هكذا هي الحياة ، لا البدايات التي نتوقعها و لا النهايات التي نريدها ، الحياة تحب من يحبها ، في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك ، لكن الحياة تختبرك ثم تعلمك الدرس .
~ احتفظ دائما بابتسامة جذابة على وجهك ~
نافذة مفتوحة ، و فتاة تقف أمامها ، تغمض عيناها بقوة ، و تعض على شفتيها بعنف ، الهواء يحرك خصلات شعرها بخفة ، لا تود البكاء ، لا تود ذرف دموعها ، كانت تعاني ببعض الآلام ، آلام لا تحتمل .
أخفضت رأسها و ألقت بدموعها على الأرض ، لا تود أن تبلل وجنتاها ، عضت على أسنانها ، عليها التحكم ب دموعها أولا ، ثم ستتكفل ب آلامها و وجعها ، ليست بتلك الضعف ، بل لم تعرف الضعف يوما .
خلقت لتكون قوية .
بدأت بأخذ أنفاس سريعة ، حاولت تذكر اللحظات السعيدة برفقة عائلتها ، كما بحثت عن شيئ ليلفت انتباهها لتنسى ألمها القاتل .
طرقات خفيفة على الباب يليها دخول شخص ما ، ثم بهمس خافت جدا حدثتها .....
- رويا ، أنت هنا ؟؟ تعالي لتناول العشاء !
أومأت برأسها ممسكة جانب قلبها بألم مستبد ، لا تود إقلاقهم ، هذا ما كان ينقصها !
خطوات تقترب منها ، فعلمت أنها أختها ، سريعا قامت بمسح الدموع و تدربت على إبتسامة صادقة تضلل بها قلق أختها .
- أنتِ بخير رويا ؟!
- ب .... بخير ... أنا ....
حاولت إخراج بعض الألفاظ لتطمئن أختها ، لكن لا شيء خرج من حلقها الجاف .
اقتربت منها الأخرى ، و أجلستها على كرسي بجانب باب الشرفة ، ثم ربتت بلطف على مقدمة رأسها ، تخبرها أنها معها ، و أن الألم سيمضي .
أخذت يد الأخرى و داعبتهم برفق ، و ناظرت أختها بحزن ، هي تعاني كل يوم ، من هذا الألم ، هي مريضة ، مريضة منذ ولادتها ، عانت تلك الطفلة الصغيرة و هذه الآنسة البالغة كثيرا .
ثم و بعد ساعتين من الألم و التحمل ....
أخيرا ، غادرها الألم ، ليحل محله السكون و الراحة ، فرفعت رأسها نحو أختها بابتسامةٍ لا تدل أبدا أنها كانت تتألم قبل قليل ، و تصارع من أجل نفس واحد ، فابتسمت الأخرى لها و ساعدتها على النهوض ، ثم غادرا الغرفة برفقة بعضهما البعض .
غادر ساعات " الألم " و حل محله " الأمل " .
في تلك الغرفة الواسعة ، تجمعت العائلة الصغيرة ، احتضنت الفتاتان والداهما بحب ، ثم جلستا على تلك المائدة الصغيرة ، اطمأنت الأم على طفلتها المريضة ، فقابلتها إبتسامتها التي تعيد لها الحياة ، هي محظوظة جدا بطفلتيها .
فالمنازل لا يسندها الحيطان الشامخة ، و لا الأعمدة الشاهقة ، بل يسندها ضحكات العائلة ، ضحكات الأطفال ، سعادة الوالدين، رائحة الطعام الشهية ، المنازل تسند بروح العائلة دائما و أبدا .
أنت تقرأ
VILLAIN || الشرير
Romanceفِي كُل قِصَّة حُب يُوجَد ، بَطَل ، بَطَلة ، شَرِير ، لكِن قصَّة الحُب هَذِه هِي ~ قِـصَّــة حُـــب الشِّـريــر ~ فَـتـَاةٌ لـدَيْـهـا مـَرضٌ بِـقـلْـبِـهـا تُـلاحِـق زعـِيـم مَـاڤـيـا و رجُـل عِـصـابَـة ، و تَـفـتَـح قَـلْـبـهـا المَـريـض لَـه ، ف...