الماضي "1"

17 1 0
                                    


كان فقيراّ للغاية ... يعيش في منزل قديم محطم مع جدته الوحيدة و اُمه .... لكن .... التعامل معه صعب للغاية لأنه شحص منعزل مكتئب و متوحد .... لم يكن يحب البشر وكان متعلق بالقطط .... كان هادئاً للحد الذي يجعلك تتسائل هل هو حيّ أم إنه ميّت .... كان شديد الخجل و لايحب أن يتكلم مع الغرباء ... لكن كيف مات وكيف كانت حياته ؟؟ ...... كان يعيش حياة هادئة مع اُمه وجدته وكان له صديق واحد يحبه ويثق به لكن هذا الاخير لم ترتح له والدته ..... كان يأخذ معه إبنها ويتأخران بالعودة ... لعديد من المرات ... مع أنه لا يمكن أن نُنكِر سعادتها لأن إبنها الوحيد أصبح لديه صديق لكنها كانت قلقلة حِيال هذا الأمر ..... مرّ شهر وشهرين وثلاث .... وزادت ثقة رايدون بذلك الفتى ..... والدة رايدون إنعدم قلقُها ..... وهنا بدأت المشاكل تدريجياً .... بدأ ذلك الفتى بمحاولة للغدر برايدون .... لكنه لم يستطع لأن رايدون كان قوي البنية منذ صغره بفضل تدريبات والدّه قبل وفاته ..... ولكن رايدون لم يهتم للأمر كثيراً وإعتبره مزاح بين الاصدقاء ... ذلك الفتى اصبح يقول إشاعات عن رايدون بأنه عنيف وعدواني وغير مهذب وأنه مريض بطَيّفِ التوحد ...... بدأت الإشاعات بالإنتشار شيئا فشيئا .... وعلم رايدون أن صديقه هو من نشرها لأنه الوحيد الذي يعلم بالأمر .... لذا قرر رايدون عدم إخبار والدته بالأمر .... ولم يستطع تحطيم سعادتها .... قرر عدم البَوح عن فراقه مع صديقه بعد عِتاب منه .... أصبح يتعرض للتنمر الشديد بالمدرسة .... وقرر عدم الذهاب مجدداً حتى وإن توقف التنمر .... بعد خيبة أمله الشديدة انعزل عن العالم أكثر ... وبدأ يوميا بالبكاء لأن قلبه إنقهر بسبب أفعال صديقه الذي وثق به .... كان ملجأه الوحيد الغرفة السرية التى لا يعلم بوجودها إلا والدته .... كانت بالقرب من النهر وكانت على شجرة ... صنعها له والده منذ طفولته .... وبدأ الاختباء هناك واصبح شكله شاحباً .... بأحد الليالي ... بدأ البكاء بهستيرية ولم يتوقف بل زاد الوضع سوءاً وشعر كأن شخصا يعصر قلبه بداخل صدره وضاق نفسه وشعر بنغزات قوية بقلبه ..... بعد مدة فاقت الأم وسمعت صوتاً .... لشخص وهو يستغيث .... صوتاً أشبه بصوت شخص وهو يحتضر .... دخلت الغرفة ... وجدت إبنها يمُد يدهُ ناحيتها وكانت آخر كلماته هي ... أمي .. أنا خُذلت من أقر....أقرب الناس لي ... مع تنفسه الصعب و صوته المهزوز الضعيف بدأت والدته بالبكاء ... رأت ابنها يحتضر ويموت أمام اعينها وكانت أخر مرة تراه وهو يتكلم ويبكي .... في يوم جنازته ... جاء كل أساتذته وزملاءه لتشييع جنازته .... وتبينت الحقيقة أمام الكل .... إعترف ذلك الفتى بخطأه ... وكان سبب إنتقامه هو الحب الشديد الذي يذهب لرايدون بدون جهد منه ... الغيرة تضر صاحبها ... الصديق الحقيقي لا يغار من صديقه مهما كان ... وهذه قصة رايدون الفتى المخذول العبرة من القصة ... ليس كل من هبّ ودبّ تخبره اسرارك لأن الخذلان يكون اقوى كلما كانت مكانته اكبر بقلبك ... إذا كان الغدر في الناس موجودًا فالثقة بكل أحد عجز ... حقا ان الثقة بكل أحد عجزٌ .... والغدرُ بكلِ النَاسِ موجود ... فمَا بَالُ قلبِي وثَق وخُذُل .




لعنة الحب [ مكتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن