بقي جاك في القصر ولقد استطاع أن يخرج الأمير من أزمته وقد أخذ يتجول معه في انحاء القصر والحديقة
والى السوق ومن ثم الى المدينة وقد صعدا الى السور وشاهدا مايحيط بالمدينة من قرى صغيرة متناثرة
حول المدينة ومن ضمنها قرية جاك والتي تبعد مسافة يوم مشيآ على الأقدام ولكن جاك لم يستطع رؤية منزله
لأنه بعيدآ عن القرية فهو ملازم للجبل
فرح الملك بذلك التحول في سلوك ولده الذي كان منعزلآ عن الجميع ويعاني من الأحزان والوحدة ولكنه
الآن يخرج ويتمشى ويأكل ويضحك
لاحظ الملك تعلق ابنه بجاك وقد كان سعيدآ بصداقتهما
وكان جاك يذهب لزيارة والديه ثم يعود إلى القصر للبقاء مع صديقه آرثر
يومآ بعد يوم كانا يكبران معآويمران بكل الظروف ويقومان بنفس الأشياء
ولقد تطوع جاك في الفرقة العسكرية التابعة للدفاع عن الأمير وذلك حتى يبقى بالقرب منه وفي قصره استغرب جاك من تصرف صديقه ولكنه كان سعيدآ
فبالنهاية سيبقيان سويآ وفي أحد الآيام خرج آرثر للصيد وكان معه عدد من الجنود من بينهم صديقه جاك
ولما وصلا الى الغابة وكان الأمير يلحق بغزال صغير
فوجئ بكمين قد أقيم خصيصآ للامساك به ولقد تأكد من ذلك لأن زعيم تلك العصابة كان يصرخ بأتباعه ويشجعهم للامساك بالامير
وقد أرسل جاك أحد الجنود لكي يطلب المدد من القصر وانطلق الجندي كالسهم
وقد هجم جاك والجنود على افراد العصابة وهم يستبسلون بالدفاع عن الأمير ويحاولون كسب المزيد من الوقت لحمايته وبذل قصارى جهدهم لتهريبه ولكن دون جدوى وراح جاك يدافع عنه بكل ماأوتي من قوة وقد نفذ كافة التمارين والتدريبات التي تعلمها في مدرسة الجيش الخاصة بالدفاع عن الأمير وقد كان
يظهر كل براعته ومهاراته وظل يمنعهم عن أسر الأمير الذي أصيب بالتعب من شدة المقاومة
وعندما استطاع أحد اؤلئك اللصوص القبض على الأمير
انطلق جاك نحوه كالسهم محاولآ انقاذه ومنع ذلك اللص
من اقتياد اميره الى المجهول فتكالب عليه البقية وقد استطاع زعيمهم غدرآ إصابته بذر اعه إصابة خطيرة
وسقط مغشيآ عليه تمكن الجند من ردعهم وقد ساعد آرثر جاك على النهوض وركوب الجواد وركب خلفه
وانطلق نحو الجبل وصولآ الى الكهف الذي كان والده يكرر زيارته اليه فيما مضى ولما دخلا كان يساعد جاك على السير وهو متعب جدآ بسبب الإصابة وقد لمس جدار الكهف الذي فتح بأسفله بابا سريآ ومن ثم ساعده بأنزاله عن الدرج وأغلاق تلك الفتحة وأخذ يربط ذراعه منعآ للنزف لحق معظم اؤلئك اللصوص بالامير ومن معه وكانت الاوامر واضحة وهي إحضار الأمير حيآ وقتل من معه ولقد توصلوا الى الكهف ودخلوا وهم يفتشون عنهما ولكنهم يدورون في حلقة مفرغة
واعادوا الكرة عدة مرات ولكن بلا جدوى وقد كادوا ان يصابوا بالجنون فهاهي آثار الدم تتوقف هنا ولكن لاأحد
في الكهف وقد هموا بالهرب بعد إنذار أحدهم لهم واعلامهم بقدوم جيش الملك لقتالهم واسترداد الأمير
وانصرفوا خائبين وهم غضاب وغير راضين عن ماجرى فبعد أن كان الصيد بيدهم استطاع الهرب وبكل سهولة
ولما أخبر الجنود الملك بأمر توجه الأمير وجاك الى الكهف دخل بحثآ عنهم ورأى الدماء فجن جنونه خوفآ على ولي العهد وأخذ ينادي على أرثر فلما سمع آرثر صوت ابيه حرك صخرة ناتئة البروز وقد فتحت المغارة مرة آخرى وكان هذا آخر مارآه جاك قبل أن يفقد وعيه تمامآ
ولما استفاق وجد نفسه في مشفى ميداني كان يضم الأطباء المعروفين في تلك الحقبة ولما جلس احس بخدر في ذراعه ولما انتبه لفقدان يده أصيب بحزن شديد وقد سالت دموعه حزنآ على فقدانها
وعندها وصل الملك وهو متآثرآ على ماحصل ليده
ولقد كان حزينآ جدآ وكان أول سؤال يطرحه للملك
هو أين آرثر وماذا حصل معه ؟؟؟
تأثر الملك وقد كبر جاك بعينه كثيرآ فلقد قلق على آرثر متناسيآ جراحه وكان ملهوفآ وخائفآ عليه
استدعى الملك آرثر الذي حبس نفسه في غرفته لائمآ نفسه على ماحدث لصديقه المقرب وقد كان في اشد أوقاته حزنآ ولم يخرج من وقت إصابته
وقد حرم الطعام والشراب على نفسه
فلما سمع جاك ذلك نهض وهو يمشي بصعوبة فلقد فقد الكثير من الدماء
وكان يشعر بالدوار بسبب ذلك ولما فتح الباب قال لصديقه الا يوجد سؤال عن صحتي مثلآ أو زيارة قصيرة حتى؟؟؟؟؟
قام آرثر باكيآ منطلقآ الى احضانه متأسفآ لمى حصل محاولآ تصليح الآمر وهو نادم كثيرآ فلولا خروجه للصيد لمى أصيب صديقه
ولكن جاك هدأ من روعه وهو يقول له لابأس فلقد التحقت بالجيش الخاص بالدفاع عنك طوعآ وليس اجبارآ وهذا أقل مايمكنني فعله لأجل سلامتك والدفاع عنك وأنا لست بنادم حتى لو فقدت حياتي المهم أنك بخير
بكى الملك لمى سمع كلامه وهنا اكتشف مدى حبه لصديقه وعرف وفائه وتضحيته من اجله
وبعدها طلب الملك من جاك ان يرتاح في بيته وقد خصص له مرتبآ شهريآ كبيرآ لكي يستطيع العيش برفاهية دون الحاجة إلى العمل والذهاب الى قريته
والبقاء هناك في أحضان الطبيعة لكي يشفى تمامآ
ولقد كان آرثر يزوره بأستمرار
بعد سنة تقريبآ ارتبط جاك بأبنة خاله ماريا ولقد حضر الملك والامير حفل الزفاف الذي كان مختصرآ على العائليتن فقط
بالإضافة لضيوف الشرف و هما الملك والامير طبعآ
وبعد فترة رزقا بصبي جميل وقد اسماه آرثر بأيرين
نسبة لوالده الذي توفي بعد زواج جاك بفترة قصيرة
بعد سنتين ارتبط آرثر بأبنة ملك مدينة الفضة وقد حظر جاك وزوجته ماريا وأيرين الصغير الاحتفال
وبعدها رزقا بطفلة حلوة وقد اسمياها بأيزابيل
كانت الملكة قليلة الخروج وهي تقضي معظم أوقاتها
باستقبال الضيوف من الممالك المجاورة ولكونها ابنة ملك فهي تساعد آرثر بأدارة شؤون البلاد
ولكن آرثر لم يقطع التواصل مع صديقه بل كان مواظبآ على زيارته كلما سنحت له الفرصة
وكان يبقى عندهم لعدة ساعات وربما أيام وكان الاثنين
يتذكران أجمل الايام وأحلاها وبعد أن كبرت ايزابيل واصبحت في الثالثة من عمرها قام الملك آرثر بأحضارها معه كانت ايزابيل خائفة ولا تريد فراق والدتها وتريد العودة الى القصر لانها متعلقة بأمها ولكن عندما رأت ايرين توقفت عن البكاء ولمى عرفها اباها عليه تقبلت فكرة البقاء عندهم بعيدآ عن القصر وعن أمها أخذت ماريا دور العمة الحنون التي تهتم بها وتغسل وجهها وتمشط شعرها واطعامها والغناء لها والهدهدة حتى تنام اعتادت الأميرة الصغيرة على عائلة العم جاك وعلى زيارة منزلهم وكانت تبكي وتطالب اباها بالذهاب الى منزلهم وسط دهشة الام
وكانت ايزابيل تصغر ايرين بثلاثة أعوام
سبحان الله فأن جاك يكبر ارثر أيضآ
ترعرعت ايزابيل وسط عائلة جاك وهي تعتبرها من افراد اسرتها وقد تعلقت بهم كما كان والدها
وكانت تذهب برفقة العمة ماريا أينما توجهت وكان ايرين يساعد والده في تقطيع الحطب وأحضار الماء
من البئر ومساعدة والدته في العمل بالزراعة
ورعي الاغنام في البرية
وكان ولدآ بارآ بابويه كما كان أبيه جاك
وقد كان يسعد كثيرآ برؤية الأميرة الصغيرة ثم اصبحا يتسكعان في السهل الأخضر ذهابآ الى الغابة صعودآ الى الجبل وكانا يقضيان النهار بجمع الورود وملاحقة الفراشات ومحاولة الامساك بالطيور كانت ايام الطفولة كلها شقاوة وحركة ولعب وضحك وسعادة
وقد كبر الاثنان وكبر حبهما معهما كانت ايزابيل تعلم آيرين على كتابة الحروف وكتابةوالارقام وعمليات الجمع والطرح والقسمة
كان الآباء فخورين بصداقة اولادهم ولم تؤثر الفوارق المادية على صداقتهم بالعكس كانت صداقتهم تزيد وتقوى أكثر فأكثر
لا أعرف أن كانت هناك بعض الاختلافات بقصة والدي
التي رواها لي
وبين قصة العم جاك التي سردها لولده ايرين ولكن بعض التفاوت بالاحداث لا يؤثر كثيرآ على تسلسلها
ويبدو ان السر الوحيد الذي خبأه الملك أرثر عن ابنته هو
مكان السرداب الذي عرفه الملك آرثر واكتشفه من والده الملك أيرين قبل ان يتوفى
ويبدو انه اراد أخبارها بالوقت المناسب ولكن الظروف لم تسمح له بذلك
والسر الآخر هو مكان الكنز وأين الباب المؤدي اليه؟؟؟؟
لقد اكتشف جاك ذلك الممر السري عندما أصيب وعرف كيفية فتحه وأغلاقه
من الملك آرثر شخصيآ
وقد تعرضت بلادنا للغدر من قبل ذلك القاتل المجرم باتريك وانت تعلم النهاية
وآخر مرةرأ ت الأميرة فيها ايرين هي تلك الليلة التي حاول اخفائها بالكهف الموجود في الجبل وعلى مايبدو أنه عرف من والده
بموضوع مكان الباب السري وطريقة فتحه ولكنه لم يعرف كيفية
الخروج من تلك المغارة وهناك ودع الاثنان بعضهما ولم يلتقيا مجددآ .......
هذه هي حكايتي مع ايرين
انه يشكل جزئآ هامآ من حياتي
وهو يحتل الكثير من ذكريات الماضي الجميل
وهو أحد أهم أفراد عائلتنا
وهو صديق الطفولة والشباب
وحب الصغر والمراهقة
ولكنه الآن غير موجود وقد اصبح مجرد ذكرى من الماضي السحيق
وأنا الآن لدي عائلة وزوج وولد وهذا اجمل شئ في حياتي كلها
حبيبي التريك لقد كانت تلك الرواية تلخص لك كل أحداث الماضي الخاص بي
ولكنني قررت أن احتفظ بها في خيالي فقط ولا أريد أن
افكر بها لأنها ماضي مؤلم ويحمل الكثير من المأسي والفراق والحزن والذكريات المرة
وأريد ابقائه حبيس ذكرياتي وعدم تحريره
والآن ولقد رويت لك حكايتي الحزينة والمؤلمة والتي أثرت بك على ما يبدو وانزلت دموعك بسخاء
و التفاعل واضحآ على وجهك
فأنت رقيق القلب سريع التأثر
سأعود الى الحاضر وسأقوم بمحاسبتك على الاخلال بالمواعيد والتأخير المقصود وأثارت الخوف في قلبي
والرجوع الى المنزل ورائحة الخمرالتي تنطلق من فمك
لها القدرة على ان
تثمل من يشتمها
أنزل التريك قدمه عن الطاولة ونهض واقفآ ليس استعدادا للعقاب فقط أنما احتراما لتلك الزوجة الرائعة
وقد مسح دموعه وهو ينظر اليها متأسفآ لها على ماقام به من الأخطاء الانفة الذكر
ولكن الأميرة ايزابيل رفضت مسامحته ولقد قررت عدم التهاون معه أو التساهل في عقابه
وهي تقول اصدار الحكم كالتالي:
قررت الأميرة ايزابيل معاقبة الأمير التريك
لأنه جعلها تقلق عليه ولانه تأخر بالعودة الى المنزل
ولأنه لم يكترث بصحته والمحافظة عليها
ولأسرافه الشديد بشرب الخمر
ولأنه يشك في حبها وعشقها له وهيامها فيه
ولأنه تأخر عن موعد الغداء وجعلها تبقى جائعة بلا طعام .......
والآن النطق بالحكم
تفاجأ التريك من جدية زوجته بإصدار الحكم وخاف ان يكون قاسيآ
وأول ماخاف منه وتوقعه هو طلبها للطلاق منه وقد كان كارثة بالنسبة له لو حصل بالفعل
نظر اليها مستعطفآ آياها ولكنها قابلته بوجهها البارد والمتجهم والذي لا يشرح أو يفسر
انتظر التريك نطقها بالحكم وكان ينوي أن يرفضه ويطالب بالاستئناف ولكنه صعق من قولها
اولآ يجب على الأمير دعوة الأميرة لقضاء اجمل عطلة وأطولها وهي مقتصرة عليهما فقط
ثانيآ ان يتأسف لها ويعدها بعدم تكرار ماحصل اليوم ثالثآ أن يقسم على حبها وعدم ازعاجها أو تركها لأي سبب كان وان لايتخلى عنها حتى بعد ان تصبح عجوزآ شمطاء وبعد ان يختفي جمالها
وأن يبقى وفيآ لها طوال الحياة
وأن يدفع غرامة عاطفية وهي تقبيلها له حتى الاكتفاء
قرر وإصدار وافهم علنآ
ابتسم التريك قائلآ انا موافق على جميع قراراتك
واقسم لك على كل ماطلبتيه وضمها وبدأا بتقبيل بعضهما وقضاء اجمل ليلة مع بعضهما ملؤها الحب والغرام وكان كل ما يطلبه منها التريك هو قول أجمل كلمة يريد سماعها وهي
............................................ ......................(حبيبي التريك)فكم كان يتوق لسماعها منها واعترافها بحبه وأنه شخصآ مهمآ في حياتها
فقضت ايزابيل تلك الليلة بتكرار تلك الكلمات......
...........................
حبيبي التريك انت اهم رجل في حياتي حاليآوأنا أحبك كثيرآ ولا أستطيع العيش بدونك أو بعيدآ
عنك
أحبك كثيرآ أكثر مما تتصور وتتخيل
لقد كان التريك يستحق تلك الكلمات الرقيقة والجميلة
فأن له قلبآ طيبآ وصادقآ وحنونآ وهو من أرقى البشر
وفي تلك الليلة أكتشفت ايزابيل حبها له وتعلقها به
أنت تقرأ
حب يتخطى الزمن
Mystery / Thrillerقصة حب رومانسية رائعة لم تستمر لأسباب قاهرة واحداث مثيرة وتنقل عبر الزمن شئ بين الواقع والخيال وماضي يعيد نفسه