٢ | الوافدة الجديدة

132 16 40
                                    

لا تبكي عندما ينهار عالمكِ، احملي أحمر شفاهك وارسمي عالم آخر.

•••

الإضاءة العالية أزعجت سيلفيا النائمة بشكل مهمل فوق السرير والغطاء ملتف حولها بطريقة غريبة، صوت كارين والدتها الصارخ بأن تستيقظ جعلها تدفن رأسها أسفل الوسادة تشير لها بيدها أن تذهب، و قبل أن تبدأ والدتها بالحديث عن أخلاقها الهابطة تحدثت بصوت ناعس مكتوم "لقد استيقظت أمي غادري، رأسي يؤلمني"

"بالطبع سيؤلمك بعد أن أحضرك ستيف مغمى عليكِ من الثمالة" أردفت كارين بنبرة فاقدة للأمل من أبنتها تبتعد عن الشرفة بعدما أزاحت الستائر تترك الشمس تدخل الغرفة "أسرعي بالأنتهاء ميعاد طائرتك أقترب" أضافت تغلق باب الغرفة خلفها بحدة من غضبها.

أنتفضت سيلفيا من الصوت، ترفع جذعها العلوي كي تسند ظهرها على عارضة السرير وهي تدخل أصابعها في خصلات شعرها الأمامية ترجعها للوراء، هذا بعدما أمسكت رأسها بيديها الأثنتين من الدوخة التي شعرت بها جراء أستاقمتها المفاجأة.

"مؤلم، مؤلم– ليوناردو أيها العاهر اللعنة عليك وعلى طرق توديعك" تمتمت سيلفيا تحت أنفاسها وهي تدلك صدغيها تستمر في التذمر وسب ليو.

وبعدما انتظرت لحظات حتى خف الألم قليلًا، نهضت من السرير تتقدم من مرآة غرفتها، كي تنظر إلى هيئتها. ووجدت أنها لازالت ترتدي ملابس البارحة حتى أن لم تمسح مستحضرات التجميل التي أصبحت مخربة وشبه ذائبة من نومها بها.

عبست بوجهها من انعكاسها داخل المرآة تبتعد كي تذهب لتحظى بحمام ساخن وتزيل بواقي مستحضرات التجميل من وجهها، تفكر كم كانت فكرة سيئة أن تسهر مع ليوناردو قبل سفرها، فأن عظام جسدها تؤلمها للغاية هذا غير صداع رأسها الذي لا يطاق وذاكرتها عن أمس مشوشة لذا تتمنى أنها لم تفعل شي أحمق يضر سمعتها السيئة.

-

الوقت أصبح تقريبًا قبل المغيب ومنظر السماء بتدرج الأزرق والبرتقالي التي تسحر الناظر وهي تتآكل جزء بجزء تترك الظلام يستعمرها و ينهيها..

يترك شاهدة تراقب الظلام وهو ينجو بمفرده من هذا الصراع، فأنها قد كانت كمن طغى قلبه قبلًا، تنظر لهذا المأساة الجميلة المتكررة..لكن خاصتها كانت حرب واحدة بلا فائز قتال حتى الأنفاس ولم يبقى حتى من يشهد النهاية.

"عينت لكِ مساعد جديد سيستقبلك عند وصولك إلى مطار لندن و يساعدك حتى تعتادي على المكان هناك" تحدث هاري والد سيلفيا برزانة يخرج سيلفيا من شردوها في السماء حيث كانت تقف بالحديقة الأمامية للقصر بينها وبين سيارتها الرياضية بضعة أمتار فقط تنتظر ستيف كي يضع حقائبها بالسيارة حتى يغادرا.

RUN  AWAY || أحلام اليقظةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن