الفَصل الأول "بداية الحكاية"

109 8 1
                                    


فِي قديم الزمان وفي يومً غائم، حيثُ السُحب تملئ السماء و تحجِب نور الشمس عن الأرض،
فِي مُنتصف محيط لا يوجد أوسَع مِنه.
نجد عَبّارة بَحرية تُسافِر بخمسة وعشرين مُسافِر، مُتجهين إلى البلاد التي لطالما حلموا بزيارتها تحديدًا: الأخوان عُمر و وائل.
مِن أندلِ البشر على وجه الأرض،
لا يَهتمون سِوى بِأنفُسهم ودائمًا ما يتخلوا عن أحبائهم لأتفه الأسباب.
لقد تَركوا بِلادهُم العربية ليتمتعوا بأضواء مدينة أجنبية أساءت لِعالَمَهُم العربي والإسلامي و أساءت لدينهم العديد من المرات ولم يتحَرك لهُم ساكِن أو إهتَزت لهُم شعرة،
بل العكس، لقد اتفقوا معهم في الرأي.

وائل :"يا عُمر كَفاك كآبة، انا حقًا لا أعلم ماذا بِك لطالما كُنّا نحلم بالسفر وكِدت تَطير مِن الفرح ليلةَ أمس ما الذي تغير؟"

عُمر:" انا فقط مُتعب بعض الشيء."

رد وائل بِنبرة مُتعجِبة:"
مُتعب؟
هل أنت جاد؟
ألا تكف عن الكذب أبدًا؟
تَحلَّى بِبعض الصراحة ولو لِمرة في حياتك!"

رد عُمر بِنبرة تهكمية:" ماذا تريد يا وائل؟"

وائل:" انا فقط مُستغرب،
مِن الفراغ وجدتُك جالسًا وحيدًا بوجه بائس، ما الذي أصابك لقد كنا فرحين من لحظات؟"

عُمر:" لا شئ.
انا فقط تذكرت إبريز، لا أعلم فجأة إفتقدتُها."

وائل:" إفتقدتها؟
مُنذ متى ونحنُ نفتقِد النساء؟
مُنذ متى ونحن نهتم بالنساء من الأساس؟
ما كانت مجرد عا..هرة وتزوجتها وماتت، انك حتى لم تنجب منها ولدًا يرث ما سنتركه واذا كنت تريد المُتعة بهذه الطريقة لما لم تبتَعْ أحد الجواري لتُسَليك؟ "

عُمر:" إبريز لا تُقارَن بِالجواري يا وائل! إبريز لطالما كانت إمرأة صاحِبة كرامة وحُرّة، لا تُقارن بِبعض الفتيات التي تُباع في السوق لأي مارٍ.
إبريز اختارتني بإرادتها، إنما هؤلاء السِلع ليس لديهم الحرية ليختاروني."

تنهد وائل بضيق قائلًا:" من أنت وأين أخي؟
لقد تغيرت مُنذ تزوجت تلك المرأة، لم تَعُد ممتع كما كنت،
ربما أصابتك بِالعدوى."

قَلَّب عُمر عينيه بِملل من نفس الثلاث جُمَل التي يقولها وائل مرارًا وتكرارًا وتلك الثرثرة التي ليس لها أي جدوى.
لطالما كان شكَّاء ولا يُعجبه أي شئ.

لاحظوا أن البحر لا يوجد فيه أي سفينة أُخرى.
هذا غريب لطالما كان هذا الطريق مليء بِالمُسافرين.
كأنهم قد أضاعوا الطريق.

وائل:" لماذا أصبح البحر بهذا الهدوء ؟ أين المسافرين؟"

عُمر:" ليس لدي فكرة."

نادى عُمر على سائق السفينة وسأله:" يا سيد أنيس!
هل فقدنا الطريق أم ماذا؟
أنا لا أرى أي سفن أخرى وهذا غير طبيعي."

"لعنة استوريا"Where stories live. Discover now