الفصل 22

423 34 2
                                    

•من دون تفكير هرعت ترتدي معطفها و خرجت تركض متجهة للمحطة لكن أمها أوقفتها و الدموع في عينيها و هي تحاول تهدئة ابنتها التي قد تحولت الى شخص آخر تماما
"يونا..لا تذهبي هكذا..سوف نذهب أيضا أنا و ميتسوكي انتظرينا كي نجمع ملابسك"
وقفت يونا بقلة حيلة و قد طفح الكيل معها و قدمها بدأت تهتز و يديها تتحرك بعشوائية و في رأسها سوى الوساوس و الكوابيس تحاول ابعادها لكن لا جدوى
تتمنى لو تكون مازالت في نومها و هي تحلم لكنها من شدة قرصها بيديها تحولت للأحمر و الأزرق تقريبا دون أن تشعر بألمها..
لا تفكر سوى في ألم قلبها،حبيب قلبها الذي قد أحبته من طفولتها و شاءت الأقدار ليتواعدا..
كانت تشعر بالذنب كثيرا لكون عدم احظاره معها و الاصرار عليه للذهاب معها لكن لا جدوى فقد حصل ما حصل..
خرجت ميتسوكي و شيلي من الغرفة يحملان حقيبة يونا و حقيبة لهما و ركبتا السيارة حيث شيلي في مقعد السائق و ميتسوكي جانبها أما يونا فقد بقيت بالخلف آخذة المساحة التفاعل مع توترها الغير مُتحكم فيه..
قادت شيلي لمدة ساعة و نصف حتى يصلوا أمام المستشفى الأفضل في اليابان كونا لتطوره لكن لا يدخله سوى ذوي بطاقة ال"vip".
أخرجت يونا البطاقة من جيبها و أرتها للحارس ليدخلهم و فورما فتح الباب
هرعت يونا تجري الى مكتب المضيفات لتسألها عن مكان باكوغو..أرشدتها لقاعة
العمليات خاصته و يونا دون تفكير ذهبت هناك ليقابلها الباب الكبير الذي لا يدخل و يخرج منه سوى الممرضات و الجراحين المختصين.
جلست على الكرسي تقظم أظافرها بوحشية غير مكترثة للدماء التي خرجت.
تنتظر بصيص أمل واحد على الأقل ليطمئن قلبها،،فقط كلمة أمل واحدة،،لكن لا جدوى فهي لا ترى سوى الممرضات يدخلن و يخرجن و في كل مرة يكن محملات
والأدوات أو بالدماء..
الى أن و أخيرا خرج أحد الجراحين مع ممرضة و تقدم من يونا ليسألها
"آنستي!..هل أنت مقربة من السيد باكوغو؟"
تكاد تجزم أنها سمعت دقات قلبها ينبض لتتوقف عن التنفس و قد زاد توترها لتنهار ساقيها و قد عادت كوابيسها المظلمة
"لا..لا تقل أنه ذهب!..هل ذهب؟. باكوغو لا تتركني أرجووك!..لا"
رفعتها الممرضة برفق ليجيبها الطبيب لتهدئتها:
"آنستي تمالكي نفسك!..السيد باكوغو لم يمت بعد ان جراحته مستمرة لكنه فقد الكثير من الدماء و نحتاج متبرعا لكن لا يوجد نفس نوعه!..هل تستطيعين مساعدتنا؟..ماهي نوعية دمك؟"
تنفست الصعداء لتجيبه بلهفة على أمل للتسريع:
"ان نوعي هو +B"
ابتسم لها ليخفف عنها قليلا :
"جيد اذا فأنت من نفس نوعه ان كنت تستطيعين اذهبي مع الممرضة لتدلك على مكان سحب الدم بأسرع وقت ممكن"
~~~~~~~~~~~~~
أكملت سحب الدم لتشعر بالدوران بسبب سحبها للكثير من دمها،،لم ترى الا الممرضة تحمل كيس الدم المليء بخاصتها..وقفت بصعوبة و ذهبت امام قاعة
العمليات تنتظر بفارغ الصبر الى أن تشعر بثقل جسمها على ساقيها اللتان ترفعانها
بصعوبة،،لتفقد وعيها و قد تسطح جسدها على الأرضية الصلبة.
هرعت اليها أمها قلقة و حملها الممرضون على سرير متنقل و أخذوها الى أحد الغرف.
فتحت عينيها أخيرا لتجد نفسها مستلقية على سرير أبيض و قد تبدلت ملابسها الى زرقاء خاصة بالمريضين و على يدها غرست ابرة و أنبوب رقيق يرتبط بكيس من المغذيات الخلوية المعلق بجانب سريرها،،شعرت بألم في رأسها و قلبها لتذكرها له،،دخلت عليها أمها معانقة اياها و الدموع في عينيها تعبر عن قلقها و خوفها،،ابتسمت لها يونا بتزيف محاولة طمئنتها ثم دخلت عليهما ميتسوكي و جفناها حمراوتين من بكائها على ابنها.نهظت يونا بجزئها العلوي قليلا و قد اعتلى ملامح وجهها القلق لتذكرها باكوغو.
"سيدة ميتسوكي!!..كيف حال باكوغو؟"
تنهدت ميتسوكي بقلة حيلة و اجابتها بعد أن أمسكت يدها بلطف
"ابنتي لا داع للقلق لقد انتهت العملية منذ ساعات،،انه بخير الآن لكنه-.."
_"ماذا ماذا به؟..أجيبيني!!"
_"انه لازال لم يستفق و الطبيب قال أن حالته مجهولة و لا يعلم متى يستيقظ"
نزلت الدموع من عينيها و رجعت لسريرها لتستلقي و تغطي نفسها بالغطاء و هي تحاول كبح نفسها من البكاء.
--------------------
مر أسبوع و خرجت يونا من المستشفى و لكن باكوغو لم يستفق و قد تهشم قلبها مع كل ثانية بدونه..
كل يوم كانت تحاول أن تنسى و تخفف عن نفسها لكن لا،،لا تستطيع و هي نفسها قد اعترفت أنه أصعب شيء يمكن أن تقوم به.انه أصعب حتى من مسائل الرياضيات..
⁦༎ຶ⁠‿⁠༎ຶ
كانت في الوكالة بعد أن قررت أخيرا العودة لعملها لمحاولة اشغال نفسها عن تذكره و قد انقلبت الوكالة الى فوضى حيث أن الجميع قد أصبحوا يتصرفون على هواهم بعد غياب مالكها.و في منتصف عملها عندما كانت تعقيم جرح أحد المصابين أتاها اتصال من المستشفى،،من دون تفكير قفزت عليه لتجيب؛
"مرحبا!.. هل معي الآنسة يونا؟"
"ن،،نعم هذه أنا،،هل حدث شيء لباكوغو؟"
"في..في الحقيقة لقد لاحظنا اليوم تحرك أطراف السيد باكوغو قليلا وهذا لم يحدث أبدا من دخوله في غيبوبة،،مايعني أنه يمكن أن يستفيق لذلك قررت تبشيرك بالموضوع"
أغلقت الخط ومن غير أن تشعر بنفسها صرخت بقوة و قد ارتسمت على وجنتيها ابتسامة من الأذن للأذن و ذهبت الى المصاب مباشرة ممسكة يديه و تقفز من الفرحة و هو ينظر لها بصدمة غير مصدق أنها نفس تلك المرأة الرصينة الهادئة التي لا تتكلم كثيرا تتصرف والأطفال الآن.
خرجت من مكتبها بعد اكمال علاج المريض و أخذت معطفها و جرت بسرعة الى المستشفى في تاكسي.
نزلت و دفعت له ثم اندفعت للداخل و ذهبت مباشرة لغرفته لكن الممرضة أوقفتها؛
"سيدتي غير مسموح لك الدخول الآن ان الطبيب يفحصه الآن"
"رجاءا دعيني أدخل انني لن أقوم سوى برؤيته"
"لا سيدتي الطبيب لا يسمح_"
قاطعها الطبيب من الخلف وقد تقدم منهما مبتسما؛
"دعيها تدخل لقد أكملت الفحص الآن!"
اندفعت الى الغرفة و جلست على الكرسي المقابل لسريره ممسكة يديها المليئة بالإبر و الضمادات و هي تمسح عليها بلطف و تنظر لوجهه الجميل الشاحب و عينيه اللتان قد اشتاقت للونهما النادر،،آهٍ لو تتمكن من رؤيتهما يفتتحان الآن.
بقيت تتأمل وجهه النائم .ذهبت لتبريد فوطة عند ارتفاع حرارته قليلا و هي تغني تهويدتها المفضلة ليقاطعها صوت أحد ما؛
"لقد كانت أغنيتي المفضلة في طفولتي أيضا"
التفتت بسرعة و سقط الكوب من يدها عندما رأته قد فتح عيناه الذابلتين و رفع جزئه العلوي قليلا ليتمكن من رؤيتها.
ارتمت في حضنه و هي تجهش من البكاء و هو يربت على شعرها بلطف.
"لن تعلم أبدا كم قلقت عليك،،لقد شعرت للحظة بأن حياتي تدمرت بين عشية و ضحاها،،لم أتخيل أبدا أن يكون ألم الفقدان مؤلما جدا هكذا،،كل لحظة مرت بدونك الا و هي كالجحيم،،كل دقيقة و أنا أحاول أن أصنع سيناريوهات خيالية و أقنع نفسي أنك لن تموت و ستعود،،اللعنة عليك باكوغو لو لم تعاندني و ذهبت معي لما حدثت هذه الفاجعة"
ابتسم لها بصعوبة بسبب الضمادات المحاطة على رأسه و نصف وجهه و أجابها بهدوء و قد شعر بالندم
"حسنا،،أعلم أنني قد جعلتك تعانين بسببي لكن يونا صدقيني أنا هو المسؤول على سلامة الجميع،،اذا لماذا أتصنع بأسم بطل و أنا أهرب الى منزل أمي كي لا أصاب و لأنني اشتقت لها،،هاا؟..آسف جدا أعدك أنني سأحاول الانتباه لنفسي المرة القادمة"
أومأت له و أعادت رأسها على صدره تتنفس رائحته المليئة بروائح الأدوية الكيميائية.

~~~~~~
مرت أيام و خرج باكوغو من المستشفى بعد شفائه الجزئي و قد توعدت يونا بالاعتناء به في منزلها..
كان جالسا ككل يوم على السرير لا يتحرك منه الا للضرورة بسبب يونا التي ألزمته على ذلك،،كان يمضي وقته على هاتفه أو قرائة الجرائد و مشاهدة التلفاز و في كل وجبة تقدم له الفطور و تجلس بجانبه تحدثه أحيانا عن العمل أو عن طفولتها مع أبيها..

يتبع
____________________________________________________________
سوري على التأخير بس ان شاء الله يعجبكم الفصل لأنو ماخليتو حزين كتير يعني فيه أحداث حلوة..أعطوني رأيكم في الأحداث.
و لا تنسوا تحطوا نجمة و تصوتولي و شكرا💖💋❤️

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن