الصحيفة النجمية: سر

327 28 13
                                    

تساءلتُ حول ما إذا كان من الممكن أن تكون هذه هي الصحيفة الأخيرة، لقد تعلقت بالتأريخ وأصبح هوايتي المفضلة، ولم أحسب قط أنني قد أضطر لتأريخِ حدَثٍ حصل معي شخصيًا؛ وأعتقد بأن هويّة هذه المؤرِّخة الحالِمة قد أوشكت على أن تُكشَف، ولربما كُشِفَت.

مع أني كنتُ مُنفتِحةً لنثرِ أحاسيسي في صحفي الأولى، ما وددتُ أن أنفتح على أمرٍ يفضحُ خصوصيتي، ولكن لئن لم أفعل ستعرفون بالأمر على أي حال دونما تبريرٍ مني، بهذا أكون المؤرِّخةَ التي كذبت على نفسها، فلو لم أصدُق مع نفسي مَن سيصدق مُؤَرَّخاتي؟

طلعَت شمسُ قراري وقتَ مقابلتي للمحقّق الحائر في حجرةٍ مكتومة، كل شيءٍ فيها يراني إلّاني.
عندما سألني عن الواقعةِ منذ صِفرِهِا الأول «لماذا تركته طوال تلك المدة؟» ارتعشتُ حتى ظننتُ الكرسيّ الصلب تحتي هو ما هَزَّني، لا يجوز أن أجيب حتى وإن كان هذا ليفيد التحقيق، فكلّ واطئٍ للقصر يتعهّد بأن ما يراه أو يسمعهُ فيهِ ليس ملكه، وما تُمنحهُ دون ملكيّةٍ هو أمانة، هكذا كان النصّ تمامًا. ومع أنني خرقتُ معظمَ بنود الاتفاقية فلا يزال هذا البندُ أهمّها، وحتى لو كنتُ خائنةً من قبل لن تتغير حقيقةُ أن الوعدَ وعدٌ، والسرُّ يبقى سرًا ولا يجب أن يطّلعَ عليه أحد.

بدأ هذا مع ثلاثة رجالٍ متَفاوتي الأجيال.

يأتيكم ما في اليمّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن