الفصل الواحد والأربعون

21.3K 640 61
                                    

أعلم بأن المسافات قد سرقتك مني وأن الأيام خذلتني
ولكني ..
ورغم الفراق ..
مازلت إليك وحدك أشتاق ..
أريد أن أكتب لك عن كل شيء يمر بي ..
أن أقول لك أنني أحبّك ..
وأن الوقت الذي يمضي بدونك بغيض ..
وأنك هُنا مستقر بداخلي و بين ثنايا روحي ..
أريد أن أقول لك كل شيء يطرأ على عقلي دون خوف ..
دون أن أُفكر بما سيحدث بعد ذلك... فقط أريدك...
فمازِلت أُمارس سرقة النظر إلى صورتك ..
لأسلب منها كل ما يُسعد روحي ..
ويُزيل همي ، ويُهدئ حنيني ..
وكأنكـ بجانبي ..
ف أنا دائما اشتاقُ لك
وحين أشتاقك ..
أراك في كل الوجوه ..
واسمع صوتك في كل الأصوات فأبتسم ..
فيظن من حولي أني في حالة جنون ..
ولا يدركون اني فقط في حالة اشتياق
فكيف نخبر .. أولئكَ الذين ابتعدوا عنا ..
أنهم أصابونا .. بأذى شديد لا يرى ..
كيف نخبر الذي أفلت يدنا في منتصف الطريق ..
واختفى... بخيبة الأمل التي شعرنا بها ..
حِـين .. وجدنا أنفسنا بمفردنا تمامًا ..
الذين .. لطالما اعتقدنا أننا سنراهم بجانبنا دائما
كيف .. نخبرهم أن وجع رحيلهم لا ينسى
ياساااادة عندما رحل أخذ خيوط الشمس وضوء القمر ...
فَعَلَى عَيْنَيْه التي عادت تُتْلى آيَةٌ واحِدَةٌ:

﴿إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾

❈-❈-❈

بعد عدة أيام
تدهورت حالتها وانقطعت عن الحديث والطعام، فتح باب غرفتها بالمشفى ودلف إليها، كانت تحتضن نفسها كالطفل ونظراتها تائهة كالذي لا يشعر بشيئا، حملها بهدوء، حاوطت عنقه ووضعت رأسها بعنقه تبكي بشهقات مرتفعة
-اتأخرت ليه..ضمها بقوة يطالع الذي يراقب المكان ..
-المهم اني جيت..دفنت نفسها بداخل أحضانه
-خدني من هنا !! ابتسم على طفولتها ثم تحرك وخرج من الباب الخلفي للمشفى ، تحركت السيارة سريعا لوجهتها، كان يضمها بقوة كأنها ستهرب منه، نظر لنومها بسبب الأدوية وطبع قبلة على جبينها ثم اتجه بنظره ليحيي
-يحيى وديني المكان اللي قولتلك عليه، وارجع انت علشان محدش ياخد باله، واعمل زي ما قولتلك
ثم رجع بنظراته لتلك التي تبتسم بنومها تهمس اسمه ، رفع كفها يقبل باطنه
-آسف ياعمري ..اسف ..قالها وهو يضمها كالأم التي تحتضن طفلها حتى وصل لمكانه المنشود ..توقفت السيارة..ليترجل منها بهدوء ملتفتا حوله ، ثم حملها ليتحرك إلا أن أوقفه ذاك الصوت الذي صاح باسمه
"جاسر"..جعل جسده يرتجف، وعيناه على زوجته المبتسمة بأحضانه

توقف مستديرًا ينظر إليه ..ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه،
-هدخل جنى علشان نايمة ..اومأ له متفهمًا، ثم تحرك للداخل، وضعها على الفراش بهدوء كأنها أغلى الجواهر الثمينة، ثم قبّل رأسها هامسًا
-حبيبي بابا برة هشوفه وهرجعلك ..ابتسامة بنومها وكأنها تستمع إليه وتشعر به، لا يعلم أنه يراودها أحلامها ككل ليلة منذ اختفائه

تحرك للخارج ونظراته عليها إلى أن خرج للخارج

❈-❈-❈

اتجه إلى والده يلقي نفسه بأحضانه ..احتضتنه يربت على كتفه
-عامل ايه ياحبيبي..؟!نظر لوالده يتفحصه بعيناه ثم اجابه بأعين حزينة:
-حضرتك اللي عامل ايه يابابا..وماما اخبارها ايه !!..قاطعه جواد حازم

تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق لاذع،)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن