"حين ألتقيتك"
"الفصل الثالث"
"عودة الأخوان"ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ ظلامُ عينَيهَا يُسلبنِي كَالمسحُورِ،
وأنَا رجلٌ اعتادَ عَنه الغرُورَ،
تُشبهُ أورَاقَ الرَبِيعِ تنسدل عليهِ قطرَاتُ الندى،
وقَلبِي ليسَ بطويلِ المدى،
فإنْ تقَابلَت عَينايّ بخَاصتكِ،
شعرتُ وكأنَّني كالطفلِ المسرُورِ،
وأسألُ دومًا نفسي،
كيفَ لرجلٍ مثلِي أن يتهَاوَى بسبب صَاحبة السَوداوتين؟!،
أخبريني! أوكيفَ أُعيدُ قلبِي جَامدًا بعدمَا تهاوى بينَ يداكِ،
وأصبحتُ أنَا العَاشقَ المسكُورَ،
ولأجلِ عَينيكِ يُسمح للهَوى.************************************
غارقٌ ببحور أفكاره، تهاوى عقله بإنهيارٍ لا يستطع تصديق كلمةً أخرى، فور سماعه باعتراف شقيقه الصريح بأنه يختار والده عنه، شعر بتخلِ الجميع عنه.
نظر "مراد" إلى هاتفه بعينين تائهتين ينظر للمتصل حتى وجده أخيه، فألقى الهاتف بعيدًا ناظرًا أمامه بشرود تام بعدما كانت صوت ضحكاته تعلو بأنحاء المنزل.
تعجب "حمزة" من عدم رده على رسائله وإتصالاته رغم أن هاتفه يشير بإتصاله الآن.
اتجه "حمزة" بالإتصال على"هنا" يستعلم سبب عدم رد أخاه عليه، أجابت هنا بعد ثوان:
_ "هنا"! هو" مراد" مابيردش على مكالماتي ليه؟نهضت "هنا" تبحث عنه مجيبةً:
_ طب استنى أشوفهولك يا "حمزة" مع إنه كان كويس من شوية.دلفت "هنا" الغرفة فوجدته بتلك الحالة حتى تقدمت تربت على كتفه:
_ "حمزة" بيرن عليك مابتردش ليه؟قابلها "مراد" بالصمت التام، فعقدت حاجبيها بتعجبٍ قبل أن تعطيه هاتفها ليحدثه ومن ثم خرجت تترك لهما مساحة الخصوصية.
فور أخذه الهاتف أتاه صوت أخيه قائلًا بقلق:
_ إيه يا بني مابتردش عليا ليه؟فرك "مراد" جبينه بإرهاقٍ مردفًا:
_ عادي يا "حمزة" كنت سرحان شوية بس.تعجب "حمزة" من نبرته ليتعجب أكثر عندما أتاه سؤاله الغريب:
_ بقولك يا "حمزة"! بتحبني مين أكتر أنا ولا أبوك؟شعر" حمزة" بالإختناق خائفًا من أن يكون والده قد تحدث معه ولكن أجاب:
_ إيه السؤال دا؟ بحبكم أنتوا الإتنين طبعًا.تفوه "مراد" ببرودٍ ينفي ما يقوله:
_ لأ معلش لو شخص واحد يبقى مين؟رد "حمزة" بهدوءٍ يحاول تهدئته كي لا ينزعج:
_ أنتَ كل واحد فيكم له عندي مكانة كبير، فماينفعش تسألني السؤال دا.