فَائِض||16

359 49 165
                                    

-رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين-

نبهوني على الأخطاء رجاءً
___________________________

والدته التي هي حينٌ لينة وحينٌ غليظة، يقودُها مزاجُها الذي في الغالب لا يكُون في أفضلِ حال

هو يعلم لو أنّها نامت أبكر واستيقظت لاكتفاءها من النوم وليس لإيقاظه وتحضير الإفطار من أجله ستكونُ وديعة

لكنَّ ذلك غير ممكن في غالب الأحيان، أو رُبّما صار غيرَ ممكن بتاتًا مؤخرًا

وذلك لأنّه الآن يمضي إلى مدرسته سيرًا على الأقدام مع كُل البرد الذي يشعر به في أطرافِه المُتصلبة وصدره الواهن الذي ما كَفَّ عن إيلامه

على الرُغم من أنّه ما أرادَ المُداومة على الذهاب لكن لوالدته بالطبعِ رأيٌ آخر، جسده لا يزال يستطيع الحراك! أو هذا ما أقرّته

أطالَ الترجي بأن تدعه ينتظر استيقاظ والده أو هيسونغ حتى يُقلّه أحدهُما، لكنّها رفضت خوفًا من إقلاق راحتيهما

ولِرفضها القاطِعُ هو مُستسلم وكم نَفر من نفسِه لأنه صاغِرٌ أمامها

وفي الكفّة الأخرى هو امتلك أسباب لعدم رغبته بالذهاب، أولهن لوهن جسده..وثانيهِنَّ أنه رَغِب في تجنّب النظرات التي يسترقها منه زملائه

هو يعلم بأنَّ خطبًا ما أصابهُ صار واضِحًا، لا حاجة لهُ بمن ينظُر في عجزه طويلًا

ونعود لعَدِّ الأسباب، هو ما رَغِب في أن يذهب للمدرسة بعد كُل غياباته المتكررة وأيامَ دوامه المُتقطعة التي جعلت مسايرة الركب صعبًا عليه؛ وكَفَّ عن كونه الطالب المُجتهد

نقيضًا لِما اعتاد فعله في أوقاتِ فراغه سابِقًا. ما الذي يفعله في المنزل حاليًا سِوى الاستلقاء وفعل اللاشيء؟

بعدما كان الطالب الذي يأكُل كتبه أكلًا لشدّة ملله

وما يزال الملل يُصاحبه في كُلِّ حين؛ لكنه غيرَ باغٍ الاجتهاد في عملٍ لن يُؤتي أُكْلَه

وعلى أملٍ منه في إيجاد دفءٍ في المدرسة هو اختبأ في غُرفة تخزين قاعة المختبر، الغُرفة الصغيرة التي تحتوي على الثلاجة والأدوات وبعض المواد على الأرفف

أتّخذَ أحدى الزوايا مجلسًا له، لامّا نفسه على بعضه جيدًا، وبعيدًا عن الرياح والثلج هو قد وجدَ دفئًا بسيطًا

واعتزم الذهاب لفصله بعدَ دقائِق قِلال

لكنّه وعلى الشيء الذي اعتادَ على حدوثه، هو غفى فورَ ما أسندَ رأسه على الجِدارِ

فَائِض||هيوون‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن