" خَيبَة "

16 3 0
                                    

في أروقة الصمت تتسلل خِيبَةٌ،
تتراقص وتتلاعب بالأحلامِ،
تمضغ الآمال بعيداً وتجرح القلوبَ،
وتنثر الأسى في دمى الأيامِ.

كانت أيامنا تراقص السماء،
تذبل الورودُ وتزهو الضياء،
كان قلبنا يرفرف كالطائرِ الحرِّ،
وكلماتنا تنساب كالنهرِ الجاري.

أتذكر عندما كنا شمساً تتوهج بالدفء؟
تلك الأيام الجميلة التي تعانقنا بشوقٍ،
كانت أحلامنا تتعانق بألوان الفرح،
وأفكارنا ترقص في أروقة الأملِ.

لكن الآن،  تغيّرت الرياح،
ظلمت السماء وغاب القمر،
وأصبحت الأيام بلا ألوانٍ وبلا ضياء،
وتلاشت الأحلام وتبخّرت الأماني.

كم كانت خيبتك صدمةً في صدري،
كم كنت يا صديقي زهرةً بين أشواكٍ،
كنت أملي وبُعدَي القريب،
لكنك تلاشيت كالدخانِ في الهواءِ.

، أين ذهب الوفاء والصداقة؟
لماذا تحوّلت المشاعر إلى رمادٍ ورياح؟
أين ذهب الحب والحنان والإخاء؟
أتركني أتساءل وحدي عن مصيرِ الأيامِ.

، حان الوقت للوداع،
حان الوقت لتطير بعيداً كالطائر الهارب،
فلتحمل خيبتك وتذهب بلا عودة،
فقد غدوت كالبحرِ العميقِ بلا مدِّ.

أسطرها كأشعة الشمس المغيبة،
فلتسير يا صديقي بلا آثارٍ،
فقد تلاشيت كالأحلام في الأفقِ.

وأنا الآن أعلن فراقًا لا رجوعَ فيه،
أعلن وداعًا للأيام الجميلة،
فأنت لم تكن صديقًا كما ظننت،
بل كنت كالغيمِ الزائل في سماءِ الحياةِ.

أقتبآسـآت مـُنآضـل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن