الجزء الثاني

103 5 0
                                    


خرج احد الاطباء من غرفة العمليات ، عندها هرول اليه عبدالرحمن و قال له بلهفة و قلق : خيراً ماذا حدث ؟ هل علياء اصبحت بخير ؟

نظر الطبيب اليه  و ابتسم بعد ان رأى الام والاب أقدموا اليه  فقال : اطمئنوا الامر على ما يرام ، لقد نجت بفضل الله، ولكن تحتاج الى بعض الراحة.

عندها تنفس الجميع الصعداء بل سجدت الام سجدة شكر لله  لاستجابة  دعائها.

ظلت علياء في غرفة العناية المركزة في هذا اليوم ،

بينما طلبت إدارة المستشفى من الاهل المغادرة ،

لكن اصرت الام ان تبقى بجوار ابنتها ،

عندها اخبرتها احدى الممرضات ان وجودها لن يفيد في شيء.

ومع إصرار إدارة المستشفى غادرت الام مع الجميع الى البيت ، غادرت وتركت قلبها و فؤادها مع ابنتها علياء الجميلة.مر اليوم  كأثقل ما يكون على الجميع،   و في صباح اليوم التالي اشرقت شمس يوم جديد ، فلم تُطق الام الجلوس بالبيت وغادرت مع زوجها و عبدالرحمن الى المستشفى  والقلوب وجلة خائفة .

انتظروا بعض الوقت في الردهة لحين خروج علياء من غرفة العناية الى غرفة منفردة ، وخرجت علياء على سرير جرار ابيض ،  وسط  دموع الاب والام ،و وضعوها في غرفتها التي ستبقى بها بعض الوقت.

حاول الاب والام الحديث مع علياء ،  لكن منعهم الطبيب و اخبرهم ان يتمهلوا للغد حتى تستطيع الحديث.

جلس الجميع بجوارها  ينظرون اليها بحزن شديد ويتمسكون بخيط رفيع بين الامل والرجاء ،  كانت علياء تشعر بمن حولها ولكن لا تسطيع الحديث مع احد ، وكانت حائرة هل تَسعد انها مازالت على قيد الحياة ولم تغادرها وهي مذنبة بقتل نفسها ، وقد امهلها الله للتوبة  ، ام تحزن لأنها ستظل حبيسة احزانها ترتدي ثياب الالم ما بقيت على قيد الحياة ، مثل ارملة مات عنها بعلها فتظل ترتدي السواد امد الدهر و في قصة حزينة مبكية!.

ظلت صامتة  صمت يٌغني عن كل العبارات ، بل كانت تنظر بعينها التي اذبلت  من الإعياء ، الى والدتها و والدها وشقيقها ، تود ان تقوم بتعزيتهم فيها ، لكن اشتهت الصمت  ورفقت بوالدتها ،  ظلت هكذا مثل جثة هامدة  لا تتحرك او تتكلم ، الا من بعض الدموع المنسابة من عينها الذابلة.

مر اليوم وهى على هذه الحالة المزرية  ، حتى دخل الطبيب يوسف  لكي يطمئن على  حالتها ، شاب وسيم طويل القامة، عريض المنكبين ، يرتدي نظارة شفافة تذيده وقاراً و رزانة ،  قام يوسف بفحصها ثم ابتسم ابتسامة بعثت في وجوه الحضور الطمأنينة  والراحة.عندها بادر والدها بسؤال الطبيب عن حالتها؟.

يوسف : الحمد الله الحالة مستقرة وجيدة الى حد ما ، هي  تحتاج الى الامل وحب الذات اكثر من العلاج الطبي في الوقت الحالي.

جعلوني عاقراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن