تجلس الحكيمة بجانب ركان على الأرض بعد أن حضرت لهُ دواءً يُفيقه بعد وَقعَتِه.
إبريز: "ركان أنت بخير؟"
ضيق عيناه بِتعب وقال:" أظن ذلك."
إبريز: "كنت أفضل انتظارك حتى تتعافى، ولكن عليك إخبارنا بما رأيته الآن!"
ركان:" لا أعلم ما أقوله لكِ مولاتي، لكنها كانت أغرب رؤية صادفتني في تاريخي!"
ـ" رأيتُ رجُلًا طويل القامة، عيناه يفوح منهما الشر كاللهب، يرتدي تاجًا والكثير من المجوهرات، يقف أمام قِدرٍ من سائل لستُ قادر على تمييزه ولكنه كان يلفظ أمامه طلاسم غريبة لم أسمعها من قبل، وبجانبه امرأة ذات شعر كستنائي وعيون بنية، فاتنة ولكنها مِثلُه يُمكن قياس الشر الذي يسكن بداخلها من عيناها،
كانت تراقبه، إلى أن.."
إبريز:" إلى أن ماذا يا ركان؟"
ركان:"ظهرت صورة على القِدر، كانت صورة المملكة وهي عارِمة في النار، والقلعة مِدمرة ويغطي حِطامها الدماء!"
ـ"لوحت الامرأة بعصاتها إلى أن يظهر شكل نجمة أحد أطرافها ملتوية بشكل غريب، ولا أعلم كيف ولكنها نظرت في إتجاهي كأنها رأتني ،وسقطت النجمة بِالقِدر فيفوح منه اللهيب حتى يصل عِنان السماء،
وهنا وقعت ولم أتمكن من المتابعة."
تصنمت إبريز مكانها ولم تقدر على الحديث، فسألته جُلنار:" أين كان ذلك يا ركان؟"
ركان:" لا أعلم، مكان عجيب لم أراه في حياتي، ولكن أتوقع أنه يبعُد عن المملكة بقدر سنين ضوئية."
جُلنار:" ماذا عن الرجل؟ أيمكنك وصفه لنا أكثر؟"
ركان:" سبق وقُلت كان طويل القامة، شعره بُني قاتِم، عيناه باللون الأزرق الغامِق، وكان عريضًا وجسده ضخم ومخيف."
جُلنار:" أتتذكر أي علامة أخرى مميزة؟ مثلًا المجوهرات التي كان يرتديها أكانت تحوي رمزًا مُعين؟'
ركان:" كان يرتدي خاتم ضخم، نُحِت عليه نفس رمز النجمة."
كادت جُلنار أن تسأل سؤالً آخر ولكن أوقفتها إبريز صائحة:" كفاكِ اسئلة يا جُلنار، لقد توضحت الرؤية بما فيه الكفاية."
وانقشعت من المكان تارِكة الكُل في رُعب!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عُمر!
صاح وائل في الأرجاء راكضًا تجاه غرفة عُمر إلى أن سمعه وخرج.
عُمر:" ماذا بك يا أبله؟"
وائل:" عليكَ معرفة ما رأيته حالًا."
دعك عيناه بِرِفق أثر النُعاس الذي لم يكاد يفارقه وقال:" لم أرى رجل شغوفًا بالنميمة مِثلك في حياتي، إن اعتبرناكَ رجُلًا!"
نظر لهُ وائل بغيظ وأردف:" لا تستحق أن تعلم."
سحبه عُمر من يده وقال:" يالَك من طفل، لقد أيقظتني بالفعل إذًا أخبرني ماذا يجري."
وائل:" ذلك الرجل الذي يُدعى ركان رأيته ووكانوا مُلتفين حوله، لم أسمع ما كان يقوله ولكن فَور ما انتهى انفجرت زوجتك بالجميع غاضبة!"
عُمر:" وماذا يعني ذلك؟"
وائل:" لا أعلم، ولكني أشتم رائحة كارثة!"
قال عُمر بتهكم:" وجهك المُتحمس وأنت تقول كارثة يؤكد لِي أنك أخي."
وائل:" لستُ عاشق للكوارث بهذه الطريقة."
عُمر:" بالتأكيد بالتأكيد، دعك مني أنا لا أعي ما أقول، الآن اذهب وقُل للخدم أن يحضروا لأخيك الكبير الإفطار."
نظر له باشمئزاز:" قاتل للمُتعة لن أحكي لك شيئًا مُجددًا."
عُمر:" وهو الهدف المنشود."
غادر غاضبًا لِيعود عُمر إلى النوم مُكملًا ساعاته السبعة عشر."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصعدت إبريز إلى أعلى مكان بالمملكة، وكان يحاوطه سورٌ عظيم لِتُلقي تعويذة فَينشق نصفين،
ويظهر كائن بالتأكيد عجيب بالنسبة للكل، ليس فقط عُمر و وائل.
صاحت بغضب ليذبذب صوتها المكان:"افيقي!"
لِيتحرك ذلك التنين وينتبه لها، وعلى محياه ابتسامة ساخرة ويقول:" عزيزتي إبريز، افتقدتك."
إبريز:" لقد استدعيتي ثيودور ونيرڤادا، وهم قادمون لإلحاق الضرر بالمملكة مرة أخرى!"
رفع التنين رأسه بحماس:" عزيزتي رغم رغبتي الشديدة بفعل ذلك، إلا أني لا أقدر."
إبريز: "إذًا كيف كُشِف مكاننا؟ كيف رُفِع سقف الحماية عن المملكة؟"
ضحك التنين بسخرية: "إبريز صغيرتي لازلتِ مُتكبرة وساذجة، أتعتقدين حقًا أن نيرڤادا غير قادرة على هدم سقف الحماية ذاك؟"
ـ"لقد هدمته ومنذ زمن بعيد، كل الفكرة أن الأمر يتطلب وقتًا ليُنفذ، بينكم سنين ضوئية يا عزيزتي."
تجمد وجه إبريز بعد بكائها وقالت:" أبي ونعلم أنكِ لا تكترثين له البتة، ماذا عن ماريا؟"
" تلك الصُعلوق؟ لا يهمني"
إبريز:" إنها حفيدتك يا خرقاء!"
" ثم ماذا؟ "
إبريز:" تعلمين أني أحيانًا أغضب على أبي لتحويلك إلى هيئتكِ البشعة هذه؟"
"وماذا عن الآن؟ "
إبريز: "مازلت غاضبة منه، ولكن هذه المرة لكونه لم ينهي حياتك من البداية! "
-" حكمتي على نفسك بقضاء أسبوع آخر بلا طعام."
وألقت تعاويذها على السور مرة أخرى لتصلحه، وتترك "استوريا" معذبة!-يتبع-
YOU ARE READING
"لعنة استوريا"
Fantasíaفي جزيرة بعالمٍ آخر وبِقواعد أُخرى: تبدأ حكايتنا الخيالية! حكاية مليئة بِمُحاربة التنانين والمخلوقات العجيبة. أرضٌ غُطَّت برمادِ مملكةٍ حاكِمتها لا تعرِف للخيرِ وجه! ولا حل إلا المواجهة، المُحاربة والمُثابرة. أعني إن كُنت قادِر على تِلك حرب! أهناكُ...