فَائِض||هيوون

فَائِض||22

-اللهم إني أعوذ بك من أن أُشرك بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه-

نبهوني على الأخطاء رجاءً
___________________________

لطالما ترَقب الوقت الذي سيعود فيه للدراسة، لكنه ما تكهَّن بصعوبة الأمر

فها هو يقف مكتوف الأيدي أمام كمية الدروس المتراكمة عليه، فما وجدَ سِوى اعتزال كُل شيء في سبيل إنهاءها وسيلة

توالت عليه أيامٌ حينها، واكتمل الأسبوع الثاني مُنذ آخر محادثة جَرت بينه وبين هيسونغ

وفَضَّل جونغوون ذلك كثيرًا، راحة البال التي نتجت عن ذلك كانت لا تُقدَّر بثمن بالنسبة له

على الرغم من أنَّ جسده لا يزال مُنهكًا، لكنه لا يرغب في إعادة السنة، لا يطمح الآن سِوى لتجاوزها...

قاطع ذلك إشعارٌ أضاء شاشة هاتفه، لم يَكُن مُتعادًا على تلقي الاشعارات، فانتابته الريبة

كان قد تلقى رسالة على البريد الإلكتروني، وعند فَتحِها تبيَّن بأنها دعوةٌ خاصة لحضور حفل موسيقي، دعوة كان قد أعدها هيسونغ لجونغوون لا غير...

أرفق فيها الموقع والموعد، حيث تبيَّن بأنها في اليوم نفسه

تنَهد جونغوون، وقد بان على وجهه عدم رغبته في حضور الحفل الموسيقي؛ لكن عليه الذهاب...مُنذ أنَّ هيسونغ دعاهُ خاصةً

فأنهى ما تبقى عليه سريعًا وارتدى ملابسه واستعد، وقد غمرهُ شعورٌ بالريبة

قد اعتاد الخروج مع هيسونغ في غالب الأوقات، وارتاب كذلك من تصرفات والدته الأخيرة...حيث أنَّها لا تمنعه من الخروج.

خرجَ من المنزل وسارَ مُدَّة حتى وطأت قدماهُ الموقع، وقد وجدَ تجمعًا صغيرًا أمام المسرح في إحدى الساحات المفتوحة

ففضل الوقوف بعيدًا عن الازدحام، وعندما أصبح موعد بدء الحفل وشيكًا وجدَ جونغوون نفسه يقف بين حشدٍ غفير

لولا أنها دعوة خاصة كان سينسحب فورًا، لكنه بقيَ يترقب ظهور هيسونغ

فظهر، ومعه باقي أعضاء فرقته الموسيقية

كانت المرة الأولى التي يرى جونغوون فيها هيسونغ هكذا، دُهِش منه، واجتاحه حماسٌ عارِم

لكنه بعد ذلك تنبَّه لحالِ هيسونغ وصار قَلِقًا

لم يبدُ بأن هيسونغ بخير إطلاقًا، إلا أنَّهُ استمرَّ في إقامة الحفل بالقدر الضئيل الذي تبقى من طاقته