ذهب عمار الى غرفة علياء كي يعتذر لها عما قالته والدته لكن وجدها فاقدة الوعي حاول عمار رد علياء الى وعيها لكن لم تفح محاولاته فقرر اخذها بسرعة الى المستشفى دخلت المستشفى وتم عمل الاسعافات بسرعة و طلب عمار من الطبيب التاكد من امر الرحم لعلياء هل بالفعل حدث به ضمور بسبب خطاء طبي ام لديها عقم من قبل الجراحة ؟.
بالفعل كشف عليها الطبيب وخرج وأكد لعمار انه الضمور في الرحم بسبب خطاء طبيصمت عمار واصابه حزن كبير لذهاب حلمه في الانجاب ، ماذا يفعل انه يعشق علياء ويريدها زوجة له حتى اخر العمر، كان يفكر كثيراً كيف سيرضي امه وهى تنتظر حفيدها قبل موتها، و هل ستوافق وترضى على هذا الامر ام ......لقد اصبح الامر معقد للغاية .مر الوقت وصارت علياء بخير وعادت الى البيت .
عمار : لا اجد كلمات اعتذر لك بها عن ما حدث ،لقد اخطأ والدي بالفعل ، ولكن هو الان بين يدي الله ، حبيبتي انا لا اريد اطفال الا منك او لا ، ولن اتخلى عند ما حييت ، سوف تصبحين انت ابنتي وحبيبتي وامي. وكل شيء لي .
اثلجت تلك الكلمات قلب علياء و هدأت من حزنها ، ومر العام تلو العام وبدأت المشاكل تدب في البيت بسبب و بدون سبب، وبدأت والدة عمار في الضغط على ولدها: تزوج وطلقها لن تنفعك بشئ العمر يجري. وانت بلا ولد ......إلخ كان عمار يحب علياء لكن مع الوقت وإلحاح امه بدا يفكر مرة اخرى في الانجاب خاصة بعد مرور ست سنوات بدون اولاد كانت علياء تعيش فيهم ممزقة الفؤاد وتصبر من اجل عمار وحبها له .
ولكن كما يقال( الزن آمر من السحر ) بدأ عمار في تغيير لهجته مع علياء وبدأ يضيق ذرعا من كلماتها وكثيرا ما يتجاهلها وفى ذات يوم حدث شجار بينهم وتركت المنزل لاول مرة وذهبت الى بيت اهلها وكانت تحدث نفسها ان عمار لن يستطيع الاستغناء عنها وسوف يأتي اليها يطلب العفو والسماح ويعود كما كان في السابق من حُسن المعاملة والاهتمام .
مر اكثر من سبعة ايام ولكن عمار لم يتصل او يحدث والد علياء. وعلياء حزينة لا تصدق كيف تحمل عمار غيابها هذا !!وفي اليوم الثامن طرق الباب طارق ففتح له عبدالرحمن لقد كان ساعي المحكمة يسأل عن علياء،خرجت علياء متعجبة ماذا يريد ساعي المحكمة فأخبرها ان زوجها طلقها .نزلت تلك الكلمة على سمع علياء كالصاعقة المدوية لكن تمالكت نفسها امام الساعي وعبد الرحمن واستلمت ورقة الطلاق وجلست تخفي دموعها وتظهر قوة هشة فارغة من المضمون ، لكن الحقيقة ان قلبها كان يعتصر من الالم والحزن العميق ، خرجت والدتها وعرفت ما حدث فظلت تبكي وتندب حظ ابنتها .
فتساقطت دموع علياء ولكن ظلت متامسكة او كانت تمني ان يكون مجرد كابوساً وسوف تستيقظ ، سكبت من الدموع الكثير وسمعت من والدها و والدتها من كلمات الصبر والتعويض من الله حتى جنً الليل وذهبت للنوم وتذكرت تلك الايام الخوالي بينها وبين عمار ومعرفتها به في الجامعة والحب الكبير الذى كان بينهم وكل ضحكاتهما وهمساتهما تذكرت كل ذلك وتذكرت كيف صار خطأ من والده سبب في تعاستها وحزنها و طلاقها .
وهنا تمكن الشيطان منها و تذكرت ان معها ادوية في حقيبتها فقررت إنهاء حياتها بأيديها وكتبت الرسالة الى اهلها واخذت حبوب الدواء بكثرة بغرض الانتحار ولم تدرك اي شئء حتى افاقت الان مع الطبيب .هكذا كانت قصتي كما حدثت و رويتها لك يا دكتور يوسف .
بعد سماع قصة علياء حزن يوسف جداً وقال: مهنة الطب مهنة خطيرة للغاية ويجب علينا ان نحترس قبل إجراء اي جراحة ، لكن سوف اخبرك امراً لعل الله منحك فرصة اخرى في الحياة لتقدمي شيء له قيمة شئ قد ادخره الله لك لا تحزني لعدم الانجاب،لا تعلمين ماذا يخبئ لك الله !!.ارجوك قد منحك الله الحياة للاستمتاع بها بعد طاعة الله وبعيداً عن ما حرم الله ، وقد يبدو البلاء ظاهره عذاب لكن صدقيني باطنه الرحمة ،اعرف بعض الناس معهم اولاد لديهم عجز وقد انفقوا كل شيء لعلاجهم ولم يفلحوا . هذا غير العذاب النفسي لهما وهم يرون فذات اكبداهم تتألم امامهم . ومنهم من لديه اولاد قد فتنوه عن دينه فسرق وقتل واضاع دنياه واخرته والامثلة كثيرة . استمتعي بحياتك افعلى شيء يفيد الناس ويفيد دينك ودنياك، افعلي شيء تُذكرين به بعد وفاتك ( كن إجابي ).
نزلت تلك الكلمات على سمع علياء برداً وسلاماً والهبت بداخلها الحماس فكانت هذة الكلمات ترياق دواء ،ولم تمض علياء بالمستشفى كثيراً و توطدت العلاقة بينهم وصار ملهم لها ببعض الافكار وغادرت المستشفى واخذت شقة كبيرة وضمت فيها الاطفال الايتام و اللقطاء حتى اصبح لديها اكثر من اربعين طفلاً ومرت السنوات و مضت الايام وصارت علياء في عمر الخامسة والستين وتزوج كل من كان لديها في دار الرعاية .وفي احد الايام طلبوا من التلفزيون ان يقوم بتكريم هذه الام التي اصبحت لديها اربعون ولد وبنت وصارت جدة ،و اقاموا لها حفل كبير وتقدموا واحد تلو الاخر يقبل يدها ورأسها اعتراف لهم بمكانتها وفضلها بعد الله عليهم.ثم تحدثت امام الحميع قائلة: الحمد الله الذي وهب لي كل هؤلاء الاولاد. كم انا فخورة بهم كم كنت بلهاء حين حزنت على عدم انجابي ،ولم اعرف الحكمة الا الان ،الان قد علمت وايقنت وأمنت ، لو كنت مثل سائر الناس انجب ولدي طفل او طفلين كنت سأكون شيء لا يذكر مثل عامة الناس ، والله اخذ مني شيء لكن اعطاني شيء اعظم واجمل لقد صار لدي الكثير من الاولاد والاحفاد ، لقد اصبحت الناس تتحدث عني ، والجميع يحبني ، اقولها لكل انثى الانجاب ليس كل شيء ابحثن عن حكمة الله في ذلك .
تمت بفضل الله
![](https://img.wattpad.com/cover/330103273-288-k888164.jpg)