- بدئت تفقد السيطره على ذاتها وبدأت محاولاتها بأنقاذ رئتيها بالأستسلام التدريجي .. ولكنهُ يأتي راكضًا بأقصى سُرعته عندما وصل إلى حدود سمعه صوت شهقاتها التي يميزهم عن ظهر قلبّ لتجعلهُ تاجّ يتأكد من شكوكه وهيَ تخبره أن ريتاجّ ذهبت للفناء الصغير تبحث عن ماجد بالأضافه أنها رأت خالتها مِهيار تحاول فتح باب الزريبه ولكنّها لم تستطع فذهبت ! ليفهم رهيّب المعنى العكسي لما قالتهُ تاجّ ولكن الأن ليس وقت الحساب والتفكير ، لينقذ زوجتهُ أولًا .. ثم لكُل مقام مقال و لكُل حادثٍ حديثُ !- يهرول إلى الداخل يجلس بالقُرب مِنها يحتضن وجهها الشاحب بين كفييه صارخًا بهلع : ريتاجّ تسمعيني ؟ تعالي نطلع برا .
- تقبض بكلتا يداها على أطراف حُزمة العلف الكبيره دون وعي او شعور ترى أن تمسكُها بشيءٍ ما سيعطيها قوة ضئيله للمقاومه تغمض عيناها بهوان ثم تفتحهم ببُطئ ترتجف بين أحضانه بطريقه جعلتهُ يشعُر لأول مره أنهُ حقًا قد رُبما سيفقدها إلى الأبد !
أرتعدت ضلوع صدره وهبط قلبّه زاحفًا على الأرض من خوفه عليها ليصرخ مرةٍ أُخرى : ريتاجّ تمسكي فيني أتركي عنك هالعلف وخلينا نخرج من هِنا .
رباه ماهذا الجنون لما تتمسك بتلك الحزمه بدلًا من تمسكها فيه ؟ مما جعل هذا سببًا رئيسيًا بأعاقته لحملها في حُضنه والخروج بِها من هُنا ، كيف سيستطيع أن يحملها وهي تتمسك بتلك العلف البغيض بكُل قوتها !!
ستذوب وتنتهي ورهيّب مُكبل عن التصرف او الحركه وكطريقه أخيره لأنقاذها وقعت نظراته على الغتره المقصوصه الخاصه بمجيّد والتي تلفها ريتاجّ حول عُنقها منذُ ليلة وفاته ليسحبها بطريقه سريعه ويقربها ناحية ثغرها يحاول جاهدًا إشعارها بوجود مجيّد وتأثير ريحته العالقه بالغتره لعّل هذه الطريقه الأخيره في محاولة أنقاذها ، يُخاطبها كأب يُخاطب أبنته .. الحنية الغريبة التي تسللت إلى نبرة صوته جعلت ريتاجّ تركز بملامحه عندما قال : تاجيّ تتذكرين ريحة مجيّد ؟ مو كنتي تقولين أن عذوبّة هالرائحه تفوق كُل عطور العالم ؟ أستنشقي ريحته كأنها طوق النجاة الوحيد !العجيب حقًا أن طريقه أرتخاء أناملها عن حُزمة العلف وسكون أنتفاضة جسدها وملامِحها التي أنبثقت بِها الحياه من أول وجديد جعلت دموع رهيّب تتساقط دون إدراك .. منظرها جعلهُ يشعر بشعور غريببب قشعريره تسري بجميع عروقه وهو يعلم جيدًا أن ( تأثير رائحة والدها تستطيع إنقاذ أنفاسها أكثر من تأثير البخاخ بحد ذاته ! ) بحق الله ما تلك العلاقه الجباره التي كانت تربط هذه الأُنثى بأبيها !
ما تلك التربية الدافئه التي رباها في ظِله
ما نوع هذا الأمان الخاااالص التي يستوطنها لمُجرد ذكرى لهُ ورائحه تخُصه
أرتباطها الروحي بأبيها أستطاع أن يجعل الريبورت والصخر الحجري وقالب الثلج أن يبكي !!!
ولد نيّاف هُدت جميع حصونه أمام هذه العلاقه العظيمه .يالله لماذا لم يستطيع حماية مجيّد من الرصاصه التي سلبته من تاجّه ؟
ليته تصدى للرصاصه بدلًا عنه ليبقى مجيّد ويذهب رهيّب !
ليته أشرع عضلات صدره للهلاك في سبيل نجاة هذا الأب الحنونّ التي لن تُكرره الحياه مرتين
يشعُر بتأنيب ضمير يدمي قلبّه رُبما لو لم يضطر مجيّد وعائلته لترك العاصمه والأستقرار هُنا كانوا سيكونون الأن سعيدين بعز الأمان .. آهٍ من هزاع التي تسبب بشتات هذا الدفئ العائلي
يشكي نفسه لرب العالمين ويشكي كُل شخص كانت له يد ولو أصبع واحد بتفرقة هذه الطفله عن أبيها التي دعت ليلًا ونهارًا أن يبقى وجوده في حياتها سرمّدي كأسمه بالضبط .. ولكنّه تلاشى من هذه الحياه بسببهم .
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !