الفصل الثاني والعشرون

446 22 4
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الثاني والعشرون _

فتخرج حروف اسمه من بين شفتيها بحركة لا إرادية :
_ أكرم !!

استقرت نظرة شيطانية في عينه يحدجها بها ثم انحنى إليها وغمغم متغطرسًا :
_ بتلعبي معايا أنا يازمردة روحتي قولتي لأُسيد بس مع الأسف مشوفتش تهديداته دي بتبقى فعلية لسا ، وبما إنك رفضتي تجبيلي ملاك بمزاجك يبقى هجيبها بالغصب

صرخت به في جنون وازدارء هادر :
_ إنت عايز إيه من ملاك سيبها في حالها ، اطلقتوا وخلاص أذتك في إيه فهمني !

جثى لمستواها وثبت نظرة عليها تجسدت فيها جميع ضروب الحقد والغل ، وأعين ملتهبة بوميض مخيف :
_ عارفة ليه أنا مكنتش عايز أطلقها برغم إني مكنتش طايقها ؛ لأن هي الوحيدة اللي كانت هتقدر تجبلي العيل ، نيرة مبتخلفهش وأنا كنت متمسك بيها للسبب ده واكتشفت بعدين إنها كانت بتاخد حبوب منع الحمل ، منعتني من أكتر حاجة مستنيها ودلوقتي همنعها تعيش مرتاحة وهدفعها تمن اللي عملتيه

ازداد صياحها مجيبة بدهشة وذهول من كلماته السخيفة :
_ إنت مريض !! ،  طبيعي كانت هتعمل كدا قصاد واحد أتجوز عليها وبيهينها ليل و نهار ومش عايزها ، كنت مستني منها إنها تجيب منك طفل ويربطها بيك أكتر وهي عايزة تخلص منك .. إنت اللي بجشعك وقذارتك خسرت كل حاجة كنت قادر تعيش معاها بسلام وتحبها زي ما كانت بتحبك ، لكن إنت واحد حيوان وزبالة وخسارة فيك أي وحدة ست حتى الطفل اللي عايزه ده خسارة فيك ، أنا بقول الحمدلله إن ربنا مكرمكش بيه !

سحبها من شعرها بقوة إليه فأصدرت صرخة مدوية في المنزل بأكمله ، طالعها بابتسامة خبيثة يتفرس ملامحها وشفتيها المغرية ثم يقول بنبرة تحمل التحذير :
_ هتتصلي بملاك وتخليها تجيلك على هنا هتقوليلها إيه بقى ده مش مشكلتي المهم إنها هتاجي وإلا إنتي أكيد مش حابة تقضي ليلة جميلة معايا !

هزت رأسها نافية ببكاء عنيف صائحة برفض قاطع :
_ لا مش هكلمها مقدرش !

صمت لثوانٍ كأنه يهئ نفسه للخطوة القادمة ، وفي ظرف لحظات وقف وحملها على ذراعيه متجهًا بها نحو إحدَ الغرف وهي تصرخ بشدة وتركل بقدماها في الهواء تتوسله أن يتركها ، يضعها بين النار والماء ، إن رفضت فستحترق وتصبح رمادًا ، ستتدمر كما تدمرت سارة ، وإن وافقت فستغرق في شجونها إن لحق الأذى بملاك بسببها .. أما هو فا هذا سيكون لصالحه سيستمتع وفي النهاية سيصل لمبتغاه وهو ملاك ! . ألقاها على الفراش وبدأ بفك أزرار قميصه العلوية فصرخت مسرعة في ارتجاف :
_ خلاص خلاص هكلمها

توقف عن فك أزرار قميصه وقال بمكر :
_ أيوة كدا خليكي ناصحة ، كنت عارف إنك ذكية

                              ***
تبادلا النظرات في دهشة ، من طلبه الصريح للزواج من " سارة " ، لم يكن أحد يتوقع ذلك العرض المُفاجئ وفي أوضاع مضطربة كهذا ، فلا زالت هي لم تخرج من صدمتها ، ففكر محمد بعقلانية من جانب إيجابي أن هذا سيمحو ما لحق بهم من عار أن عرفه أحد  ، وستجد " سارة " من يقف بجانبها ويساندها في محِنتها  ، فتحدث هو أول الجالسين بجدية تامة :
_ فكرة زينة محدش أولى بيها أكتر من ابن عمها وحتى لو الجواز مكملش اسمها كانت متجوزة ، وغير إن هي محتاجة اللي يقف جارها ويخرجها من اللي هي فيه ، ولا إنت أيه رأيك ياثروت إنت وريان

رواية أشلاء القلوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن