(سيئة ...سيئة جداً )
كنت في الثانوية أدخن السجائر في الحمام بدل الذهاب للدرس ، لإنني دائماً كنت أعتقد أن شرب السجائر بدل الحصة هو للرائعات فقط ، أما الإنصات لدرس سخيف فهو للفتيات المملات
أنا لست مملة ، أنا لا أدخن السجائر في الحمام فقط ، أنا أجرب كل الأشياء الجديدة التي تصقلني ، المخدرات في المدرسة ، النوم مع الشبان من صفي ، النوم مع أحباء زميلاتي وحتى النوم مع بعض أساتذتي
" اللعنة على كل شيئ "
هذا كان شعاري ، ولم أكن أبالي لشيئ ،ولم أكن أبالي للعواقب ، لأنني لو أكترثت ،لن أعود رائعة
و إن حاول أحدهم الوشاية بي ، كنت فقط أستغله بالأسرار التي كنت أسمعها بينما أنا في الحمام أو أسفل الدرج أو خلف الجدار
جاءت إلي فتاة مرة وقالت لي : سأخبر الأساتذة أنك تدخنين في المدرسة
لأقترب منها للدرجة التي تجعل فتاة ساذجة مثلها تسقط نظاراتها وهددتها : فقط افعلي ذلك...و سأخبر المدير ،أن حبيبك العزيز ،قفز لغرفته الخاصة كي يزور علاماتك المتواضعة آيتها الفأرة
لتتراجع للخلف بأعين مصدومة واحصل أنا على انتصار زائف مشوه يجعلني استمر في كوني الفتاة التي أنا عليها
الفتاة الجامحة الوقحة التي تغار منها الفتيات ويرغب بها جميع الشبان
لم أكن أبالي لأي شيئ على الإطلاق ،ولم يهمني أي أحد ، أردت فقط فعل ما أريد ،دون حواجز دون تفكير ،لأنهم قالوا لي أن الحياة قصيرة وعلي الاستمتاع بها
تم طردي من المدرسةبعدها بسبب سلوكي السيئ مرات عدة
لم يهمني الأمر كثيراً ، حتى عائلتي لم تعد تحاول معي ، ضجروا من عنادي الدائم والشجار المستمر
ظننت حينها أني أعيش حريتي ، أشتريت لنفسي المشروبات بواسطة هوية مزورة ، اذهب للاحتفال طوال المساء وأنام طوال النهار
إلى أن اكتفت أمي مني وهددتني أن علي إيجاد عمل
في الثامنة عشرة ،بدا لي أنه علي الاهتمام بتأمين قوت يومي فعملت كنادلة براتب بائس
وكي يزداد الوضع عشر درجات نحو الأسوأ ، اكتشفت أنني حامل
والمشتبه به الأكبر هو شاب قابلته قبل أسبوعين في محطة البنزين
ثم تم طردي من العمل ،لأن المدير لا يريد نادلة ببطن كبيرة تتجول لتعطي الزبائن طعامهم
اللعنة عليه ،وعلى حملي ...سأجد عملاً آخر
انتقلت بعدها من عمل تافه لعمل آخر ، ولأنني لا أبالي بشيئ كان علي ألا أبالي بحقيقة أني أتعذب بمفردي في هذا الجحيم