"أنا خائف"...
بنبضات قلب سريعة وأنفاس متقطعة كان قد نال منه التعب والانهاك وهو يركض وسط ظلام دامس متلفت خلفه بذعر شديد.
"اتركني وشأني!"
"لا أرغب في الموت الآن!"
ألم شديد وبرودة قارصة تسري في كامل جسده وفي تلك اللحظة رأي وميض خافت من بين ثنايا هذه الظلمة الحالكة ودون أي أمل للنجاة اتجه نحوه بدون تفكير.(كدت أصل، كدت أصل)
وبينما هو يردد تلك الكلمات في رأسه اختل توازنه فجأة وسقط علي الأرض بقوة على الرغم من ذلك كان قد وصل بالفعل.
ظل يسعل بشكل متواصل وهو يضع يده علي فمه ثم بدأ يتقيأ الدم المتصاعد من حلقه. عندما رفع نظره المجهد نحو مصدر الضوء ادرك انه لا يبصر سوي بعينه اليمني فقط ولا اراديا تحسس بيده جانب وجهه الايسر وعندما وصلت اطراف أصابعه لعينه لم يستطع ان يلمس سوي الفراغ وعند هذه النقطة سيطر الفزع علي كل تفكيره وتصاعدت أنفاسه أكثر فأكثر حتي شعر أن قلبه سيخترق صدره."م... من أنت؟!" قال ذلك بصعوبة بالغة وهو يتلعثم وقد رأي ظلا يقترب ومع كل ثانية تمر تزداد سرعته حتي ظهرت يد حالكة السواد وهي تتجه نحو وجهه.
"ااااه!" صرخ بكل ما تبقي من قوته...الفصل الأول: مسار غير متوقع
بعد أن فتح عينيه أسند رأسه علي الشجرة التي خلفه واضعا يده علي وجهه الشاحب وهو يتلمس عينه بلهفة. "سحقا ما هذا الكابوس؟" هدأت انفاسه قليلا بعد أن شعر ببعض الارتياح وأخذ يلملم شتات نفسه حتي تمكن من النهوض بصعوبة.
وسط جو عاصف لا يسمع فيه سوي صرخات الرياح العاتية التي تمر من بين المنازل الممتدة علي طول مرمي البصر كان يسير حافي القدمين متزعزع الارادة يملؤه شعور اليأس ورغم أنه لم يأكل شيئا منذ يومين الا ان خطاه كانت ثابتة.
"يا إلهي لقد تأخرت"
"كان علي أن اترك تلك الأوراق للغد" كانت هذه الفتاة تقول ذلك بنبرة منزعجة وهي مسرعة ودون أن تدري انزلقت قدمها من علي الدرج وسقطت لكنها اسطدمت بشخص ما بدلا من الأرض.
"اااه!" بعد أن استعادت توازنها كان وجهها محمرا من الخجل وهي تنحني عدة مرات بسرعة "آسفة جدا يا سيدي"
بدى وكأنه لم يسمع شيئا عندما نظرت إليه فلقد كان يحدق بالمبني الحجري ذو الباب الضخم الموجود خلفها."أيها السيد!"
"أيها السيد هل أنت بخير؟!"
ظلت تناديه وتلوح بيدها أمام وجهه لكنها لم تستطع أن تميز ملامحه في ذلك الظلام بسبب غطاء رأسه.
ودون أي اهتمام لما قالته ادار بصره نحوها وسألها بصوت هادئ "ما هذا المكان؟"
"يبدو أنك غريب عن هنا، هذه مدينة سيتال انها..." وقبل أن تكمل قاطعها قائلا "ما أقصده هو ذلك" ثم رفع رأسه مشيرا إلى ذلك المبنى.ابتسمت بشكل مصطنع قليلا بسبب شعورها بالارتباك "هكذا اذا، هذه نقابة المغامرين، كما توقعت يبدو أنك لست من هذه المدينة" وقبل أن ينطق بكلمة أكملت حديثها باستعجال "وكما تري العاصفة بدأت تشتد لذلك أغلقناها باكرا".
ومع تساقط أول قطرات المطر أخذت الدفتر الذي كانت تحمله ووضعته فوق رأسها وهي تهرول مسرعة "آسفة جدا علي الذهاب الآن سأكون ممتنة بمساعدتك في الغد"
"انتظري..." قال ذلك بصوت خافت وهو يشير بيده نحوها لكنها قد ابتعدت ولم تسمع شيئا.
أنت تقرأ
من الظلام إلى الهاوية | From Dark to Abyss
Fantasy"الخير والشر؟..." "من يقرر ذلك؟" رغم مرور ألفي عام، لا يزال العالم يعيش على كذبة انتهاء الحرب العظمى، لكن الأمور على وشك أن تتغير. فاقدًا لمعظم ذكرياته، يحاول جين الصمود فقط لكي يعلم حقيقة الشخص الذي أنقذه. ولأن الأمور أعقد مما تبدو عليه، ينتهي به ا...