الفصل الثاني

127 17 5
                                    

"هناك لحظات تصوغ مصيرنا، ولحظات نعيد فيها صياغة أنفسنا."

                 _____________________

-اهلا بك فى كوريا يا سيد جيون

-كريس يا بني أخبرتك مئة مره الا تناديني ب سيدي أنسيت أنك تربيت فى بيتي ومع أحفادى

اجابه كريس بنبره مهذبة : حسنا يا سيد جيو أاقصد يا جدي
ضحك جيون بشده وهو يربت على كتف كريس ثم استقل سيارته.

نطق جيون وهو ينظر عبر مرآة السياره : كيف حالك يا بني
صمت كريس قليلا ليجيبه قائلا : بخير يا جدي
ليتنهد جيون قائلا : أتفتقد مارجريت يا كريس
ضغط كريس بحزن على مقود السيارة وهو ينبس : أنت تعلم يا جدى أنني لم اصادق أحدًا فى حياتي ك مارى ارجو أن تعود مرة أخرى .
بلع جيون ما فى حلقه ليقول :حفيدتي محظوظه بوجود صديق مثلك ينتظر رجوعها هكذا
ابتسم كريس ل جيون عبر مرآة السيارة ليعاود نظره للطريق وهو يبتسم بسخرية على كلام هذا الرجل .

فى مكان آخر

خرج الطبيب وهو ينظر للاسفل بآسى وهو يقول بنبرة غاضبه :من فعل بها هذا سوف يتعرض للمسألة القانونيه
نظر اليه كل من ادوارد ودانييل بعدم فهم ليكمل الطبيب موضحًا كلامه : هذه الانسه التى بالداخل جسدها ممتلئ بالندوب لقد عالجت بعضًا من هذه الندوب أما الباقي فلن يداويه شيئ وانصحك أن تأتوا بطبيب نفسي لها فهى فى حالة لا تسر وكلما اقترب منها ترتعد خوفا مني
تسمر ادوارد فى مكانه فما سمعه من الطبيب كفيل بأن يجعل أطرافه تتجمد وبعد مده وجيزه فاق فيها ادوارد من أثر الصدمه التى حلت عليه ليردف بغضب ممزوج ببعض اثار الصدمه : ماذا تقول واللعنة
ليجيبه الطبيب ب توتر خشية من تصرفات ادوارد العصبية هذه : صدقني يا سيدي هذا الجسد الذي بالداخل لن يداويه اى شيئ حتى الوجهه مشوه من كثرة ندوبه وأسف لك فهذه الفتاة ستظل طوال عمرها تتعايش مع هذه الندوب

تمالك ادوارد نفسه ونظر الى دانييل مخبرا اياه أن يذهب سريعا ويحضر افضل طبيب بأسكتلندا
أنصت دانييل لما يطلبه ادوارد وفور أن انتهى مما يقوله اسرع دانييل لخارج الفندق ومعه الطبيب

أما عن ادوارد فى ظل هذا الهدوء المحيط به إلا أن هنالك الكثير من الضجيج بداخله وصار بأتجاه الغرفه ليمسك مقبض الباب بتردد
لانه رغم اشتياقه الشديد لها إلا أنه خائف فهو لا يريد أن يراها بهذا الشكل وهذا الضعف ولكنه استجمع شجاعته وفتح الباب بخفوت ليدخل تاركًا الباب خلفه مفتوحا، تجول عيناه بحثًا عنها فى الإرجاء ليجدها تجلس بزاوية الغرفه بجسدها الضئيل ضامه قدميها إلى صدرها واضعه رأسها على ساعديها
وبعد مده ليست بالكثيره وادوارد ينظر إليها بألم وهو يقول بداخله لماذا؟
رفعت مارى رأسها بهدوء لتنظر فيما حولها حتى لمحت ادوارد بغير وضوح لتقف من مكانها بألم بسبب الجروح التى تملأ حافة قدميها حتى وضحت لها الرؤيه لتسأله بصوت مبحوح : من انت وما الذى أتى بي الى هنا

كان ينظر إليها بشرود لقد افتقد صوتها وروحها الصغيرة و قبل أن تتعثر اسرع ليمسكها ليخبرها بدمعه قد فرت من عينه : انا ادوارد
قال هذا ليأخذها فى أحضانه وأخذت الدموع مجراها وأما عنها فصدمتها كانت كفيله بجعلها تسقط على ركبتيها جلس الآخر أمامها لتسأله مجددا هل يقول الصدق ام يكذب عليها ليؤكد عليها أنه بالفعل ادوارد
لترتمي بحضنه هذه المره متمسكه به كطفله خائفه من فقدان ابيها
ليشعر ادوارد بوغزه فى قلبه من حالتها هذه وهى تصدر الشهقات
لتسيل دموعه هو الآخر وظل الاثنان هكذا لفترة طويلة حتى وصل دانييل وبيده الطبيب والأخرى لا تزال متمسكه به وهو يهدئها
واخبرها أنه من هذه اللحظه سيكون مأمنها وشيئا تلجأ إليه حتى من نفسها
وقد أقنعها أن تجلس قليلا مع هذا الطبيب
وفور أن وافقت دخل شاب طويل القامه ذا بشره حنطيه وشعر كثيف مرتديًا نظاره لم تزيده الا وسامه
قام الطبيب بألقاء التحيه على ادوارد ومارى
لينبس الطبيب بابتسامه بشوشه : اهلا بحضراتكم ادعي الطبيب نوح
ليظهر على وجهه ادوارد ملامح الاستغراب فأسمه وشكله لا يمت لاهل اسكتلندا بصله
ليسأل بفضول شديد : عذرا ايها الطبيب هل انت اسكتلندي

ضحك الطبيب بخفوت فكان واثقًا أنه سيسأله هذا السؤال : نعم يا سيدى ولكننى من أصول عربية مصريه انتقلت مع عائلتى الى هنا وانا فى الرابعه من عمرى

اومأ له ادوارد بتفهم ليجلس نوح وعلى وجهه ابتسامه جميله ليقول بلطف : إذن كيف حالك ايتها الحسناء

ظل يسألها نوح عن اسمها وحالها وهى لا تجيبه فقط تنظر أمامها بشرود وقد يأس نوح منها لينهض من مكانه وقبل ان يدلف إلى الخارج استوقفه صوتها المتلعثم وهى تقول : انا مارى لا اقصد انا جيون مارجريت

تسمر نوح فى مكانه فور أن سمع هذا الاسم وظن أنه قد سمع هذا الاسم من قبل
ولكنه أوهم نفسه أن هنالك الكثير من الأسماء المتشابهه

نظر نوح إلى جسدها المشوهه ليؤلمه قلبه على حالتها هذه ليقول: مارى ايمكنك أن تأخذيني ك صديق لكِ وتخبريني من فعل بكِ هذا
قال وهو يشير على ندوبها
وفى هذه اللحظه نظرت مارى أمامها وقد استرجعت كل ما صار معها لتصرخ بفزع والشهقات والبكاء ملأت الغرفه وقام حينها نوح بحقنها بمهدأ 
تنهد ادوارد لينظر إليها بألم قبل أن يخرج بصحبة نوح وتركوها مع نفسها وذكرياتها المؤلمه

-اذن ماذا ستفعل فهى كما ترى لا تريد أن تتحدث
كان هذا ادوارد
ليجيبه نوح بثقه : لا تقلق عاجلا ام اجلا سأجعلها تتحدث سيدى لا تحمل همًا فمعك اشهر طبيب فى اسكتلندا

وضع ادوارد يده على خصره رافعًا حاجبه الأيمن ناظرًا بأستغراب لمدى الغرور عند هذا الطبيب
ليضحك نوح عند لمحه لتعبيرات وجهه ادوارد المضحكه

على هذه المائده الضخمه

تدخل هذه الفتاه من باب القصر وهى تجرى لأحضان جدها

-جدى اين كنت طوال هذه المده

ليردف جيون بشبح ابتسامه ظاهرًا على وجهه :حفيدتى الجميله اعتذر لأنشغالي عنكِ فكان لدى بعض الأعمال

لينهض شخص آخر كان جالسًا بنفور على هذه المائده ليغضب دالفًا لخارج القصر فور سماعه لكلام جده اتجاه هذه الفتاه

شعرت ايريكا ببعض الحزن لمعاملة توماس اتجاهها فهى تحبه بشده

تجلس ايريكا بجانب جدها تحت نظرات يونج شقيقة توماس اتجاهها والتى يتبين منها حمل الكثير من الضغينه بأتجاه ايريكا

يتبع

ذكريات مؤلمه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن