•من دون تفكير، هرعت يونا إلى غرفتها بسرعة لتلتقط معطفها وتلبسه، ثم خرجت تجري نحو الباب، قلبها يضرب بعنف في صدرها وكأنها تهرب من ألم لا يمكن تحمله. كانت تود فقط أن تذهب فورًا إلى المستشفى، لترى باكوغو وتطمئن عليه، لكن أمها أوقفتها بدموع في عينيها، محاولة تهدئتها.
"يونا، لا تذهبي هكذا، سنذهب معك أيضًا. أنا وميتسوكي سنجمع ملابسك، انتظري قليلاً"، قالت شيلي بصوت مليء بالقلق، لكنها لم تستطع أن تواسي ابنتها في تلك اللحظة.
وقفت يونا، عيناها مليئة بالدموع والحيرة، وقد أصبحت مشوشة تمامًا، وكأنها فقدت قدرتها على التفكير. قدمها بدأت تهتز ويديها تتحركان بشكل عشوائي، وكأنها لا تعرف إلى أين تذهب أو ماذا تفعل. كانت محاصرة في رأسها بأفكار مظلمة ووساوس مرعبة، تحاول أن تبعدها، لكنها تفشل.
كانت تتمنى في تلك اللحظة لو أنها كانت مجرد حلم، لو أن ما تشعر به ليس سوى كابوس، ولو أنها كانت قادرة على العودة إلى عالم الهدوء الذي كانت فيه قبل اللحظة التي تلقت فيها تلك الأخبار الصادمة. لكنها لم تستطع أن تهرب من الواقع.
أصابتها تلك الذكريات، الشعور بالذنب، وكانت تأخذ جزءًا من قلبها. كانت تفكر في أن عدم إصرارها على إحضار باكوغو معها قد يكون هو السبب في هذه الحادثة. كانت تتمنى لو أنها لم تتركه، ولو أنها فعلت ما في وسعها لحمايته من الخطر. لكن لا فائدة من التفكير في الماضي الآن، فقد حدث ما حدث، وكل ما يمكنها فعله هو أن تذهب إليه، تطمئن عليه، وتكون إلى جانبه في محنته.
كان قلبها ينبض بسرعة، تكاد تشعر بألمها في كل جزء من جسدها، لكن لم يكن هناك شيء آخر سوى قلقها المتزايد على باكوغو. عيناها تراقبان كل حركة في المستشفى، تلاحق الممرضات اللاتي يدخلن وتخرجن من قاعة العمليات، وتستطيع أن ترى من تعابير وجوههن أن الأمر ليس سهلاً.
كانت ميتسوكي وشيلي جالستين إلى جانبها، يحاولان التخفيف عنها، لكن كل كلمة لم تكن كافية لتقليل رعبها. كانت فكرتها الوحيدة هي أن ترى باكوغو وتطمئن عليه، لكن الباب الكبير الذي يفصلها عن قاعة العمليات كان يبدو كعائق لا يمكن تجاوزه. كانت يونا تجلس على الكرسي، أظافرها قد بدأت تتناثر على الأرض من كثرة القضم، وفي تلك اللحظة لم يكن هناك شيء سوى الألم الذي يعصر قلبها.
مرت دقائق وساعات وكأنها دهر، كانت تشعر أن الوقت يتوقف. تنهدت في كل مرة كانت ترى ممرضة تدخل حاملة الأدوات أو الدماء، كان شعور الذنب يطاردها، ويزداد توترها. كل شيء كان يُشعرها بأن شيئًا ما سيحدث، لكنها كانت تنتظر، تترقب حتى لو كان مجرد لحظة صغيرة من الطمأنينة.
كانت عيونها متشبثة بكل ممرضة تخرج من الغرفة، وكان فمها جافًا وهي تقاوم الحزن الذي كان يكاد يلتهمها. حتى مع محاولة ميتسوكي وشيلي التخفيف عنها، لم يكن بمقدورها الهروب من تلك الكآبة التي تسكن داخلها، من التفكير في باكوغو وحالته، وعن ماذا إذا كان سيعود إليها كما كان، أم أن تلك اللحظة كانت بداية لشيء لا تستطيع تحمله.

أنت تقرأ
أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course
Любовные романыتتبع الرواية قصة يونا كيساكي، فتاة نشأت في ظل التنمر والآلام النفسية، مما جعلها تصبح خجولة، منزوعة الثقة في نفسها، وغير قادرة على تخطي ماضيها المظلم. لكنها تجد ملاذًا جديدًا في أكاديمية الأبطال، حيث تلتقي بحب طفولتها باكوغو كاتسوكي. وعلى الرغم من خل...