البارت الأول"منزل آخر"

4.2K 47 19
                                    

*كانت تسير وهي تنظر إلى ذلك المكان بتركيزٍ شديد وهي تتابع تلك البنايات التي بجانبها بتمعن واضح، وبهدوء شديد يعاكس تلك التي تسير بجانبها بمرح وتقص عليها ما تريد فعله هنا بسعادة عارمه.

فتوقفت أمام إحدى البنايات وهي تقول لوالدها بهدوء: بابا أنا سيبتك تعمل زي مانتَ عايز حتى مش شوفت الشقة معاك، بس اهم حاجه المكان يبقى هدوء أنتَ عارف إني مش بحب الدوشة والصوت العالي.

أجابها والدها بمرح وهو يأخد الصغيرة التي كانت تمسك يديها وتبتسم بسعادة: عيب عليكي يا حبيبة أبوكي ده أنا منقي مكان مش هتسمعي فيه صوت دبة النملة حتى.

اومأت برأسها بهدوء وهي تتنهد بعمق، ولكنها انتفضت بفزع عندما استمعت إلى صوت أشبه بالصرخات يأتي من الأعلى ثم وجدت شاب يركض سريعًا وخلفه شاب آخر وهو يلعنه بغضب شديد.

نظرت إلى والدها بصدمه وهي تقول: هو ده المكان اللي مش هسمع فيه دبة النملة؟!
فنظر والدها إلى السماء سريعًا وهو يطلق صفيرًا من فمه كأنه لا يستمع إلى ما قالته له.

فتوقف الاول وهو يختبأ خلف الفتاة الصغيرة الذي امسكها بسرعه شديدة حتى يتوقف صاحبه.

فقال سهيل بغضب: بتستخبى في طفلة يا مهزأ، مفكر إني كده مش هعرف اجيبك؟!

أجابه مروان باستفزاز وهو يلهث من الركض ويمسك الصغيرة بشدة كأنه يخشى أن تبتعد عنه وتتركه لذلك الذي يقف أمامه متوعدًا له: لو جدع تعالى اضربني بقى علشان تيجي في البنوتة الصغيرة ديه وباباها يطلع فيك كل اللي أنتَ عملته فيا.

فأردف سهيل بصوتٍ عالي من شدة الغضب: وربنا يا مروان لو مش لقيتك قدامي وبعدت عن البنت لأربيك، وهخلي أمك تترحم عليك النهاردة.

إبتعد مروان عن الصغيرة وهو يقول بإشمئزاز وهو يهندم من ملابسه: أمك! إيه قلة الأدب اللي بقيت فيها ديه يا سهيل، أسمها والدتك يا محترم، بقيت سوقي والله.

زفر سهيل بشدة وقام بإمساكه من ملابسه، فقالت الفتاة الصغيرة بتساؤل: هو عملك إيه يا عمو؟

نظر سهيل لها بابتسامه على حديثها وترك مروان فاجابها بهدوء وهو يهبط إلى مستواها: يرضيكي أكون قايله خلي بالك من اللاب علشان عليه حاجات مهمه بتاعت الشغل، يروح ماسحلي كل الحاجات ديه؟

فقال مروان سريعًا: أعمل إيه يعني مانا كنت بعمل عليه شغل أنا كمان، وبعدين شغلك إيه اللي باللاب يا محامي يا صعلوق أنتَ.

انتفض سهيل فجأة وامسكه من ثيابه مره أخرى وكان سوف يهم بالرد عليه، حتى قال والد الفتاة حتى يوقف كل هذا: خلاص يا ولاد هتضربوا بعض قدامي ولا إيه، يلا كل واحد يهدى كده، خضتونا مش كده ده احنا حتى اول يوم لينا هنا.

تركه سهيل وذهب ليرحب به وقام مروان أيضًا بذلك، فقال سهيل بأسف: أنا بجد أسف على اللي حضرتك شوفته ده بس هو مروان لازم يعمل أي مصيبة وخلاص فحقك عليا، وبجد نورتونا.

قانون آل ثابتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن