الفصل الأول:"أصبَحَ صَارِمًا"

325 18 14
                                    

"حين التقيتك"
"الفصل الأول"
"أصبح صارمًا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فؤادي بين أضلاعي غريب
يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم
تقارعه الصّبابة والنّحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي
فقلبي منذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي
فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ

"قيس بن ملوّح"
---------------------------------------------------
لطالما وجدتكِ بجواري تبتسمي لي وأنا أشاهدكِ
----------------------------------------------------

مع إنبعاث ترتيل القرآن الكريم من أفضل الشيوخ أصحاب الأصوات الذهبية من المذياع لينتشر في أرجاء منزلٍ بُنيت له حكاية جديدة، أُنيرت السماء بشمسها وتنقلت خطوطها الذهبية بكل مكانٍ لتُعلن عن بداية يوم جديد وبحياةٍ جديدة لشخصين واجها الصعاب ليصبحان سويًا، أُشرقت الشمس بنورها لتتسلل خيوطها الذهبية وتنعكس على عينيه ليغمضهما بإنزعاجٍ واعتدل جالسًا على الفراش يفرك عيناه بنعاسٍ قبل أن ينظر حوله، ليقع بصره عليها فها هي أصبحت له وهو أصبح لها يعيشان سويًا لا يفرقهما شيئًا، يستطيع الآن النظر لها كيفما شاء دون أن يشعر بغضب الله عليه، ابتسامة ظهرت على شفتيه ليميل يقبل جبينها قبل أن ينهض متوجهًا نحو المرحاض ولكن شعر بجسده يؤلمه بشدة وفتجاهل ذلك وهو يتوجه دالفًا المرحاض ينعم باستحمامٍ دافئ يزيل من ألم جسده.

بعد دقائق خرج "مراد" يمسح بالمنشفة شعره المبتل وهو يشعر بازدياد حرارة جسده بطريقةٍ غريبة ليعود إلى الفراش ويضع الغطاء على جسده بالكامل وهو يهتز وكأنه يعيش بالقطب الجنوبي.

شعرت باهتزاز الفراش فنهضت تنظر حولها بتعجبٍ وهي تقول بعدم إدراك:
_صباح الخير.

أجاب "مراد" بوهنٍ وهو يحاول تدفئة نفسه بشتى الطرق:
_ صباح النور.

نظرت "هنا" له بتعجبٍ من حالته الغير مفهومة لها لتقول:
_ مالك يا مرمر بترتعش كدا ليه؟

نبس "مراد" وهو يسعل بشدةٍ قائلًا:
_ مش عارف، أنا صحيت مش قادر أقوم وكان في كحة بسيطة، فدخلت آخد دش يمكن أفوق بس تقريبًا مافوقتش.

أردفت "هنا" بسخريةٍ وهي تضع باطن كفها على جبينه لتقوم بقياس درجة حرارة جسده نابسةً:
_ لا ما هو باين أصلًا، وبعدين أنتَ مولع يا "مراد"، تيجي نروح المستشفى؟

نفى "مراد" برأسه رافضًا الفكرة ليقول بلا اهتمام:
_ لأ شوية وهخف، مش قادر أقوم أصلًا.

تنهدت بقلة حيلة لتقول بحيرةٍ:
_ طب هجيبلك كمادات تخففها شوية حتى.

أومأ لها موافقًا لتنهض مسرعة تحضر ما تريده وظلت تجلس بجانبه تقوم بوضع القماشة المبتلة بماءٍ بارد على جبينه وتظل تنتظر حتى تنخفض حرارته.

حِينَ ألتَقَيتُكَ "الجزء الثاني" Where stories live. Discover now