولات لحل تلك الامور  الخ........ 
وفي المساء يعود مشتاقآ لأحضانها مرة اخرى وهكذا ........
وفي أحد الآيام  وهما يتسامران فقال لها حبيبتي أيزابيل انا أحبك كثيرآ
فهل تحبينني آيضآ كما احبك ؟؟؟
وهل تهتمين بي وبمشاعري كما أهتم إنا بمشاعرك؟؟؟
ولماذا اناديك حبيبتي وانت تناديني عزيزي؟؟؟؟؟
وأراد أن يطرح سؤالآ ولكنه تردد قليلآ
ثم تشجع قليلآ وقال  ايزابيل اجيبيني بصراحة
هل مازلت تحبين ذلك الشاب ؟؟؟
وهل مازال يحتل قلبك؟؟؟
ألم تخصصي لي مكانآ في قلبك؟؟
ام انني خارج قوس؟؟
ولماذا لاتناديني حبيبي؟؟؟؟؟؟
نظرت اليه وهي متفاجئة  وقد صمتت لوهلة ثم أجابت
انت تعلم ياعزيزي بأنني أحبك أيضآ
وانا أهتم بك وبمشاعرك أيضآ
وانا أناديك بعزيزي لأنك أعز انسانآ على قلبي من بعد
عائلتي  ..بابا وماما
والعم جاك والعمة ماريا
والشخص الذي كنت أحبه من قبل
بصراحة انا لاأنكر بأنني مازلت اتذكره ولم ولن انساه
انا أعتذر منك يا التريك فأنا لا أستطيع التحكم بمشاعري او السيطرة على قلبي
نعم مازلت احبه ومازال مكانه في قلبي
أكيد بإن لك مكانآ في قلبي وانك لست خارج قوس
فأنت الآن تشكل كل حياتي
أما بالنسبة لكلمة (حبيبي) فهي مخصصة له فقط
ولقد أعتدت قولها له فقط
انا أسفة ولكنك سألتني وأنا أجبت بصراحة بعد ان انهت الأميرة كلامها وقف التريك وهو مبتسمآ ابتسامة مرة وقد انصرف وكانت تعابير وجهه تدل على عدم ارتياحه وعلى نوع من الغضب الممزوج بالغيرة
جاء وقت الظهيرة وقد انتظرت ايزابيل زوجها مثل كل مرة ولكنه لم يحضر وقد أجلت موعد الغداء الى أن يأتي التريك ولكنه تأخر وقد حل المساء ولم يعد
ذهبت للبحث عنه في أرجاء القصر ولكن دون جدوى
فلقد سألت عنه الخدم والحرس ولكن لا أحد يعلم الى أين قد ذهب قلقت ايزابيل كثيرآ
فهذه المرة الاولى التي يغيب فيها الى هذا الوقت
وكان من عادته اذا اراد السفر أو زيارة أحد الملوك أو الذهاب الى القرية أو الى اقاربه كان يخبر زوجته بالمكان الذي  سيتجه اليه
واقتربت من النافذة ونظرت الى السماء المتلبدة بالغيوم السوداء والى  أغصان الاشجار وهي تتمايل و تهتز بسبب الرياح القوية وعلى مايبدو بأن الجو سيكون ماطرآ  وعاصفآ هذا ما قالته الخادمة وهي تغطي الأمير الصغير ايرين بعد نهار طويل ومتعب قد قضاه مع جده الملك وجدته الملكة فلقد أجهد نفسه
باللعب المتواصل وقد انصرفت تاركة الأميرة ايزابيل تتخبط في حيرتها
والاسئلة تتوارد في عقلها
هل أخبر الملك بغياب الأمير؟ ؟
هل هو بخير وأين هو؟؟؟؟
لماذا تأخر ؟؟؟
مالذي أفعله؟
جلست لتنتظره وهي متوترةوقلقة جدآ وبينما هي كذلك خطر على بالها سؤال مهم  وهو هل من المعقول ان زوجها غاضب من كلامها وانه يشعر بالغيرة حقآ لانها تكلمت عن حبيبها السابق وقد تذكرت من خلاله
الحوار الذي دار بينهما صباحآ ثم امسكت رأسها وقد
انتبهت لخطئها وقد ندمت كثيرآ على  ماقالته فلقد جرحت قلبه من دون قصد فعلى مايبدو انها استرسلت
بالحديث عن الماضي وعن حبيبها دون الانتباه لشئ هام وهو بأن الرجل ومهما كان متحررآ أو متفهمآ فأن
الغيرة ستجتاح قلبه لذكر اسم أي رجل آخر
وقد عرفت بأنها قد تجاوزت حدها اليوم فلقد صرحت وعلنآ بمشاعرها امامه وقد لامت نفسها كثيرآ
فأن زوجها من النوع الحساس صحيح بأنه ذو قلب طيب ولكن الطيبون هم من تجرح مشاعرهم أكثر من غيرهم من البشر لامت نفسها كثيرآ كيف تصرفت هكذا
صحيح بأن أيرين حبيبها سابقآ ولكنه الآن غير موجود
آلا في ذكرياتها
