خرج احد الاطباء من غرفة العمليات ، عندها هرول اليه عبدالرحمن و قال له بلهفة و قلق : خيراً ماذا حدث ؟ هل علياء اصبحت بخير ؟نظر الطبيب اليه و ابتسم بعد ان رأى الام والاب أقدموا اليه فقال : اطمئنوا الامر على ما يرام ، لقد نجت بفضل الله، ولكن تحتاج الى بعض الراحة.
عندها تنفس الجميع الصعداء بل سجدت الام سجدة شكر لله لاستجابة دعائها.
ظلت علياء في غرفة العناية المركزة في هذا اليوم ،
بينما طلبت إدارة المستشفى من الاهل المغادرة ،
لكن اصرت الام ان تبقى بجوار ابنتها ،
عندها اخبرتها احدى الممرضات ان وجودها لن يفيد في شيء.
ومع إصرار إدارة المستشفى غادرت الام مع الجميع الى البيت ، غادرت وتركت قلبها و فؤادها مع ابنتها علياء الجميلة.مر اليوم كأثقل ما يكون على الجميع، و في صباح اليوم التالي اشرقت شمس يوم جديد ، فلم تُطق الام الجلوس بالبيت وغادرت مع زوجها و عبدالرحمن الى المستشفى والقلوب وجلة خائفة .
انتظروا بعض الوقت في الردهة لحين خروج علياء من غرفة العناية الى غرفة منفردة ، وخرجت علياء على سرير جرار ابيض ، وسط دموع الاب والام ،و وضعوها في غرفتها التي ستبقى بها بعض الوقت.
حاول الاب والام الحديث مع علياء ، لكن منعهم الطبيب و اخبرهم ان يتمهلوا للغد حتى تستطيع الحديث.
جلس الجميع بجوارها ينظرون اليها بحزن شديد ويتمسكون بخيط رفيع بين الامل والرجاء ، كانت علياء تشعر بمن حولها ولكن لا تسطيع الحديث مع احد ، وكانت حائرة هل تَسعد انها مازالت على قيد الحياة ولم تغادرها وهي مذنبة بقتل نفسها ، وقد امهلها الله للتوبة ، ام تحزن لأنها ستظل حبيسة احزانها ترتدي ثياب الالم ما بقيت على قيد الحياة ، مثل ارملة مات عنها بعلها فتظل ترتدي السواد امد الدهر و في قصة حزينة مبكية!.
ظلت صامتة صمت يٌغني عن كل العبارات ، بل كانت تنظر بعينها التي اذبلت من الإعياء ، الى والدتها و والدها وشقيقها ، تود ان تقوم بتعزيتهم فيها ، لكن اشتهت الصمت ورفقت بوالدتها ، ظلت هكذا مثل جثة هامدة لا تتحرك او تتكلم ، الا من بعض الدموع المنسابة من عينها الذابلة.
مر اليوم وهى على هذه الحالة المزرية ، حتى دخل الطبيب يوسف لكي يطمئن على حالتها ، شاب وسيم طويل القامة، عريض المنكبين ، يرتدي نظارة شفافة تذيده وقاراً و رزانة ، قام يوسف بفحصها ثم ابتسم ابتسامة بعثت في وجوه الحضور الطمأنينة والراحة.عندها بادر والدها بسؤال الطبيب عن حالتها؟.
يوسف : الحمد الله الحالة مستقرة وجيدة الى حد ما ، هي تحتاج الى الامل وحب الذات اكثر من العلاج الطبي في الوقت الحالي.