الفصل السادس والعشرون

453 18 4
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل السادس والعشرون _

كان يقف أمام غرفة الطبيب مستندًا بظهره على الحائط ويضع يده على وجهه ، بخوف وقلق شديد ، أما سارة ومراد كانوا يجلسون على المقاعد الذي أمامه .
تكاد عيناه تذرف الدمع على زوجته ، فلم ينسى انتفاصة صوته وجسده حين رأها ملقية على الأرض ومن حولها الدماء تملأ كل مكان ، لقد حاولت الانتحار ، لا يصدق أنه أوصلها لتلك الحالة المزرية ، التي جعلتها لا تفكر في أي شيء .. لم تفكر بنفسها أو به كيف سيعيش بدونها ، أو كيف سيعيش خيبة الأمل لمرتين وفقدان أحبائه ، ولكنه الآن يدعو االه أن تخرج له سالمة ولا يريد شيء آخر .
خرج الطبيب من الغرفة بعد وقت طويل كان مشحون بالقلق والتوتر فكان أول من سأله هو أُسيد الذي قال بخوف :
_ طمني يادكتور خير

_ بخصوص المدام فهي بخير الحمدلله بس هي واضح أنها أخدت خطبة شديدة جدًا على بطنها وكانت نتيجتها أنها أجهضت الطفل هي كانت حامل في أول أسبوعين ، أما هي فالحمدلله بخير ولحقنا ننقذها

القمه بذلك اللحفظ حجرًا ، وأخبره بفقدانه الثاني لأحد أبنائه ، لا يعرف ما الجرم الذي ارتكبه كي يعاقبه الله عليه بهذا العقاب الصعب ، ولكن مع كل هذا حمدلله وشكره على سلامتها وكان يردد استغفار الله وقول ( الحمدلله ) بهمس في وجهه متألم .
أما سارة فطالعة زوجها وابن عمها بعينان دامعة ومغتاظة ، فقلبها نزف الدماء على ابنة عمتها التي كانت على أعتاب خسارة حياتها وخسرت طفلها فقط ؛ بسببه وبسبب حمقه ، فلم تتمكن من حجب نفسها لتقترب منه وتهتف باستهزاء في صوت باكي :
_ زعلان ليه يا أُسيد ، مش ملاك برضوا وحشة وكانت عايزة تأذي الهانم ليلي ، وبتكدب عليك وهي حرباية ، أنا من رأي متزعلش على حاجة إنت السبب فيها .. عارف ده كله حصل ليه بسبب غبائك

طالعها بدهشة مما تتفوه به ولكن صمت يستمعها للآخر فهتف مراد بغضب بسيط :
_ إيه اللي بتقوليه ده يا سارة ، ياتقعدي ساكتة يا أما ترجعي البيت

_ إنت أكتر واحد المفروض تسمع اللي هقوله ده ، علشان تعرف مين الحرباية اللي بجد

تنهد أُسيد بنفاذ صبر وقال بضيق :
_ سارة أنا مش طايق أسمع أي حاجة سبيني في حالي

_ طبعًا مش طايقين ، هيبقى ليكم مزاج إزاي ، إنتوا بس ليكم مزاج تتعصبوا ، مفيش واحد فيكم كان عنده ذرة ثقة في مراته وأدي النتيجة . ملاك معملتش حاجة واللي قالته صح مرات عمي هي اللي عملت كدا علشان تفرقكم وأهو بسبب غبائك وظلمك ليها ربنا عاقبك بأكتر حاجة نفسك فيها

قال مراد بدهشة :
_ قصدك إيه بظبط ؟!

بدأت تسرد لهم كل شيء بالتفاصيل فترى الصدمة تحتل مركزها على وجه مراد أكثر ، وهو لا يستوعب ما يسمعه ، أن أمه تفعل به شيئًا كهذا .. فهتف بانفعال :
_ إيه اللي بتقوليه ده  !

رواية أشلاء القلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن