بعد رحيل زين صدح صوت هاتفها معلنًا عن وصول رسالة إليها، أمسكت هاتفها ثم صدمت من محتوايات تلك الرسالة وظلت تنظر حولها بذعر، فكانت محتواياتها.
"اشطر كتكوت نقل وهيفوق لنفسه، نصيحة من حبيبك المجهول انسي القديم وابدأي من جديد، واعملي اللي بتقوليه للمرضى بتوعك يا دوك، ده أنتِ حتى عندك اب حنين وبيحبك وأخواتك كمان وبيتمنوا يشوفوكي زي زمان، حتى أنا نفسي اشوفك زي زمان، فإعدلي وشك بدل ماهو شبه الشويش عطيه كده، وبطلي تبرقي للماسدج كده لان مسعد داخلك بالنسكافيه لاحسن يفتكرك اتجننتي ولا حاجه، مع أطيب تحياتي حبيبك المجهول س.م."مع انتهاء قراءة الرسالة التي بعثت لها استمعت إلى دقات الباب ودلوف مسعد وهو يحمل في يده مشروبها الساخن، نظرت بصدمه عدة لحظات لما حدث ثم أمسكت هاتفها سريعًا وهي تقوم بقراءة تلك الرسالة مره أخرى ونظرت إلى الرقم ثم قامت بمهاتفه وجدته مغلق، فقامت بإرسال رسالة تسأله مَن هو، وكيف علم بحالها، ودلوف مسعد المساعد الخاص بها.
بعدما قامت بإرسال تلك الرسائل زفرت بإحباط عندما رأت أنه لم يستلم رسائلها، ظلت تنظر إلى هاتفها بشرود وهي تفكر بتلك "الاستاذ س.م" كما يطلق على نفسه.
فاقت من شرودها عند رنين هاتفها فأمسكت به عندها رأت أن والدها هو المتصل وقامت بالرد.
قال حسن بهدوء: الو يا لولو عامله إيه، بقولك إيه عبدالحليم صاحب البيت عازمنا بليل في شقته وبيقول أنهم علطول بيسهروا مع بعض وكده وبما أننا بقينا جيران فعايزنا ننزل نتبسط معاهم.اجابته ليلى بصوتٍ أجش: أنتَ عارف اني مش بحب الزحمه انزل أنتَ وليندا وجاسمين يا بابا وقوله إني تعبانه أو اي حاجه.
قاطعها حسن سريعًا: ايوه يعني وافقتي خلاص، افرحي يا جاسمين اختك هتيجي معانا، يلا في رعاية الله يا حبيبتي، متنسيش تجيبي حاجه حلوه ننزل بيها للناس علشان مش هننزل بايدينا فاضيه واحنا اول مره ندخل على الناس يعني، او بصي هاتي بسبوسه علشان بحبها.
نظرت ليلى إلى الهاتف بصدمه وكانت تهم بالرد حتى قاطعها والدها مره أخرى وهو يقول بتفكير: او بصي شَكِلي، هاتي بسبوسه وكنافه وخليها بالقشطه؛ لأني بحبها بالقشطه اه مانتِ عارفه.
قالت ليلى باستغراب: يا بابا هو أنتَ اللي هتاكل ولا هما؟!
أجابها والدها بضجر: يابنتي ماهما اكيد هيقدمولنا من الحاجه ديه، اسكتي أنتِ ايه عرفك بالحاجات ديه، انجزي يلا ومش تتاخري.
أغلقت ليلى الهاتف بعدما حادثها والدها ثم قامت بفتح التطبيق مره أخرى لترى هل الرسائل بعثت له أم لا، ثم ظلت تفكر بشرود حتى دلف مسعد يخبرها عن باقي المرضى ثم سمحت له بدخول مريض تلو الآخر وجعلت كامل تركيزها معهم لعلها تخفف عنهم كما تقول هيَّ.
****************************
بعدما انتهت من عملها عادت إلى منزلها وهي تحمل الاشياء التي حرص والدها أن تجلبهم معها، فجسلت على المقعد بإنهاك شديد.
قالت بصوت منهك لوالدها: وحياة عيالك سيبني انام وانزلوا انتوا، والله نفسي انام تعبت يا بابا تعبت.
أنت تقرأ
قانون آل ثابت
Romanceكنت على علم بأنني سأظل تائه في تلك الحياة أيضًا دون أن أقع فيما يسمى بالحب كما يقال عليه الآخرين الذين يؤمنون بتلك الكلمة، حتى رأيت عينيكِ التي أصبحت أسيرها منذ النظر إليها. "جميلة أنتِ كجمال الزهرة النادرة التي لا يوجد لها بديل".