الفصل الرابع عشر

642 20 4
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الرابع عشر _

تحدثت العقربة الصغيرة بغضب وغطرسة :
_ أه مش فاضي ، أصله عريس بقي وماخد مراته في بيته وقاعد معاها ، وطبعًا مين مراته ست الحسن والجمال ملاك !

تبادلوا النظرات بينهم فى ذهول ورمقت ليلى ابنتها شرزًا على ماقالته ، فسمعا صوت محمد الغير مستوعب لما قيل للتو :
_ ملاك مين دي اللي أتجوزها !؟

يبدو أنها لن تهدأ إلا حين ترى النيران تشتعل بالمنزل وتحرقه رمادًا فأكملت بنفس نبرتها السابقة :
_ هو في كام ملاك ياجدي .. ملاك بنت عمتي فردوس !

هب واقفًا وهتف في صيحة عنيفة مزمجرًا :
_ ملاك إيه دي ! ، وكيف يتجوزها ومحدش يعرف ، هو أتجن ولا إيه .. قاعد في أنهي شقة أنطجي يا أسمى ؟

قالت بإبتسامة ماكرة بعد أن نجحت فيما أرادته :
_ فى الشقة اللي أخد شهر العسل فيها مع مريم !

اندفع إلى خارج المنزل كالمجنون فهرول خلفه ثروت قائلًا :
_ يا أبوي استنى رايح وين بس !

عقدت ذراعيها أمام ذراعيها قائلة بلؤم :
_ كان نفسى أروح واتفرج على المشهد التاريخي بين جدى وملاك  ، يمكن تحس على دمها وتغور من وشنا

كانت أشجان وسارة يتبادلون النظرات فى صدمة .. أما أشجان فأصبح وضعها أكثر خطورة من ذي قبل ، أصبحت فى حماية من لا تقوي على مواجهته .

                               ***
دخلت الغرفة على عجالة فتصلبت حين وجدته يرتدي ملابسه ويعقد ربطة عنقه ، تحركت نحوه ووقفت خلفه وهى تقول بضيق :
_ أنت طالع ولا أيه ؟

لم يدير وجهه لها فقط أجاب برزانة :
_ أه رايح الشغل أيه في حاجة ولا أيه ؟!

تمتمت بخنق واضح وهى تطرق أرضًا :
_ لا مفيش ، أصل أنا حضرت الفطار وعاملة حسابي أننا هناكل مع بعض !

استدار لها وهتف شبه ضاحكًا بخبث :
_ هو أنتي مش أول امبارح كنتي بتقولي كل واحد فىطي حاله وهنحط حدود في التعامل مع بعض !

ياله من خبيث ، يلومها على ماقالته ويضغط على أوتار قلبها بكلماته اللئيمة .. ربما لديه الحق فيما قاله فهي تقول شئ وتفعل عكسه ...هتفت بغيظ ونظرة نارية :
_ عندك حق أنا غلطانة فعلًا ، أبقي روح بعد كدا أعمل أكل لنفسك بما إنك عايز كل واحد يبقي فى حاله فعلًا !

ضحك بخفة ومن ثُم أجاب بنبرة تقطر حنانًا وحبًا :
_ روحي ياملاك حطي الأكل على السفرة وأنا هخلص لبس وهلحقك وناكل مع بعض يا أبلة 

طالعته بشراسة وقالت بقرف :
_ لا مش عايزاك تاكل معايا أنا هاخد أكلي في أوضتي وأكل وحدي

دقق النظر في ملامح وجهها مبتسمًا بصفاء ثُم تمتم وهو يثبت نظره داخل عيناها قائلًا بحدة بسيطة  :
_ أنتي سمعت أنا قولت أيه من شوية صح ؟ ، يلا روحي اعملي اللي قولت عليه واستنيني

رواية أشلاء القلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن