لعنة الحب [ مكتملة ]

الماضي "3"

بأدق التفاصيل ... كان هذا الفتى الإبن الوحيد بأسرته وحتى بعائلته .... كل أهله يحبونه ... كبُر وكبُرت معه أحلامه ... لم يستسلم وكان مجتهد بالفنون القتالية ... كان يحب الدراسة لكن ليس بمقدار حبه للفروسية ... هو محبوب ومعروف ببلدته الصغيرة ... هذا الفتى له ميزة وهي عيونه التي تشبه الذهب حين تشرق الشمس بها ... مواصفاته هي مواصفات فتى الاحلام لكل فتاة ... طويل القامة وبشرته ليست بذلك البياض ... شعره حريري أسود وعينان بنيتان ..... هو غيور ولا يحب مشاركة أغراضه مع أحد .... يحاول دائما أن يكون مسالماً ولطيفاً بتعامله مع البشر ... هو الوحيد الذي يمتلك حصاناً أسوداً بقريته الصغيرة ... كلهم يمتلكون أحصنة بيضاء لأنهم يتوقعون أن اللون الأسود يجلب  السوء ... مذُ زمنٍ وهو يربي حصانه بالخّفية عن أهل القرية .... مات والديه عندما كان عمره خمس سنوات ... لا يتذكرهم جيداً .... قامت بتربيته جدته الوحيدة .... كانت تخفي حصانه عن أهل القرية حتى لا يقتلونهم ..... حسناً ... جاء سوكي من مدرسته كالعادة ... وذهب لرؤية حصانه الوحيد وإطعامه خفية عن أهل القرية .... لكن الصدمة أن حصانه مقتول ! ومن الفاعل ؟ ..... ذهب مسرعاً وكان يشعر بأن الأرض تتحرك وتدور حوله بسبب صدمته .... دخل لمنزله الخشبي وبدأ ينادي جدته الوحيدة ... جدتي ! جدتي أين أنتي ؟ لتجيبي يا جدتي ؟ ..... زاد قلقه وبحث بكل أرجاء المنزل لكن لم يجدها .... فخرج يصرخ وينادي أهل القرية .... أين جدتي أرجوكم أخبروني ؟ .... كانت النظرات المتسلطة عليه كلها تحمل حُقداً وغُلاً سوكي شعر بالتوتر الشديد ولكنه بقيَ صامداً .... لكن جاء أحد الكُهول .... وأخبره أن جدته ستُعاقب على فعلتها .... وأخذه لمكان العقاب .... كان مصدوماً وهو يدرك أن جدته لم تخطئ وليست بظالمة لأحد ... حين تقدم سوكي للأمام وكان حشدٌ من الناس متجمعون يرمون بالحصى على شخص مجهول ... لكن بتقدم سوكي فقد السيطرة على نفسه وذهب ليحمي جدته من الحصيات .... لكن لا جدوى قد فات الأوان ونبست جدته عند أذنه قبل موتها .... سوكي لتهرب قبل أن يقتلونك ..... هم وحوش بشرية قتلوا حصانك وأنا لتهرب ؛ لتهرب قبل فوات الأوان ثم أغمضت جفن عينيها وهي كلها دماء .

كانت كلماتها بالنسبة لسوكي صدمة .... أخذ بنظره حول الناس وكلهم يطالبون بقتله .... والسبب أنه قام بتربية حصان أسود اللون ..... تشائمهم مقزز .... وقف سوكي بنصف الدائرة وكل الناس متجمعة حوله يطالبون بإعدامه ... لكنه صدمهم برده البارد ..... وكأنه ليس بذلك الفتى اللطيف المحبوب ... بمقولته تلك عم الصمت لبضع دقائق ... إن كنتم تريدون قتلي فأنا لن أموت بسهولة وسأنتقم لروح جدتي وحصاني البريئين ... شجاعته تعدت الحدود هذا الفتى الصغير .... لم يمسك بعصا أو بحصى ... فقد أمسك بذلك الكهل الذي أخذه ... وقال له أعلم أنك السبب بهذا ... لحرق روحي على موتهم لكن سأحرقكم كلكم وستعيشون بجحيم لأنني سأنتقم حالاً .... وقام بكسر رقبته أمام الكل ... بدأ يتقدم ناحية إحدى الأمهات فقام بإمساك رِسغِها .... وفعلته كانت غريبة حيث أنه قام بتقطيع يدها بسكين الكهل .... وقال لها تلك اليد ستعاقب رحمتك لأنك حامل  ..... وبدأت المطاردة حيث أن رجال القرية لاحقوه بعد أن قام بقتل الكهل وتقطيع يد المرأة ... لكن سوكي لم يكن كباقي الاطفال بعمر العاشرة ... هرب سوكي منهم وإتجه نحو الغابة السوداء المكروهة .... لقد توقف الرجال عن ملاحقته .... مرت ثلاث سنوات على هذا الحادث وسوكي لم ينسى بل بقي الأمر يحرق كيانه .