شكوك و خذلان

6 1 2
                                    

"أحد...المختارين..."
"من عالم آخر ها..."
حدق جين بشرود إلى الغيوم في السماء ثم بدأ يسترجع ذكرى حيث يسير بتخبط وسط الظلام ثم يسقط على الأرض تحت صوت مطر غزير، كانت تلك أول مرة يراها فكان متردداً، أهي حقيقية أم مجرد حلم يقظة.

"أنت لا تعرف حتى من هم المختارون أليس كذلك؟" وقفت نينا عند رأسه ونظرت مباشرة في عينيه لكنه بدى وكأنه لم يرها لقد إستمر ذلك لمدة قصيرة.

"لا، لا أعرف عما تتحدثين إطلاقاً"

جلست بجانبه ثم تنهدت "أنت حقاً غريب الأطوار"
"لا أظنك كاذباً لكن هذه الأشياء يعرفها الصغار حتى"
"أكنت تعيش في كهف أم ماذا؟!"

"أنت على حق"

قفزت نينا من مكانها ثم صرخت بغضب وهي تشير له"هي أنت، لا توافقني في ذلك!...بل أريدك أن تخبرني الحقيقة!"

أغمض جين أجفانه و إستلقى بالكامل على الأرض ثم قال بنبرة هادئة"آسف، لا يمكنني"

أخفضت نينا يدها وسكنت جوارحها بينما إرتسم الحزن على وجهها"هذا لأنك لا تثق في أليس كذلك؟"

"..."
ساد التوتر وعم الصمت بينهما لبعض الوقت وفي النهاية رحلت نينا بدون أن تنطق بكلمة.
(ليس الأمر أنني لا أثق بك تحديداً ولكني لا أثق بأي شخص)
(على كل حال ليس بالأمر المهم ليعرفه أحد)

"معلمي ماذا علي أن أفعل؟"
"هاه! ما هذا الذي أقوله؟ لم أناده بمعلمي من قبل، في الواقع لا أعرف إن كان يمكن أن أدعوه بذلك حتى؟"
رفع جين يده للسماء ثم قبضها وهو ينظر بعين متطربة"أتحدث مع نفسي! يبدو أني يائس إلى هذا الحد"

حل المساء عليه مستلقيا خارجاً لهذا قرر أن يعود لقد تأخر عمدا لكي يفوت العشاء معهم.
إنطفأت جميع أنوار القصر ولم يجد أحداً عندما دخل، لم يكن هذا مهما كثيراً بالنسبة له لكن أثناء سيره في أحد الممرات رأى ضوءا في نهايته، إقترب ببطئ وحذر نحوه.

"يون..."
كانت نظرات يونا بعيدة عنه لقد شعر جين أن هناك خطبا ما لذلك صمت.

إلتفتت يونا للباب الذي خلفها ثم قالت بهدوء "إتبعني"
دخل الإثنان غرفة واسعة في وسطها منضدة طويلة لحد ما، كانت الغرفة مظلمة لا يوجد فيها سوى مصباح واحد علي المنضدة التي يجلس عليها تقريبا جميع من في القصر.

كانت نظراتهم لا تختلف عن يونا غير أنها أشد حدة خصوصاً كلوديا التي كانت وكأنها ستنفجر من الغيظ.

"إذا جين، أخبرنا بما حدث لك أنت ونينا"
قالت إيزابيلا ذلك وهي تشبك أصابعها ولكن صوتها كان متردداً على غير عادتها.

(هذا هو الأمر إذا ها)
أدرك جين ما يجري حالا لهذا لم يتردد "لقد قابلنا قطاع طرق في..."

"يكفي هذا!"
"أخبرنا فحسب ما علاقتك بهم!"
صرخت كلوديا بغضب شديد.

من الظلام إلى الهاوية | From Dark to Abyssحيث تعيش القصص. اكتشف الآن