الفصل الثالث " مِرسال"

47 4 0
                                    

يَتجول فِي الأرجاء كُل مِن إبريز وأبيها داوود ويتحادثان.

تُتسائل إبريز:" أحقًا يجب أن يبقى عُمر و وائل معنا؟"

داوود:" نعم يا إبريز إنهما أهل ابنتك وبقاؤهما خير لها."

ترُد إبريز بقليل من الإنفعال:" أي خير يا أبي؟"
_" كيف سأطمئن على ابنتي وهذان في الجوار؟"

داوود:" إنهما أهلها يا إبريز لن يؤذياها."

إبريز:" بالطبع لن يؤذياها."
_ لا يملكون الجُرئة لإيذائها مِن الأساس.

يقاطعهما إقدام:" سيدتي."

تنتبه له إبريز ليُكمل.

إقدام:" لقد ذهبت إلى غُرفة الأميرة ماريا ولكن لم أجدها."

ترتعب إبريز بعد الشئ و تقول بنبرة مُنفعلة:" وما الذي تنتظره؟"
_" إذهب وابحث عنها في الحال."

_____________________________________________

في غرفة عُمر.
سَمِع مَن يطرُق بابه طرقات رقيقة ليس كَمَن تظُن أنه سيُحطم الباب على رأسك.
يفتح الباب ليجد من كان طولها يصل لرُكبيته تقريبًا.
وكانت هي "ماريا" تقف وتنظُر له وتعتليها إبتسامة بريئة.
ينظُر لها بعينين شاردتين وينزل على رُكبتيه حتى يتقارب طوله مع طولها لتُردف هي:" ألست من كانت أمي تحتجزه بالأمس؟"

أمي؟
إذن هي ابنتي بالفعل.
هكذا قال عُمر في سِرُّه قبل أن يجاوب الطفلة:" نعم إنه أنا بالفعل."

ماريا:" إذن كيف تجلس في هذه الغرفة الآن."

كان سيحكي لها عُمر كُل شئ ولكنه توقف لسبب حتى هو لا يعلمه وقال:" قصة طويلة أيتها القزمة."

كان يقرُصها من وجنتيها مُداعبًا لها وهو يقول:" عليكِ العودة لغُرفتك الآن."
_" لا تُريدين أن تُعاقِبُكِ أمك أليس كذلك؟"

هزَّت الصغيرة رأسها موافقة و ودعته تاركة إياه شارد الذهن ويتسائل في نفسه لماذا لم شُلّ لسانه قبل أن يُخبرها بأنه أباها.

_________________________________________

على الجانب الآخر.
كان وائل يبحث عن غرفته بعدما تاه في القلعة.
يرى باب مُشابه لباب غرفته فيفتحه ليجد سُلم طويل ملتوي.
من الصعب رؤية نهايته خصوصًا مع الظلام الدامس الموجود بالأسفل.
يرى ورود الجوري الحمراء وإن لم يُخيل له فإنها تقريبًا نبتت مِن الجُدران.

نظر للغرفة بإنزعاج وكاد أن يخرج لولا أنه سمع صوت موسيقى غريبة.
صوتها مُنخفض جدًا بالكاد يُسمع.
وهُناك شئ وَسَط الظلام يخرج منه ضوء طفيف.

حدق في هذا الضوء ليجد نفسه ينزل على الدرج بدون أن يتحكم في نفسه.
كأن هناك من يتحكم في جسده ويعلم جيدًا الطريق بدليل أنه ينزل على الدرج ولا يَقَع رغم أن الرؤية شبه معدومة.

يصل إلى الأسفل ليُمسك بيديه الشئ الذي ينبعث منه الضوء.

وبمُجرد إمساكه بهذا الشئ إشتعلت كُل الشموع التي في الغُرفة في نفس الثانية ليُطلق شهقة من الفزع ويجد أن ما يُمسك به هو كتاب.
كتاب مُهترء.

يُمعن النظر به ليجد صفحاته تتقلب بجنون لتستقر على نصف الكتاب.

يُفزَع وائل للمرة التي لا أحد يعرف عددها من هَول ما رأى ويصعد الدرج راكضًا وهو يتمتم:" ما الذي جعلني أتواجد بأرض المشعوذين هذه."

ولم يَكُن بداري عن السطر الذي كان يُكتَب لوحده في الصفحة التي استقر فيها الكتاب وكان:" ملك الظلام وجيش الأونزريوم قادمون."
_" إستعدوا؛ فالعد التنازلي قد بدأ بالفعل."


_يتبع_

"لعنة استوريا"Where stories live. Discover now