جذور نحو الماضي

7 0 0
                                    

هذه حكاية كارلوس وآنّا

على لسان كارلوس :

لا أدري إن كان يجدرُ بي أن أكون خائباً حزيناً أم أتجاوز الأمر ببساطة ! ،في النهاية ..عندما تتالى الأمور السيئة ،يتوقف المرأ عن التذمر والنواح ويبدأ بالتقبل

أمشي على الشاطئ وأنا أدخن سيجارتي بعد أن أوصلت حبيبتي التي لن أعاود رؤيتها للمطار ،وهذه ليست أول مرة أودع فيها شخصاً أحبه ، وبينما يتجدد أمل اللقاء مرة أخرى ، انظر عبر الموج الممتد حتى قدماي وأقول : هناك الكثير من السمك في البحر

وأنا أحبها جميعاً ، بجميع أشكالها وألوانها ، وأنا ألمح الآن حورية جميلة تقف خارجه ،بسيقان جميلة تستحق التأمل ، لكن من غير اللباقة أن أتجاوز فترة حدادي بهذه السرعة ،على الأقل هذا الأسبوع فقط ، فرغم عشقي للعلاقات المتجددة إلا أنني أحببت نيكول فعلاً ،وتجاوزها سيأخذ وقتاً

لذلك أنا أطفئ السيجارة وأطفئ كل قابس مشتعل في قلبي ،وأعود لمنزلي ، لأسمع بعض الموسيقا وأدع أفكاري تتمشى داخل عقلي  ثم أنام ، وقبل أن أغادر ، أتمنى فقط أن أعاود رؤية هذه الجميلة الحزينة مرة أخرى

في الواقع...طوال طريق عودتي فكرت لمَ تبدو حزينة بهذا الشكل ؟ وهناك ألف احتمال لذلك فالنساء كائنات عاطفية وكل شيئ يترجم عندهن في القلب قبل العقل

يومٌ جديد يأتي ،وأي يوم جديد بالنسبة لي هو فرصة جديدة وبداية جديدة ،ووجدت نفسي في متتصف الأسبوع قد اغتسلت من كدري وحزني على نيكول للحد الذي يعيدني لحياتي الطبيعية بأقل خسائر
هذه المرة ..انتهى الوداع بعلبتي سجائر فقط وزجاجة مشروب واحد ، وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم بالنسبة لي

وكعادتي القديمة أعود للمشي على الشاطئ لعلي أرافق بعض الجميلات ،وإن كنت محظوظاً بما يكفي قد أرى ذلك الملاك الحزين مجدداً

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ ،فلا الحورية الجميلة هنا ولا حسناوات اليوم على الشاطئ

فعدت أدراجي وشبكة قلبي فارغة ،لم يعلق بها سوى ملح البحر

لكنني أراها ، أراها الآن ، تقف قبالة متجر للملابس ،بذات القدرة على التحديق المستمر ، بذات الهالة الملائكية الصامتة

وكيف لي أن أستغل لحظة عبور بسيطة في الشارع إلى فرصة ؟

فهذه الحورية لا تنتمي لأحد ،وأنا أود رؤيتها داخل شبكتي حالاً

وقبل أن أرمي أي نوع من الطعوم ، ابتسمت لي ،وأكملت طريقها

وعلمت حينها أن مالم يحدث اليوم ،سيأتي غداً حتماً ، فهذه الابتسامة الخجولة قد مهدت لي الطريق

وحدثت المعجزة ، وتعرفت عليها في اليوم التالي ، عندما كانت تقف مجدداً قبالة المتجر

فسألتها عن مواعيد عمله ،لإنه كان مغلقاً ، ومن ذلك السؤال ،صنعت حديثاً ، ومن الحديث صنعت موعداً

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن