فِي صباحٍ غائم بعض الشئ على غير العادة، يتجمع عُِمر و وائل في الغرفة ويُثرثران.
عُمر:" دَعك مِن الخمس أعوام التي كُنت متزوج من إبريز بها، أليس بيننا طفلة؟"
_" أتفهم أني لَم أكُن ذوق الساحِرة، كَما الواضح!
ولكن هذا لا يُبرر كُرهها لِي."
أردف مرة أخرى بنبرة متوترة:" لِعِلمِك أنا لا أهتم، انا فقط يَعتريني الفضول، أعني.. ماذا فعلت لكل هذا؟"وفي وَسط ثرثرة عُمر، كان وائل شارِد فِي عالِم آخر،
يُشبِّك يديه، ويوجه نظره إلى نُقطة في الأرض بِأُذنٍ في حالته توحي للبعض أنها مكتومة، لا مجال لسماع أي شئ!أفاق مِن شروده على صوت طقطقة أصابع عُمر الذي يُناديه مُنذ مدة.
عُمر:" وائل.. ماذا بِك؟"
أجاب بصوت مبحوح:" لا شئ."
عُمر:" كيف أنت شارد مِن الصباح، إنك لَم تُفطِر حتى!"
أردف مرة أخرى بِصوت حنون:" أَأنت بِخير أخي؟"تَنهد وائل وأجاب:" لا تحمل همي انا بخير، سأتمشى قليلًا."
نهض وتوجه إلى خارج الغرفة تارِك عُمر فِي حيرَته.
___________________________________________
في الساحة المخصصة لتدريب السَحرة الصِغار،
يقف الساحر إبراهيم وأمامَهُ مجموعة من الأطفال فوق الـ ٩ أعوام ليبدأ تعليمهم السحر القِتالي.توجه لَهُ إحدى الأطفال وقال لَه:" أستاذ إبراهيم، أبِوِسعي أن أستشيرَك فِي شئ؟"
قال إبراهيم بِكُل وِدّ:" بالطبع يا صغيري تفضل."
أنس(الطفل):" لَقد راوَدني كابوس غريب الليلة السابقة، وأعلم أني لا يُفترض بِي أن أحكي الكوابيس ولكني لا أستطيع تجاهُلُه."
إبراهيم:" بإذن اللّٰه أن يكون خير، قُل لِي عن ماذا كان؟"
أنس بِتأتأة خفيفة:" ك..كنتُ أحلُم أن عَصاي السِحرية إ..إلتفت على عُنُقي كَالمَشنقة، و م..كلَّما حاولتُ السيطرة عليها لإلقاء تعويذة إ.. إشتَدَت على عُنُقي أكثر!"
تعاطف إبراهيم مع أنس وقال لَهُ بِلُطف:" لا تَشغل بالَك يا صغيري انا متأكد أنَّهُ بِلا معنى، فَقط توقف عن التفكير فِيه وستكون بخير."
إعترض حديث إبراهيم وأنس دخول إبريز بِوجاهَتِها مُستَعِدَّة لتدريب الأطفال.
توجهت للأطفال وإنحنَت لِمُستواهُم لِتقول بِلُطف:" أمُستَعِدون يا صِغاري؟"هَتَف الصِغار بِحماس لِتُقَهقِه إبريز على براءتِهِم وأمرَتهُم أن يُقلِّدوها حتى تستطيع تعليمهم،
ولكن شيئًا كان غَير مألوف، لا أحد مِن الأطفال قادِر على إلقاء التعويذة، بل إبريز بِنفسها لَم تَستَطِع!
ظلَّت صامِتة لِبعض الشئ تحاول التفكير في تفسير لِهَذه الواقِعة، تحت ثرثرة إبراهيم وسؤاله لها:" أَأتفائلُ يا مَلِكتي؟"بِمُجرد رؤيتها لِلسماء التي بدأت تختَفي وراء السحاب قالت:" لا.. لا تتفائل!"
___________________________________________
و ما بالُكَ بِظُلمَةٍ سرية؟
تحت عذابِكَ ليس لديكَ حتى القُدرة على شرحِها لِأحد!كان وائل يتجول حول المملكة وهو يتعثَّر بين الثانيةِ والأُخرى كالسِكِّير!
مِن بعض الأميال رأتهُ ساحِرة تُدعى جُرنال بِملامِح عربية جميلة وركضت نحوه.
جُرنال:" وائل!"
كان وائل يفتح عينيه بِصعوبة ليراها بِعين نِصف مُغلقة وقال:" جُرنال!"
_ ماذا أتى بِكِ إلى هُنا؟"جُرنال:" قصة طويلة دَعكَ منها."
رأت جُرنال كَم وجه وائل شاحِب، ورغم أنها لا تعرِفُ السبب، ولكنها تعرِفُ الحل.جُرنال بِصوت رقيق:" تبدو شاحِبًا، أعرِف كيف أُساعِدُك."
أغمضَت عيناها وصارت تُدَندِن بِطريقة ساحرة وهِي واضعة يدها أمام وَجهِه.
لَم تَمُر دقيقة على الأقل حتى تعافى وائل ورَجِع لِطبيعته.نظرت لَهُ ثُم سألتهُ بِلُطف:" أتحسنت؟"
أخذ وائل نفسًا عميقًا ثم قال بِإرتياح:" كثيرًا، كثيرًا يا جُرنال أشكُرك."
قطع صمتهم لثانية قول وائل مُجددًا:" عليكِ أن تُجيبيني، كيف أتيتِ إلى هنا ألَم تكوني معنا في البلاد؟"جُرنال:" بالفِعل أنا وُلِدتُ و تَربَّيتُ هناك، ولكني دائمًا حظيتُ بِقُدرات غير طبيعية، صادفتُ السيدة إبريز وتقرَّبتُ منها فأخذتني معها إلى هُنا."
قَطَع كلامَهُم هذه المرة صوت تِنين صَدَح في الجزيرة بِأكمَلِها لِيُزعجهم الصوت ويُغَطيا آذانهم، وينحَنيا على الأرض بِألم.
صرخ وائل حتى تسمعه جُرنال:" ما هذا!"
صرَخت جُلنار بقوة مُشابهة لِقوته:" لابُد أنه يوم العواصِف!"
_يتبع_
YOU ARE READING
"لعنة استوريا"
Fantasyفي جزيرة بعالمٍ آخر وبِقواعد أُخرى: تبدأ حكايتنا الخيالية! حكاية مليئة بِمُحاربة التنانين والمخلوقات العجيبة. أرضٌ غُطَّت برمادِ مملكةٍ حاكِمتها لا تعرِف للخيرِ وجه! ولا حل إلا المواجهة، المُحاربة والمُثابرة. أعني إن كُنت قادِر على تِلك حرب! أهناكُ...