عاد عمار الى البيت بعد يأس من إيجاد علياء ، فوجدها في غرفتها نائمة والدموع على وجنتيها ،اقترب منها و القلق يسيطر عليه و وضع يده برفق على كتفها ونادى: علياء..... هل انت نائمة ؟!
كانت علياء مستيقظة لكن اخفت دموعها حتى لا يراها عمار وفتحت عينها ببطء وتظاهرت بالنوم العميق و اعتدلت قائلة : لقد استيقظت الان مع ابتسامة خفيفة .
لكن كانت علامات القلق على وجهه عمار تبدو مثيرة للشفقة فأمسك بيدها : لقد اصابني القلق اتصلت عليك كثيراً فلم تجيبي !!
لكن علياء بهدوء تعتذر ثم تنهض لتحضير الطعام لزوجها ،جلسا يتناولان الطعام لكن كانت علياء شاردة الذهن و يبدو في عينها الحزن مما دفع عمار لسؤالها: ماذا قالت لك الطبيبة يا علياء، فوقع ذلك السؤال على سمعها كالصاعقة و جعلها في حيرة هل تخبر عمار بما حدث؟ لكن لا تريد ان يتسلل الحزن الى قلب ، خاصة انه يتمنى ان يكون اب و والد ، ام تخفي عليه حتى يقضي الله امراً كان مفعولا وبينما تفكر. قطع هذا صوت زوجها يناديها : علياء لما شردت هكذا ؟!.
نظرت له وابتسمت وقالت محاولة إخفاءحزنها : لا شيء يا حبيبي الطبيبة اعطتني بعض الادوية الادوية وقالت كل شيءسوف يصير بخير إن شاءالله . شعر عمار ان ان علياء ليست على ما يرام رغم محاولتها إخفاء هذا ، و لكن صمت لعل الايام تفصح عن سبب الحزن بعينها .
مر يومان وجاءت والدة علياء للزيارة والاطمئنان عليها ،لكن علياء لم تفصح ايضا لوالدتها عن شيء لكن مهما تظاهرت بالسعادة كانت والدتها تنظر لعين ابنتها و تعرف ماذا تخفي ، وبرغم محاولات علياء الدائمة نفي انها ليست على ما يرام إلا ان ان والدتها اصرت ان بها شيء قائلة: انا والدتك واعرفك جيداً ماذا حدث معك اخبريني هل تشاجرتي مع زوجك.
علياء بسرعة : لا ......لا ... نحن بخير ثم طأطأت رأسها و تريد ان تبوح وتتراجع .
فاطمة : اذاً اخبريني هل تخفي عن امك ؟! وبسرعة تذكرت فاطمة امر الطبيبة والعلاج : هل قالت لك الطبيبة شيء ازعجك ؟
هنا انفجرت علياء في البكاء ولم تتحمل التظاهر بالقوة وبعد بكاء مرير هدأت علياء بعد إحتضان والدتها لها و تذكيرها بالله .علياء : امي .... لقد اخبرتني الطبيبة اني لن استطيع الانجاب ابداً !
فاطمة تحملق بابنتها وتضع يدها على قلبها : ماذا تقولي ؟! كيف هذا ؟!
علياء : اتذكرين الجراحة التى قمت بها قبل الزواج وكان والد مصطفى هو اجراها لي، لقد تسبب في هتك جدار الرحم ومع مرور الوقت اصبح لا يستطيع القيام بعمله و واصلت البكاء .
هنا احتضنتها والدتها بشدة وكانت إمرأة عاقلة ناضجة مؤمنة بقضاءالله فقالت : يا حبيبتي لا تقلقي الاطفال رزق. وفتنة من الله وكم من طبيب اصدر حكمه على اشخاص انهم لن يكون لهم ولد ،والله رزقهم البنين والبنات،الطبيب يتحدث بما علمه و تم دراسته ، لكن الله قادر على كل شيء فلا تقلقي ودعي الامر لله .
كانت كلمات والدتها ترياق لجروحها وعلاج لحزنها
فهدأت كثيراً. وتعلقت بالامل في الله.
فاطمة : ماذا قال عمار بعد سماع هذا الخبر؟
نظرت لها علياء متعجبة ومستنكرة كلمات والدتها: لا ...لم اخبره بشئ، حتى لا يحزن وسوف اتناول الدواء لعل الله ان يغير به شيء ان شاء الله.
تمالكت والدة علياء نفسها و دموعها ام ابنتها لكن كان الالم يعتصر قلبها ، مرت بضعة ايام وانتهى الدواء. واعادت علياء الذهاب للطبيبة لعلها تجد امرا جديداً او خبر سار ، لكن الطبيبة تأسفت لها ثم قالت : الامر بيد الله .
خرجت علياء بعد ان انقطعت بها السبل.
الى الشارع تسير ولا تدري اين تذهب ظلت تسير بلا هدف او وجهة تقصدها في ذلك الوقت وبينما هى كذلك شاهدت سيدة تعنف ابنتها و تضربها و تسحبها من يدها وهى تدعو عليها بالويل وان يأخذها الله كي تستريح منها ، ابتسمت علياء ابتسامة ساخرة. وهى تحدث نفسها بعض الناس يضج من الاولاد. والبعض الاخر الاخر يتمنى ظافرهم والجميع يبحث عن الراحة ولا احد يجدها .
لم تشعر علياء بنفسها إلا امام منزلها فصعدت وجلست حزينة تفكر كيف سيسير الامر من الان مع عمار و والدته التي تنتظر حفيدها على احر من الجمر بل وكسرة قلب عمار،وظلت اسيرة الحيرة والتردد ،ماذا تفعل وهل تخبر عمار ام لا ، وبعد تفكير عميق وشد وجذب بين عقلها. وقلبها قررت الانصياع الى عقلها بأن تخبر عمار بكل شئ حتى يساعدها في الحياة ويكون لها سنداً ومعين بعد الله
حل المساء وعاد عمار من عمله في الجامعة .
وكالعادة كان الحزن يبدو على عين علياء لكن يختلف هذا اليوم عن سابقه ، فاليوم حزن مع يأس و لا مبالاة لما سيحدث مستقبلاً فقد ملأ الحزن قلبها
جلس عمار يتناول الطعام ونظرت علياء له واستعدت لاخباره بالامر. ولكن حدث شيء لم يكن في الحسبان !!
ماذا حدث ؟