(( أشلاء القلوب ))
_ الفصل السابع عشر _
خرج من الغرفة بصحبة الطبيب ووجهه استحوذ عليه العبوس وهو يقول بضيق :
_ يعني يادكتور لازم العملية تحصل النهردا علطول_ أيوة لأن كل ما نتأخر كل ماهيبقي في خطر على حياتها أكتر ومع إن أنا قولتلك آخر مرة جيتوا فيها بلاش الزعل والعصبية وواضح إنها زعلت جدًا وده خلى الحالة تتدهور أكتر ، المهم دلوقتي هي تجهز نفسها لأن العملية هنعملها بعد ساعة من الآن
اكتفي بنظرته المخزية وهو يومئ بندم ، أخذ يلوم نفسه على وضعها الحالي فكل هذا بسببه لولا ماحدث الأمس وماصدر منه من قسوة وجفاء تجاهها لمِا كانت الآن هنا وتدخل العمليات أشبه بقسرًا ، كان يجب أن يراعي وضعها ولا يتركها بمفردها لأبد أنها قضت الليل تبكي ولم تنم ! .. زفر بخنق جلي والتفت ليفتح الباب ويدخل يقابلها بوجه سمح وبشوش فتقابله هي بحزن دفين ممزوج ببعض الخوف ، اقترب منها وأشار لها بيده أن تفسح له بعض المساحة ليجلس بجوراها على الفراش ، فأفسحت بامتعاض ؛ أمتعاض وضيق لأنها لم تنجح في إطفاء نيران غضبه منها والآن هي ستدخل العملية وربما تلفظ أنفاسها الأخيرة بها ولم تراه مُجددًا ، شعرت بملمس يده الخشنة على يدها يحتضنها هامسًا برقة :
_ برغم إن إنتي دايمًا اللي بتبقي غلطانة لما اتعصب عليكي بس برغم كدا بتجبريني من غير ماتحسي إن أنا اللي أجي واصالحك مع إن ده المفروض إنتي اللي تعمليهاعتدلت في جلستها تهمس بأنوثة طاغية وحنان :
_ عارفة إني غلطانة وأنا أسفة ، بس إنت مش عايز تفهمني يا أُسيد ريان أخويا مقدرش أبعد عنه هو دايمًا اللي كان معايا أنا وماما يعني اللي عمله معايا مقدرش اوفهولهأغمض عينه يحاول السيطرة على نيرانه الداخلية عند ذكرها ريان مُجددًا وهتف بهدوء مزيف :
_ طيب قفلي على الموضوع ده دلوقتي أفضل خلاص_ يعني مش زعلان مني خلاص ؟
هز بإيجاب في ابتسامة ناعمة فقابلت هي ابتسامته بضيق عندما تذكرت ماقاله الدكتور قائلًا :
_ هو أنا فعلًا هعمل العملية دلوقتي ، أنا خايفة أوي يا أُسيد بجدمد يده يمرر أصبعه الإبهام على وجنتها بنظرة دافئة قائلًا :
_ متخفيش إن شاء الله هتطلعي زي الفل ادعي ربنا كتير قبل ماتدخلي وأنا مش موديكي عند أي دكتور ده دكتور جاي من برا مصرغامت عيناها بالعبرات وهي تجيبه بصوت باكي مسلطة نظرها على عينه :
_ أنا خايفة جدًا حاسة إني مش هطلع منها تاني ! ، حـ.....تذكر قول زوجته في مثل هذا الوضع قبل أن تدخل وتتركه وهي تقول له بخوف " أنا خايفة أوي يا أُسيد عندي أحساس إني مش هطلع تاني لو مطلعتش خلي بالك على ابننا " هز رأسه نافيًا يطرد تلك الفكرة من مخيلته لا يمكن أن تتركه هي أيضًا لن يتحمل خسارة أخرى ، قولها هذا جعله يرتجف من داخله خشية من أن تدخل ولم تخرج مثلما حدث مع زوجته ، لا يمكن أن تتركه بعد أن أصبح فراقها لا يطيقه ، بعد أن بدأ قلبه يعشقها فعليًا ! . كتم كلماتها بيده التي أطبقت على شفتيها يهتف بحزم ممتزج بالخوف الدفين :
_ متقوليش كدا ياملاك فاهمة ، هتطلعي بإذن الله زي الفل وهنرجع البيت كمان ، إياكي أسمع منك الكلام ده تاني !
أنت تقرأ
رواية أشلاء القلوب
Romanceكنت لي طوق النجاة وسط أمواج البحر الهائجة، وكنت لي روحًا جميلة جمعت أشلاء روحي الممزقة ❤️ ( للكاتبة ندى محمود توفيق )