صفقة مشبوهة

2 1 0
                                    

وعلى خلاف المألوف وبسبب ذلك الحضور القوي نسي جين من الأساس أن هناك أحد في الغرفة فكان كل همه أن يتقدم للأمام لكن وبينما كانت الأفكار تتصادم في رأسه أخرجه صوت من تلك الحالة.
"لماذا تقف عندك؟"
"أدخل"
كان ذلك الصوت المميز لرجل يبدو في الأربعينات بشعر أسود طويل وعين سوداء قاحلة، كان يرتدي قفازا أبيض في يده اليسرى فقط.

أدرك جين أنه يقف في حضرة سيد القصر لم يكن يعرف كيف يتصرف في تلك الحالات فقام بالاقتراب ووضع فنجان الشاي فقط على مكتبه.

إبتسم إدوارد ولم ينطق بكلمة لذلك إستدار جين وهم بالمغادرة لقد كان يأمل أن يستطيع الحديث معه لكن أفكاره كانت مشتتة ولم يكن قادراً على أن يبدأ الحديث أو هكذا كان يسوغها لنفسه لأنه ليس جيداً في التواصل.

"إنتظر!"

تسمر جين في مكانه، وبدأت الأفكار تتسارع في عقله قبل أن يستدير عائدا ببطئ، لقد كان بصره منذ البداية لأسفل فلم يعرف شكل وجه إدوارد وببطئ رفع بصره لأعلى حتى إلتقت عيناهما، شعر جين بقشعريرة في جسده عندما نظر داخل عينه لقد بدى وكأنه ينظر في فراغ شاسع لا نهاية له.

كانت ملامح وجه جين المتعجبة واضحة كثيراً "لماذا أنت متوتر هكذا؟"

"هل...هل تريد شيئاً آخر يا سيدي؟" إستجمع جين شجاعته ونطق بذلك.

"أنت هو الشخص الجديد أليس كذلك؟"
"هممم ما إسمك مجدداً لقد نسيت؟"

"جين"
"إسمي هو جين"

ضحك إدوارد ثم قال "أه صحيح!"
"أنت ذلك الفتى صاحب الإسم من قصة الأطفال تلك"

قال جين متعجباً "قصة!"

"ألم يخبرك أحد؟، يبدو أني تسرعت"
"سامحني، أرجو أن تنسى ما قلته للتو"

(سحقاً، موضوع الإسم هذا مجدداً لقد كنت قد نسيته)
"كما ترغب" قال جين ذلك ببرود وهو في الحقيقة يشتعل من الداخل لقد أراد أن يعرف ماذا كان يقصده.

نهض إدوارد من على كرسيه ثم وقف يحدق في باحة القصر الشاسعة من النافذة "لقد سمعت بما حصل معكم"

"أنا..."
"حسنا لقد كان خطأ..."

"شكراً لك" تفاجأ جين عندما قال إدوارد ذلك لقد كان يظن أنه سيتهمه هو أيضاً.
"خاطرت بنفسك لتنقذ نينا، أنت لا تعرف كم يعني لي ذلك"
"كل الأشخاص في هذا المنزل هو جزء من العائلة وهم مهمون بالنسبة لي"

"عائلة؟!" كانت لتلك الكلمة وقع كبير علي نفس جين حيث أنه لا يتذكر أي شئ عن عائلته ليس وكأنه لم يكن لديه واحدة ولكنه ببساطة قد نسي تلك الذكريات كما لو أنها تلاشت.

"نعم، ولهذا أريد أن أكافأك"
"أخبرني بأكثر ما ترغب به"

أحنا جين رأسه قليلا لأسفل ثم قال "لا أظن أن ما أريده يمكنك تحقيقه"

من الظلام إلى الهاوية | From Dark to Abyssحيث تعيش القصص. اكتشف الآن