الفصل السادس "مَن سيفوزُ بِها؟"

156 8 3
                                    

_ إني أُطيل حديثنا إذ يبتدي..
وأنا بطبعي لا أُطيل كلامي،
خير الكلام أقله في مذهبي،
إلا حديثكِ، ملجأي وسلامي.

"علاء سالم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشتعلت النيران أكثر وأصبحت الأجواء غائمة وضبابية بما يحمله كل فردٍ من الآخر.

فور التفاته ورآها أمامه لم يدري متى جلب تلك الجرأة ليتفوه بسخريةٍ مشيرًا إليها كي تدخل:

_ تعالي خشي يا "رنا" مابنتكلمش عن حد جديد دا أبوكِ يعني.

صُدم قلبها وأسرع بضخ الدم بعدما ازداد انكسارها بقلبها وعينيها ظاهريًا ترمقه بخذلانٍ:

_ "إبراهيم"! أنتَ بتقول إيه؟

نظر هو إليها صائحًا بنفاذ صبر يعبر عما بداخله:

_ "إبراهيم" طـهـق، كان زماني بشتغل الشغلانة اللي نفسي فيها ودرست علشانها لولا أبوكِ اللي ماعندهوش دم، وقف قدام طريقي علشان مابقاش أحسن من ابنه الفاشل.

لا تستطع الصمود، لا تستطع تحمل استماع هذه العبارات عن والدها حتى وإن كان هكذا بالفعل:

_ كفاية بالله عليك عيب اللي بتقوله دا.

حقًا! تدافع عن والدها بعد كل ذلك؟! هذا ما قاله بداخل عقله قبل أن يصرخ بها:

_ وهو مش عيب اللي بيعمله ولا الغلط عليا بس؟! أنا عمري ما هسامحه يا "رنا" يمكن أنتِ الحسنة الوحيدة اللي في حياته لعلها تغفر له.

سكت برهةً يعبئ رئتيه بالهواء وعاد التكملة بقهرٍ يحمله من هذا الرجل والذي من المفترض عمه الذي يجب حملهم داخل عينيه ولكن الطمع احتل قلبه وأعماه عن مصير نتيجة ما يفعله:

_ أرجوكِ يا "رنا" بصي لأبوكِ بنظرة تانية وهتفهمي أنا ليه بكرهه، بصي على الأكل اللي بتاكليه واعرفي فلوسه بتيجي منين.

صرخت به وقد أعلنت عيناها التخلي عن القوة لتنسدل العبرات على وجنتيها:

_ هتكون بتيجي مـنـين؟! بابا بيشتغل هو وأخواتي في المحلات.

أصدر ضحكة ساخرة عن سذاجتها في تصديق هؤلاء الماكرون:

_ آه بيشتغلوا، ماقالكيش قبل كدا إنه بيقطع أكل عيش الغلابة اللي زيي أنا وأبويا؟!

وإلى هُنا أسرع "مراد" بالرد بعدما التزم الصمت بطلبٍ من حماه ليضع يده على فمه يمنعه من المتابعة:

_ اسكت بـقى اعرف أنتَ بتقول إيه ولا اتجننت؟! فكر في الكلام قبل ما تقوله.

سكت الآخر وصدره يعلو ويهبط بانفعال، بينما "رنا" لم تستطع التحمل وفور بدء بكائها ركضت نحو طابق شقتهما، فأشار "سامح" إلى إبنته بأن تسرع خلفها لتومئ "هنا" له بعدما استأذنت زوجها وركضت تلحق بها قبل أن تنهار.

حِينَ ألتَقَيتُكَ "الجزء الثاني" Where stories live. Discover now