١ | الشامبانيا والبدايات

229 21 55
                                    

الآلم الحقيقي هو عندما تتوقف عن الشعور.

•••

الدخان المنتشر حولها لم يزعجها بتاتًا بل أستمرت في سحب السم داخل رئتيها من لفافة التبغ التي تقلبها بين أصابعها تنفثه بضجر وهي تراقب السماء التي بدأ يتحول لونها إلى البرتقالي.

وقبل أن تعيد السيجارة إلى فمها من جديد سمعت صوت الجرس لذا القتها أرضًا تقفز من السور الذي تجلس عليه تدعس عليها، وهي تخرج من حقيبتها التي حملتها من الأرض زجاجة عطر ذو رائحة قوية ترشها حولها.

حملت الحقيبة فوق كتف واحد بأهمال تتقدم من باب السطح وهي تخرج من جيب سترتها السوداء حلوى بنكهة النعناع تضعها في فمها وتضع الغلاف خاصتها داخل أحد الفتحات في جانبي حقيبة ظهرها السوداء كذلك.

مدت يدها تدفع البوابة تهبط على الدرج ببطء، وحينما وصلت إلى الطابق الخاص بالصفوف أخترق الضجيج أذنها، يجعلها تجعد حاجبيها بانزعاج وهي تراقب فوضى الطلاب الآخرين..

لذا رفعت سماعات الرأس من عنقها حتى تضعها فوق أذنيها، تشبكها بالهاتف خاصتها تختار أغنية صاخبة لفرقتها المفضلة كي تحجب عنها ضجيجهم.

أكملت نزول الدرج بملل تحرك رأسها أحيانا مع الإيقاع وكل طالب يمر جوارها يبتعد عنها بملامح خائفة جعلتها تقلب أعينها، هي تحب تجنبهم لها لكن التعامل معها بهذا الحذر كأنها قتلت لهم أحد أصبح يزعجها للغاية.

وضعت كلتا يديها داخل جيوب السترة تشغل نفسها بتحريك قطعة الحلوى داخل فمها و استشعار طعم النعناع المنعش، بدل التفكير بإخراج علبة السجائر والتدخين وضرب قواعد المدرسة عرض الحائط.

ليس وكأنها تتبعها لكن إذا خرقت القواعد أمام الأدارة هذه المرة وأخذت إنذار آخر قد تجعل أعصاب والدها العزيز تفرقع..تخيل وجهه المحمر من الغاضب وهو يصرخ وعروقه تكاد تنفجر جعلتها تشعر بالحماس ستفعلها قريبًا بكل التأكيد.

خرجت من المبنى أخيرًا و دون أن تنظر إلى أحد سارت مباشرة إلى البوابة لترى السائق ينتظرها جوار تلك السيارة السوداء الرياضية "يمكنك المغادرة ستيف" أردفت بعدما أنزلت السماعة عن أذنيها تتركها حول عنقها تفرد كف يدها اليسرى إلى ستيف كي يعطيها المفاتيح.

وعندما تأخر رفعت نظرها عن الهاتف تحدق بوجهه الذي وجدته متوتر، ويبدو أن هناك حديث عالق بثغرة لذا رفعت حاجبها تحسه على الإسراع والحديث فهي تريد المغادرة والنوم.

" أنستي أن السيد يطلب حضورك إلى القصر بشكل عاجل...وهو يبدو غاضبًا" أردف ستيف بقلق فهو كان السائق والحارس الشخصي لها منذ طفولتها، ولديه علاقة جيدة معها على الرغم من جفاءها في التعامل مع الآخرين معظم الأوقات، لذا كان يعلم عن مشاكلها مع والدها. 

RUN  AWAY || أحلام اليقظةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن