الفصل الثاني "مفاجأة"

64 4 0
                                    

فِي قبوٍ مُظلِم ظلامٌ حالِك، فتح وائل عينيه مُتسائلًا أين يكون؟
كيف أتى إلى هنا مِن الأساس؟

نادى بِصَوت مُرتجف:" عُمر."
ليس هُناك إجابة.
وائل:" عُمر!"

دخل شُعاع مِن الشمس لِيُنير على وجه عُمر الذي كان فاقِد الوعي نهائيًا ليزعجه ويَجعله يستفيق.

سُرعان ما إستفاق شَعَر قلب وائل بالإطمئنان.
تَخيَّل تَواجُدك على جزيرة مليئة بالمسوخ وتستيقظ لتجد نفسك وحيد في قبو مظلم وبارد.

عُمر:" أين نحن؟"

وائل:" لا أدري، لقد استيقظت ووجدت نفسي هنا، هل تتذكر أي شئ حدث البارحة؟"

عُمر:" آخر ما أتذكرُه أننا كُنا نَهرُب مِن ذلك الفارس وَ وصلنا إلى غابة مُظلمة، مِن بعدها لا أتذكر شئ على الإطلاق."

ظلَّا صامتين فِي هذا الظلام الحالِك حتى سمعوا صوت خطوات عالٍ بشدة خارج الباب.
كأنَّهُ جيشٌ مِن الفِيلة ولكن يمشون بِطريقة مُنظمة!

لَم تمُر دقائق حتى وجدوا الجدار ينشَق لِيتحول إلى بابٍ أسود سواد الليل، مُستَندين عليه البعض من الغربان، والوطاويط يصيحون بِصَوت تنزعِج لهُ الآذان.
دخل فارس من فرسان القلعة يلبس قِناع مِن الحديد الصَدِئ، صوتُهُ أخشن مِن رجلٍ فِي أيامِه الأخيرة!
أمرهم بِالتوجه معهُ لِتراهم الملكة.

ضرغام:" فالتأتيا معي يا زوج المعاتيه، ملكتي تُريد أن تَراكُم."

ظلَّا يُحدقان بِه غير قادرين على إستيعاب ما يحدُث، حتى آفاقا مِن شرودِهُما وَنهِضا لِيروا تلك الملكة التى تحتجِزُهُم فِي مكان مِن أسوء الأماكن فِي القلعة.

بِمجرد أن خرجوا مِن ذلك القبو حتى رأوا منظر يَقشعرُّ لهُ الأبدان.
كثيرٌ مِن البشر مُتَجمدين ومُلقىٰ بِهم على الأرض كأنهم قُمامة!
وهُناك آخرون يبدون كالإنسان الآلي.
لا يتحركون بِطريقة طبيعية!
لا مشاعر في أعينهم!
لا ترمِش لهُم عين حتى!
هُناك زنزانات مَليئة بالكائنات غريبة الشكل!
ما هذِه المَخلوقات؟
عندما خرجوا مِن القبو ودخلوا إلى القلعة الأساسية تعجَّبوا!
القلعة جميلة جدًا من الداخل.
تدخلها أشعة الشمس من كل رُكن وتنموا فيها كل أنواع الأزهار،
تحتوي على أفخم وأجمل الأثاث وفيه عرشُ الملكة الذي زُيِّن بِالذهب الخالِص.
ولكن عجبًا!
مَن يرى القلعة مِن الخارج لا يُمكِنُه تخيُّل جمالها مِن الداخل، ولا يُمكِنُه تخيُّل وجود مكان مُرعب كالقبو فِي أعماقِها.
قلعة عملاقة مُزيَّنة بِطريقة مَلكية تُبهِر كُل مَن يراها.
______________________________
أخذ ضرغام عُمر و وائل إلى حديقة القلعة، ولكنها ليست اي حديقة.
كانت مُحاطة بالأسوار المليئة بالشوك الذي كانَ أحدُّ مِن السيف!
ومجموعة مِن الكُتب المُهترئة مُلقاة على الأرض مُدوَّن بها بِلُغة غير معروفة.
لحظة!
الطَقسُ هُنا مُختلفٌ أيضًا، حيث كانت كل الحدائق تُطِل على سماء صافية، عدا تِلك الحديقة كانت تُطِل على سحابة سوداء.
أمطار تَهطِل بِغزارة، يُصاحبها بَرق ورعد يُصيب الذعر،
كأنها جزيرة أُخرى مُنفصلة فِي مكان بعيد.
قام ضرغام بِوضع قِناع على وجْهَي عُمر و وائل لِيُعدَّهُم إلى تعويذة "النسيان"
لَم تَمُر دقائق حتى أتت الملكة لِتُلقي عليهم التعويذة .
إنحنى لها ضرغام ثُم سأل:" أي ملك تظنِّيه أرسلهُم سيدتي؟"

"لعنة استوريا"Where stories live. Discover now