- البارت الـ١١ .. الجزء الثاني :

158 7 0
                                    


" بسم الله الرحمن الرحيم .. عُدْنا والعَودُ أحمَدُ "

" بالرغم من أنّهُ لا يمكن أن نعود إلى الوراء لنصنع بدايةٍ جديدة إلّا أنّهُ يمكن أن نبدأ من الآن في صناعة نهاية جديدة "

-  يسير على غير هُدى والشمس تدنو من مغربها .. مصباح السماء الكبير ينطفئ شيئًا فشيئًا  ، يبحث عن طريق العوده ولا شيء هُنا سوى التيّه الذي يغمره .. يتلفت يمينًا وشمالًا يحاول جاهدًا تخمين اي الطريقين أصح للعبور ، ثانيه تبعتها أُخرى لينطلق - بخيله الأسود - عند مفترق المساحات الخضراء بسرعه هائله يخفي أطراف وجهه بشماغه الأحمر ويكتسي جسده بالثوب القاتم تمامًا كالظلام المُخيف الذي أكتسى السماء وتبدد نور الكون بعُتمه حالكه وبغضون دقائق معدوده يُعاني من رجفه في كفوفه يجهل سببها !

باللحظة ذاتها التي أصدر فيها الخيل الأسود صهيل عالي منذُ دخوله إلى مكانه المخصص في الأسطبل ليمرر أصابعه على ظهر الخيل ينطق بنبره ركيكه بعض الشيء مُخاطبًا خيّله مُبررًا الهزه العنيفه الذي أستوطنت أطرافه وهو مُمسكًا باللجام : لا يغرك نبض كفي وأرتجافه .. يمكن ضاق بيّ قلبّي وشلته في يديني ! أظُن أنه جواب كافي يا غسقّ !
ثم يترك المكان خارجًا من الأسطبل بل من المزرعه بالكامل ليختفي طيفه في غضون ثوانٍ معدوده .

~
~
~
- غادر ..
وكأنهُ لم يُغادرهم
أنهُ هِنا في عُمق صدورهم
يأتيهم بين طيّات الحنين
في ذكرياتهم ودعائهم
في أحلامهم التي لا تخلوا منه
يأتيهم ڪ شيء لا يجوز لهُ النسيان
ثابت هو في أيامهم حتى وأن طال غيابه
وفي اي حدث للعائله
كُل منهم يقول : أيّا ليتك هُنا !
تشاركنا أحداثنا التي ينقصها وجودك
لا يعلم ذاك الألم إلاّ من ذاق مرارته
فُقد - الأب - شيءٍ لا يُنسى ! ولا يتناسى !
في كُل لحظه يشعرون أنهُ في زوايا البيت
او أن غيابه سفر قصير وسوف يعود مِنه
من يقنع - ريتاجّ أن والدها مجيّد لم يعُد سرمديًا كما كانت تدعوه دومًا - وأنهُ ذهب إلى الأبد ؟
من يقنع الأفراد الـ خمسه أنهم أصبحوا أربعه ؟!
ومن يقنع دار هزاع التي تلجّ بذكريات مجيّد لمدة سنة كامله في الماضي أنهُ غادرها إلى الإبد .. دون وداع
ما زالت - زوجته جيلان - تشعُر أن ماحدث حُلمًا كئيب
وسوف يصحون منهُ يومًا ما
وتشعُر - أبنته ترفّ - أن والدها الحنونّ الذي غادرهم بلا سابق إنذار سيعود مع عودة إشراقة شمس الصبّاح التالي
رحم الله من كان - عضيّد أوس -
رحم الله مجيّدهم وفقيد قلوبهم
وجعلهُ " لّمحتهم الأولى في الجنه " !

- الساعه العاشره والنصف مساءٍ .. في دار هزاع :

-  تقدم بخطوات ثابته ورتيبه ناحية الجناح الخاص بِهم عندما غزى طيفها الحاضر الغائب نبضات قلبّه وتربعت على عرش أفكاره ، مُمسكًا بعروة الباب يفتحه بهدوء وقبل أن تطأ قدمه الغرفه رأى الطيف الأحب يركض بأتجاهه لتقف أمامه تفرك عيناها الناعسه وتقول بصوتها المنخفض أثر الخمول التي تشعر بِه : بابا رهيّب ريتاجّ وماجد وحشوني عادي أدخل أشوفهم الحين ؟

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن