الفصل العاشر

30.2K 538 13
                                    

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

اولا ياريت متنسوش فووت وكومنت ياحلوين

أخبرني قلبي عندما رأيتك...ذات مساء
بأن هناك عابر اً سأذوب عشقا ً في هواه..

و أن حاولت نسيانه ابداً "أبداً "
لن انساه 💗

ً و أني لو هربت منه ففي كل طريق سألقاه..

و أني سا استسلم لهذا الحب
ولا أغير مجراه..

فإنه ليس صنع يدي بل رزق من عند الله ..!

❈-❈-❈

رجع جواد بظهره على الفراش

-الولاد بيضيعوا ياصهيب، حازم اللي سافر ومنع ولاده بنزولهم مصر بعد مارفضت جواز جواد بجنى، وجنانه عليا اخر مرة، وادي عز وتهوره اللي وصله أن بنتي معدتش عايزاه، وابني اللي مطرود برة العيلة والكل نافره، حتى أوس قطع علاقته بيه، قولي ارتاح ازاي وولادي كلهم وقعوا

ربت صهيب على كتفه

-عدينا بأكتر من كدا نسيت ولا ايه ..سحب نفسا طويلا، وزفره على مراحل ..وآه خرجت متألمة

-لا ياصهيب المرادي الضربة شديدة في اكبر واحد من ولادي ..استمعوا الى صرخات نهى بالخارج

نظروا لبعضهما البعض، حاول جواد الخروج ..دلفت غنى إلى والدها

-بابا ألحق فيروز برة وعز هجم عليها وبيضربها
اعتدل جواد بهدوء وخرج بجوار ابنته، بينما صهيب جلس زافرا الهواء المكبوت بداخله بقوة ثم رفع هاتفه

قبل قليل
كانت تقف أمام المرآة تنهي زينتها، بينما هو يجلس على فراشهما وعيناه تبحر فوق ملامحها الجميلة، ابتسمت له من خلال المرآة
-هتفضل تبص عليا كدا مش هعرف أخلص، نهض متجها إليها، وقف خلفها ولف ذراعيه حولها يدفن رأسه بعنقها
-مش مصدق إنك بين ايدي، لثم عنقها، شعرت بصاعقة كهربائية تسري بكامل جسدها، أطبقت على جفنيها عندما لافحت أنفاسه الحارة عنقها، فهمست بتقطع:
-جا..س.ر.رفع رأسه ينظر لأنعكاس صورتهما بالمرآة
جذبها حتى ارتطدمت بصدره
-قلب جاسر، ارتجف جسدها وخانتها ساقيها ابتلعت ريقها بصعوبة، فلقد استحوذ على كيانها بالكامل؛ مما جعلها تتمنى قربه بتلك اللحظة
أطبقت على جفنيها تحاول استيعاب تلك السعادة التي انتابتها بقربه وعشقه
ظلا كلاهما بتلك الحالة هي التي أغمضت عيناها مستمتعة بأنفاسه وقربه، وهو احتوائه لها بحوذة أحضانه ..رفعها بين ذراعيه وتراجع إلى تختهما
فتحت عيناها مذهولة
-جاسر هنتأخر، وصاحبك
اشش..قالها وهو يضع إبهامه على شفتيها، استند على الفراش بظهره وأجلسها بأحضانه وهو مغمض العينين، يمسد على خصلاتها فقط، ران صمتا بينهما، كلاهما ذاهبا بملكوته، وضعت رأسها على صدره ورفعت كفيه حولها ..فتح عيناه وابتسامه مغرمة بأفعالها، انحنى يطبع قبلة فوق رأسها، ثم تحدث :
-جهزي نفسك لما نرجع من عند راكان هنسافر، لازم نسافر يومين، انا مش موافق..اعتدلت على ظهرها تطالعه ومازالت على وضعها
-أنا مش عايزة أسافر صدقني، واظن انت عارف من صغري مبحبش السفر والحاجات دي
خلل أنامله بخصلاتها مردفا
-ماهو علشان كدا هنسافر، قطبت جبينها متسائلة:
-دا اسميه إيه بقى، مش معقول ياجاسر تعاند وخلاص
انحنى يداعب أنفها وهتف دون جدال
-من وقت ماكتبتك على اسمي وبقيتي ملكي، مع إنك ملكي من زمان؛ كل حاجة لازم تتغير، مش عايز تشابه في حياتنا إحنا الأتنين
كانت تطالعه بعيناها الهائمة، رفعت كفيها على وجنتيه وكأن لرؤيته مذاق خاص يشعرها بكم السعادة التي تنتابها
-جاسر هنفضل نحب بعض كدا، ولا دي هتكون مجرد لحظات حلوة هتتنسي مع الوقت
انتابه خوف من كلماتها ولا يعلم لماذا شعر بتلك الحالة التي انتابته وكأنها ستختفي من حياته، فاعدل من وضعيتها، احتضن وجنتيها ونظر بعمق لعيناها
-جنى هقولك سر، واتمنى متزعليش مني، بس لازم تفهمي أنا عملت كدا علشان تكوني زي دلوقتي كدا، تكوني في حضني ومحدش يقدر يقرب منك وياخدك غيري
ارتجف جسدها ونظراتها عليه تنتظر حديثه بشق الأنفس
دنى من كرزيتها يتذوق شهد عسلها، ظل لفترة كأنها قبلته الأخيرة، حتى انتابها الخوف، ورغم قبلاته وعشقه لها إلا أن هذه المرة امتلاك بمعنى أخر، حاولت التخلص من حوزته لثغرها إلا أنه المتحكم الأقوى، مرت دقائق تاركة له نفسها، فلقد خانها جسدها بقربه ولم تقو على أبعاده ..دقائق مرت عليهما كالحظات مسروقة من الزمن
اخيرا بعد فترة استلقى على ظهره جاذبا إياها لصدره دون حديث سوى من أنفاسهما، صمت للحظة يستعيد هيئته ثم امسك هاتفه وحاول السيطرة على نفسه
-راكان أنا آسف هتأخر ساعة أو ساعتين، هقابلك في المزرعة ، واعتذر لي من الموجودين
قطب راكان حاجبه متسائلا:
-إنت كويس يابني..ارجع جاسر خصلاته للخلف ينظر لتلك القابعة بأحضانه وانسابت دموعها بصمت فأجابه
-ممكن نأجل الموضوع لبكرة، وهبعتلك حاجة يبقى شوفها وعايزك تعملها زي ماهطلب ..قالها واغلق هاتفه
أطبق على جفنيه متألما عندما شعر بدموعها على صدره، لم يتفوه بكلمة، ظل يمسد على خصلاتها لفترة ثم سحب نفسا وطرده على فترات
-الأول عايزك تتأكدي عملت كدا من عشقي، انا كنت مقرر أطلق فيروز بعد ماتولد، بس القدر كان في صالحي والطفل نزل، وافترقنا بهدوء، انا عوضتها قولتلها ولو عوزتي حاجة هتلاقيني جنبك
مسد على خصلاتها بحنان ثم أستأنف :
-لأني قررت من يوم خطوبتك اتجوزك؛حتى لو اضطريت اخطفك ونبعد ونعيش لوحدنا
التوت زاوية فمه بابتسامة عابثة
-بس طبعا جواد الألفي خنقها عليا جدا، وزي مايكون حس انا ناوي على إيه، ففضل يقولي لو قربت من بنت عمك مش هسكتلك وهعمل واعمل، رفع ذقنها وسبح ببنيتها حتى لمعت عيناه بطبقة من الدموع
-اتفق مع بابكي يحرموني منك فعملوا ايه وافقوا على يعقوب، وكنت متأكد ورا الخطوبة دي حاجة بعدها حضرتك جيتي ووقفتي قدامي وقولتي هتسافري، فهمت لعبتهم اهو يبعدونا عن بعض، أنتِ تنسي وأنا ارجع لحياتي مع أنه قالي طلق فيروز بعد ماتولد
تنفس بتثاقل وكأن حجرا ثقيلا أطبق على صدره ثم قال بوجع مرير:
-حاولت ارسم قدامهم اللامبالاة مع اني روحت لعز وهددته أنه مايسفرش، بس طبعا عز كان عارف بحبك ليا، وازاي اسيبك واتجوز، وزي ماحكيتي أنه كان مجروح مني، فحب يعاقبني ويبعدك وكان مرحب بالفكرة
نظر حوله وأشار على ذاك المنزل واستأنف
-جيت اشتريت البيت دا، وجهزته زي ماانت شايفة، عارف انك بتحبي الطبيعة، من جهة ابعد عن القاهرة وعن حي الألفي ومن جهة تانية محدش يعرف مكانا حتى بابا نفسه، وقررت يوم الحادثة بالليل اجيبك هنا، مسح على وجهه بعنف كلما تذكر رؤيتها ذاك اليوم
رفعت نظرها إليه بحزن شديد شعرت بقلبها يقتلع من بين ضلوعها وانحباس عبراتها داخل جفنيها، رفعت كفيها واحتضنت كفيه
انحنى يعانق عيناها
-مقدرتش ياجنى، من وقت مايعقوب قرب منك وانا اتجننت، كنت الاول بضغط على نفسي وبصبرها بقربك، بس الدنيا اسودت في وشي لدرجة بقيت انادي على فيروز بجنى، طبعا أي ست مكانها هتتجنن، انا مش بقولك كدا علشان ابرر اللي هي عملته، بس بعرفك انا ظلمتك وظلمتها معايا، اخر خمس شهور في حياتنا كانت جحيمية بمعنى الكلمة، لدرجة ..توقف يكور قبضته ولم يقو على تكملة حديثه، وضعت رأسها بصدره وشهقت ببكاء مرتفع
حاوطها بذراعه يربت على ظهرها
-آسف، آسف ياجنى بس بقولك كدا علشان تعرفي كنت مضغوط اد ايه فاعذريني من اللي هقولهولك دلوقتي
احتضنته تشدد من احتضانه وتخفي نفسها بداخله
-شكلك عامل حاجة كبيرة أوي يابن عمي، وبتبرر
-زورت تقرير المستشفى ياجنى، هبت فزعة تنظر إليه ودقات قلبها تصم أذنيها تنتظر باقي حديثه الذي ازعنت أنه كارثي
تقابلت نظراتهما وأكمل :
-خليت الدكتورة تقنعهم انك اغتصبتي فعلا، وخليتها تغير التقرير، ودا ميعرفوش غير باباكي وبابا بس، الباقي ميعرفش أو ممكن عرفوا معرفش ..قالها ونظر للأسفل بأسى
كانت تطالعه بصدمة، شعرت وكأنه غرس خنجرا بمنتصف صدرها، فأشارت على نفسها
-طلعتني مغتصبة ياجاسر، زورت، وصل بيك الحال تزور وتطعن فيا
احتضن وجهها وهز رأسه نافيا

تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق لاذع،)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن