قال هو مع إبتسامته الجميلة التى أخفت له عينيه. ثم و بها يقدم الكتاب لأماي مع بطاقة إشتراكها فوق غلافه السميك.
"شكرا!"
تناولتهما بين يديها، ثم وضعتها داخل حقيبتها.
"إذا، هل من جديد؟"
"لا، فقط المزيد من المشاريع التى عليا العمل بشانها و الإختبارات."
تنهيدة صغيرة خرجت من فمها. قد لاحظ هو تواجد بعض الدوائر الرمادي اسفل جفونها، مما يسمح له بفهم انها في توتر و إجهاد ثقيل جاد بهذه الأشهر.
"لا باس، انتي لها يا فتاة. تستطعين فعلها!"
"شكرا على تشجيعك، جيمين. اقدر هذا منك"
رمت له ابتسامة وهنة، ثم مدت بكفها تربت على ذراعه بلطف و خفة. مما جمده بمكانه. أحس بخفق زائد بقلبه كان من الصعب عليه أن يتحكم بمعالم وجهه و صوت فؤاده العالي.
"أماي..."
همهمت له سريعا، ناظرة له في مقلتيه. اخذ دقائق طويلة صامتا لا ينبس بحرف لها، مما جعلها تميل من راسها في تسائل منها. لكنه اسرع في الابتسام بإشراقة لها، يقول
"أتمنى لكي يوم سعيد، أماي"
نظرت له مطولا، لتشرع في القهقهة ببهجة.
"و لك أيضا!"
رمت ابتسامتها له لأخرى مرة. بعدها أدارت ظهرها و تقدمت تسير نحو باب الخروج معلنة عن إنصرافها عن المحل.
قام جيمين بتسجيل الخروج من جهاز الكمبيوتر سريعا وتوجه نحو الطابق العلوي بخطوات خفيفة، على أمل منه باللحاق ب باك قبل ان تنشغل بأمور أخرى.
حالما وصل إلى وجهته، تناول بالنظر إلى عربة الكتب التي تعيد ترتيبها إلى رفوفها في قسم التاريخ. و بصوت منخفض مهذب، اردف.
"باك، هلا لي بدقيقة من وقتكي؟"
إلتفتت بابتسامة هادءة.
"بالطبع، ما الأمر؟"
فرك جيمين مؤخرة رقبته بخجل. يفكر بطريقة ليبدا فيها الكلام.
"أعلم أنني لا أطلب عادة تبديل الورديات، ولكني كنت أتساءل عما إذا كان من الممكن لي أن أعود باكرا إلى المنزل و أن تغلقي انتي المحل لهذه الليلة؟ أشعر بالإرهاق نوعًا ما."
"لا توجد مشكلة معي، فأنت سند عظيم بهذه المكتبة و تقوم بالكثير من الساعات الإضافية دوما."
درسته باك عن كثب، يخلها القلق و عدم الإرتياح. و قد ظهر ذالك من تجعيد جبينها حينما شبكت من حاجبيها بتسائل مضطرب.
"هل تشعر بأنك مريض أو ما شابه؟"
"طبعا لا، كل ما في الأمر هو أن التعب لامسني و الإرهاق بات يغدوا فيا هذه الأيام. أعتقد أنني بالغت الحد الأقصى من طاقتي و صرت بحاجة إلى راحة مبكرة."
تنهد ذو الخصلات الفحمية بوهن بريئ، ثم واصل.
"على الرغم من ذلك، أقدر فعلا تغطيتكي لي. و أنا مدين لكي بواحدة."
لوحت المرآة ممتلئة الجسم بيدها، أشبه و أن كانت تعني أنه ليس عليه التفوه بمثل هذا الكلام لها لان مساهمتها بهذا المكان لا يقارن بالأعمال التى انجزها هو للآخرين.
"لا تقلق بشأن ذلك. إسترخِ، سوف أقوم بتغطية الأمور هنا."
غمزت له مع إبتسامتها الدافئة تؤكد له صحة كلامها و رغبتها في فعل ذالك له.
"شكرًا لكي باك، أنت الأفضل."
إنحنى لها 90 درجة تحت مدرج الإحترام، بعدها إستقام مجددا و بسمته علت إلى حد جفنيه المنتفختين في سعادة.