ولكن الحاضر هوالتريك الشاب الوسيم والجميل الصفات والملامح والشخص الاطيب والارق في العالم
ذاك الزو ج الوفي والمتفاني في ايجاد السعادة وخلق البهجة لأسعادها وتوفير كل مايجعلها مرتاحة وفي قمة الفرح
هو من يحافظ عليها ويحبها بجنون
كل ماكان ير يده ان يسمع كلمة احبك
لامت نفسهاعشرات المرات فألتريك لايستحق ان تغضبه وهو يستحق كل الحب في هذا العالم
وقفت تنتظره وهي تنظر من النافذة الى قطرات المطر
وهي تنزل على زجاج النافذة وتنظر الى باحة القصر .واذا بها تفاجأ بالتريك وهو يفتح الباب وقد كان مترنحآ وثملآ ودخل وجلس على الكرسي ووضع قدمه على الطاولة ورائحة الخمر تفوح منه
فأقتربت منه وهي تقول له
التريك اين كنت فلقد قلقت عليك كثيرآ؟؟؟
نظر اليها وقد كان في  نظراته عتب كبير
وهو ينظر اليها مشككآ بقولها انها خائفة عليه و
في عينيه نظرات شخص مكسور الخاطر
جلست اايزابيل امامه قائلة عزيزي التريك انا اسفة
على ماقلته صباحآ او لانني قد جرحت كبريائك
لاأعرف اذاكنت مدركآ لمى سأقول لان رائحة الخمر التي تفوح من فمك لا تبشر بالخير
انا اعرف بأنك ثمل ولن تستوعب اوتميز ماأقول  ولكن
سأقول مافي داخلي وماأشعر به
التفت التر يك اليها وقد هو ينصت لها جيدآ وقد ترك
جرة الخمر من يده
فقالت له ساروي لك حكاية فيها عبرة
كان ياماكان في قديم الزمان وسالف العصر والآوان
كان هناك ملك يحبه شعبه كثيرآ ولقد كان لديه ابن
وكان ارثر وهو اسم الابن فتى يحب المغامرة كثيرآ
كان الملك يذهب صباحآ مرة كل أسبوع ويتجه الى الجبل وكان ذلك التصرف يعتبر التزامآ فهو يقوم بذلك
العمل منذ طفولته وكان يذهب برفقة والده آرثر الاكبر
وبقي كذلك بعده
وكان آرثر الثاني يسأل والدته عن سبب ذهاب ابيه وتعلقه بهذه الهواية بذلك الشكل
وكانت تخبره بإنها عادة وراثية لهم منذ أجيال
وفي أحد الآيام الربيعية الرائعة قرر آرثر الصغير والذي يبلغ التاسعة تقريبآ ان يتسلل خارج القصر الذي يعتبره سجنآ له وأن يخرج لرؤية مايدور خلف الأسوار الكبيرة
تلك ويتعرف كيف يعيش العامة من البشر
وبالفعل وفي أثناء خروج والده استطاع الاختباء في احدى العربات التي تدخل الخضار والطعام للجند الى داخل القلعة وعندما وصل الجندي الموكل بشراء الطعام وجلبه الى القلعة ذهب لاختيار ماهو مناسب وقد نزل آرثر متنكرآ وهو يرتدي ثيابآ قديمة وقدغطى وجهه
بلثام  أخذ يلحق بالجندي الذي كان يساوم ويبازر على ثمن الخضار  وكان شخصآذكيآ يستطيع تخفيض ثمنها
وايصاله الى الرقم الذي يريده
ولكنه كان يستعمل اسلوب التهديد مع من يتشدد بأعلاء السعر وأخبره بأنه سيخبر المسؤول عن امور السوق والبيع والشراء وسيخبره بأنه غشاش ويرفع الأسعار ويسبب له زيادة في الغرامة
ولقد كان قائد الجند الموكل بأمو ر التجارة ومن ضمنها ظبط اسعار السوق رجلآ ملتزمآ ومتشددآ جدآ ولا يسمح بالأخطاء ابدآ ولا يحب ان يتجاوز تسعيرته التي
يسنها أي أحد ولايحب التلاعب وغلاء الأسعار خصوصآ بموضوع الطعام لانه يعلم أن هناك الكثير من الطبقة الفقيرة في بلدهم كما هو وضع سائر البلدان
فلقد كان يراعي ظروفهم
وكان الجميع يهابه فهو لايتساهل مع الغش ابدآ والعقوبات قاسية جدآ
فلما عرف ذلك البائع ان المشتري يخص القصر
خاف ووافق على تخفيض السعر بشرط أن لا يبلغ القائد ضحك الجندي وقال له اتفقنا وبعد انتهائه من الشراء والاكتفاء من لوازم الطعام
وبعد التجول والتسكع عاد الى داخل العربة فلما رآه الجندي آمره بالنزول وهو يقول له ماذا تفعل في داخل العربة هااااا؟؟؟
هيا اذهب الى البيت
فقال له آرثر انا هنا لنذهب بالفعل الى البيت
تعجب الجندي من كلامه وجرأته فغضب منه  قال هيا انزل وآلا فأني سأضربك
ثم انزل الأمير لثامه وهو يقول له بثقة تامة يبدوا أنك
لا تعلم مع من تتكلم
أيها الجندي انحني الآن امامي ومن ثم انطلق بنا الى القصر فلقد تأخرت كثيرآ
وأن لم تفعل سأخبر والدي الملك بأنك انت من منعني من العود ة الى القصر
وأخبر ذاك القائد بأنك تستخدم اسمه لأجل مصالحك الخاصة
واذا اغضبتني .........فسأخبر جلالته بأنك من اختطفتني
بهت الجندي من جرأة الفتى و طلاقة لسانه فهو ذكي جدآ وله حضور مهيب بالرغم من كونه طفلآ
ثم صرخ بوجهه قائلآ هيا انزل
قبل ان اجلدك وأنا أيضآ استطيع القول بأنك تحاول سرقة طعام الجند  وسوف تعاقب بشدة
هيا هيا عد الى أهلك وبسرعة
وانطلق الى القلعة تاركآ آرثر لوحده وهو لايعرف مايفعله
فالقلعة بعيدة  ولن يستطيع الوصول اليها بسهولة
ولن يصدقه أحد كما فعل ذلك الجندي
وقد خاف من ان يخطف كما كان والده يفهمه دائمآ بضرورة البقاء في القصر لكي لا يتعرض للخطف او المشاكل
وقف وهو مشدوه ينظر حوله ولا يعرف ماذا يفعل
وللصدفة المحظة  رأ ى السيد أدوار وهو أحد القادة
وكان متجهآ الى القصر برفقة بعض الجنود
فركض منتهزآ الفرصة وهو يقول سيد أدوار سيد أدوار
فقال الجندي سيدي ان ذالك الفتى ينادي عليك بأسمك يبدو أنه يعرفك فلما توقف اتجه آرثر نحوه وهو يقول له سيد أدوار ارجو ان تأخذني الى القصر معك ارجوك
فلما أمعن النظر فيه عرفه على الفور قائلآ سيد آرثر
ماذا تفعل هنا خارج القصر ألم ينبهك والدك؟؟؟
وماهذه الثياب التي ترتديدها؟؟؟؟
هل يعلم الملك بخروجك ؟؟؟
صمت آرثر خجلآ وعرف أدوار انه فعل ذلك لوحده دون علم أهله فحمله وقرر إعادته الى القصر
لقد كان آرثر سعيدابقدوم ذلك المخلص له فلقد ساعده
وانقذه من خطر كبير
ولما وصلا الى بوابة القصر شاهد الجندي  صاحب العربة  آرثر وهو يجلس أمام السيد أدوار وهو أحد أهم قادة الجند في المملكة وقد صعق عندما رأى الفتى الصغير والجنود يتراكضون وهم يقولون له أهلآ بعودتك مولاي الصغير اين كنت؟؟؟
ان الجميع يبحثون عنك منذ الصباح ؟؟
دخل أدوار متجهآ الى القصر بصحبة آرثر وهو ينظر الى جندي المشتريات الذي وقع مغشيآ عليه من الخوف
فلقد خاف ان يخبر الملك بأمر رفضه لاصطحابه معه الى القصر
دخل السيد أدوار ومعه الأمير ولما دخلا شاهدا الملك وهو جالسآ  على عرشه وقد كان غاضبا جدآ من تصرف ابنه الاهوج وهو مغادرة القصر دون إبلاغ أحد ودون مرافقة الحراس له
وقد كسر كلام ابيه ولم ينفذه
خجل آرثر ولم يتفوه بكلمة ولولا تدخل السيد إدوارد الذي قال له مولاي اعفو عنه هذه المرة وسيكون مطيعآ
في المرات الاخرى سيعدك بعدم تكرار الامر ثانيه .
اليس كذلك ياآرثر ؟؟؟
فقال نعم ياأبي لن أعيد ها ثانية
سامح الملك آرثر موضحآ له خطو رة ماقام به فهناك
العديد من الاحتمالات الخطيرة الحصول معه
وقد تفهم سبب تصرفه عندما بكى آرثر وهو يقول له ابتي انت تتركني طوال الوقت ولا تأخذني معك في نزهاتك واحببت ان اتبعك والحق بك
فقال له الملك حب الاستطلاع اذآ هو من جعلك تفعل ذلك لابأس أعدك بأنني سأصحبك الى رحلات الصيد
من الآن فصاعدآ
ومن  وقتها وهو يأخذه معه أينما ذهب وكان آرثر في غاية السعادة لمرافقته والده
ومن هنا تبدأ حكاية حبي أنا ............

وقصة تعرفي على ايرين.......

حب يتخطى الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن