الجزء الثاني : كوابيس

307 14 0
                                    

التفت مينقيو إليه و نظر إليه باستغراب متسائلا : " لا اتركك ؟؟....مالذي تقصده ؟؟ " نظر إليه الباكي و نطق بتقطع : " ا..انا..ليس لدي مكان ا..اذهب إليه..انا خائف ارجوك" فكر مينقيو قليلا ثم قال :" بالمناسبة ، ما اسمك ؟؟" فأجابه الصغير قائلا :" انا ادعى ونوو " همهم مينقيو ثم قال ببرود : "حسنا تعال معي ، لكن ليس هنالك تراجع ، لا تندم فيما بعد" اومأ ونوو برأسه ثم تبعه نحو الخارج .

قاد السائق السيارة إلى المنزل و قد كان الصمت سيد المكان حيث لا يسمع في السيارة سوى صوت شهقات بكاء الصغير الذي كان سيعتدي عليه منذ قليل.

دخلو المنزل و صعد الكبير للطابق العلوي للاستحمام ، بينما كان ونوو ينضر للمكان بدهشة فهو لم يرى منزلا بهذا الكبر و الفخامة من قبل .

بعد عدة دقائق نزل مينقيو و في يده ملابس أحضرها للصغير أما الآخر فكان هائما في وسامته ، فعندما التقوا كان وجهه مخفي تحت القناع و قد رأى و جهه للتو فقط
"هايي !! انا اناديك منذ ساعة .. هل انت أصم ؟؟ "
  وعي ونوو على نفسه و قال " ا..انا..اس.اسف"
رمى له الملابس قائلا :" خذ هذه و اذهب للاستحمام"
"شكراً لك" 
أخذ الملابس و صعد يجري إلى الطابق العلوي ، فقال مينقيو في نفسه بينما يبتسم ساخراً : "ياله من غبي هو حتى لم يسألني على مكان الحمام"

انتهى ونوو من الاستحمام و قد بدر منظره مضحكا في الملابس الكبيرة بسبب فرق الطول و الجسد بينهما و كان يستعد للنوم بعد أن دله مينقيو على غرفته .

كان الصغير نائما بهدوء كالملائكة ، لكنه فجأة بدأ يتعرق و يهلوس...إنه كابوس كالعادة ، ذلك الكابوس الذي لم يفارقه منذ تلك الحادثة...
Flashback:

في ليلة ممطرة ، كان الرعد فيها يبعث الرعب في نفس المستمع إليه ، كان ذلك الصغير البالغ من عمره تسع سنوات يشاهد التلفاز بكل مرح
" ونوو ، حبيبي سأذهب إلى بيت العمة مينا لإحضار بعض الفطائر ، انتبه لنفسك بني "  صرخت جدته ، اومأ لها الطفل فخرجت .

بعد حوالي عشر دقائق طرق الباب ، فهرع ونوو لفتحه ضنا منه أنها جدته عادت بالفطائر ، إلا أنه خاب أمله حين وجده مالك الشقة فقال : "مرحبا سيدي "  فرد الرجل السلام ثم حمله و دخل به إلى المنزل ناسيا اغلاق الباب بسبب أفكاره و مخططاته القذرة .

خدع الرجل الطفل هلى إنه باقي للحديث مع جدته ، ثم بدأ يلتمس الصغير بقذارة ... ابتعد عنه ونوو باستغراب غير مستوعب لما يحدث ، فإنقض عنه الرجل كالحيوان و اخذ يقبله و يلتمسه في كل مكان من جسده و كان الطفل يصرخ و غارقا في دموعه ....
و لحسن الحظ أن الجدة سمعته لأن الباب مفتوح و استطاعت إنقاذه من بين يدين ذلك الكلب و اعتقلته الشرطة
End flashback

منذ تلك الليلة و ذلك المسكين يعاني من الكوابيس ، و يزيد الطين بلة حين تكون الليلة ممطرة مصحوبة بالرعود ....استيقظ ونوو فزعا يتنفس بقوة بعد رؤيته لهذا الكابوس المخيف و ازداد ذعره حين سمع صوت الرعد ، فوضع يديه مغلقا اذنيه ، ثم نهض مسرعا إلى غرفة مينقيو ،التي عرفها حين رآه داخلا إياها منذ ساعات........و فتح الباب بقوة......

نور الضلام- بين الضلام و الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن