اقتباس لِما هو قادمٌ

109 8 6
                                    

تدور عقارب الساعة دون توقف دليلًا على استمرار غوص العقل بأفكاره المميتة، تشعر بأنك سجينًا حُكم عليه بالمؤبد، فلا تدري متى تعود المياه لأراضٍ أصابها التصحر.

شاردٌ كعادته يرى انهيار الأساس الذي يُبنى عليه حياته ولا يبدي ردة فعل، يشعر بالضيق حوله وأنه مكتفًا بفترةٍ غليظة.

انتبه على مجيئها تجلس جواره، فابتسم لها حتى لا تشعر بغرابةٍ من حالته ولكن لم ينجح حينما سألته هي بحزنٍ:

_ مش كفاية خصام كدا يا "مراد"؟

هرب بعينيه عنها يجيب ببساطةٍ وكأن الموضوع لا يشغل باله من الأصل:

_ عادي يا "هنا" أنا هعمل إيه يعني؟

عانقت يده بخاصتها وبداخلها تشعر بالحزن الشديد كلما رأت حالته تلك التي تجعله يجلس شاردًا لساعاتٍ دون أن يدري:

_ مابقولكش تعمل حاجة، أنا بنصحك بس لإن الدنيا صغيرة يا حبيبي وأنتوا بتتقابلوا كتير.

نفى "مراد" برأسه سريعًا وأجاب إجابة بسيطة توضح ما بداخله:

_ لأ خلاص الموضوع دا اتقفل بالنسبالي، بقى زيه زي غيره.

تنهدت "هنا" بقلة حيلة تحاول ابتكار طرق لإقناعه حتى ينتبه لحياته مجددًا ولا يتشتت:

_ يا حبيبي خليك أنتَ المسامح طيب.

التفت لها يحسم جدالهما منهيًا ذلك النقاش الذي ستخرج منه منهزمة في إقناعه:

_ يا ستي أنا مسامح بس يبعد عني، لو عليا فأنا خلاص مسامحه لكن أنا مابقتش عاوزه في حياتي تاني.

رفعت عينيها نحو تتساءل بتريثٍ حتى تتأكد بأنه مصرًا على قراره:

_ يعني خلاص مافيش أمل ترجعوا زي الأول؟!

ضحكة ساخرة صدرت من فمه على سؤالها المضحك بالنسبة له، فهل بعد كله ما فعله به يعيد علاقتهما مترابطة مجددًا؟! حقًا إنها تمزح ذلك ما قاله "مراد" بداخله ومن بعدها نبس بابتسامة مؤلمة تعبر عما يحمله:

_ زي الأول! استحالة يا "هنا" عمرها ما تحصل.

فهما عضوين يتحكمان بالباقي، العقل والقلب، فور انكسار القلب يرسل إنذارات إلى عقله بأن ما حدث لن يمر بسهولةٍ، فما انكسر لن يعود كالسابق وهذا هو ما شعر به حينها، تألم كثيرًا من عباراته وقتها ولم يتوقع منه تلك القسوة، فاتخذ عقله قرارًا بألا يقترب منه مجددًا، وكالعادة ينصاع "مراد" وراء أوامره وكأنه قائد ملحمة.


#قريبًا العودة
#حين_التقيتك"الجزء الثاني"

العودة إن شاء الله ١/٦/٢٠٢٤🤎

حِينَ ألتَقَيتُكَ "الجزء الثاني" Where stories live. Discover now