استيقظت من نومي، ثم اتجهت للحمام لأتوضأ لصلاة الضحى، فوجدت شهد في الصالة. تشاهد برنامجًا وتضحك، وحين رأتني اعتدلت في جلستها وقالت: "صباح الفل يا زين"
"صباح النور يا شهد" قلت واتجهت للحمام وبعدما خرجت، وقفت جانبًا أصلي، انتهيت من ركعاتي الأربع وجلست أذكر الله فقالت شهد ببسمة: "هل أعد لك الفطور؟"
"شكرًا ليس لدي شهية للأكل"
"كما تشاء" جعدت ملامحها بضيق، لكن أنا لست جائعًا بالفعل ولا رغبة لي في تناول الطعام!
"عمر وهدير سيأتيان"
"علمت"
وتابعت قراءتي فلم تقاطعني إلا بعد أن أنهيت قراءتي ووضعت المصحف وفتحت الهاتف:
"اشتقت لآسر، أريد طفلًا مثله!"
لم أرد، آسر ابن أختي سمي على اسم أبي رحمه الله، وطفلتها ستسمى مودة، على اسم صغيرتنا التي توفيت، كانت هدير تريد تسميتها خديجة على اسم والدتي لكني رفضت، فأنا من سأسمي ابنتي خديجة بإذن الله! اسمعوا شهد..
"وأريد طفلة مثل هدير، سأسميها خديجة!" قالت ببسمة، ثم تابعت: "أريد أن تكون ملامحها مثل ملامح هدير، لكن ليس صعبًا! فملامحك مثل ملامحها!"
"شهد، لماذا أنت مصرة؟" قلت بضيق فابتسمت وقالت بنظرة بريئة: "أحبك!"
"يا إلهي! أتعبتيني! شهد الفرق بين عمرنا ثمانية أعوام!"
لكنها مصرة!
"فرق السن ليس عائقًا!"
"لن أتزوج من طفلة!"
"أنا لست طفلة! عمري تسعة عشر عامًا!"
"تفكيرك تفكير أطفال، وتصرفاتك تصرفات أطفال، لا حياء ولا كرامة، ولا قبول حتى، وكأني سأتزوج منك بالإرغام!"
قلت بضيق، وظننت أن كلامي الجارح سيجعلها تخجل وتصمت لكنها قالت ببسمة: "سأذكرك بكلامك هذا عندما نتزوج، رفض هدير لعمر في البداية لم يمنع زواجهما وحصولهما على طفل مثل آسر، وأخته التي في الطريق!"
حسبي الله ونعم الوكيل، تركت الصالة التي تحتوي على مكيف واتجهت لغرفة خالتي الحارة! حارة جدًا!!
حسبي الله ونعم الوكيل للمرة الثانية، ما تلك الفتاة!! ثم بأي علاقة تريدني أن أقتدي؟ بعلاقة عمر وهدير المملوءة بالخلافات؟
أتريدون معرفة مواصفات فتاة أحلامي؟ رأيتك يا من قلت لا!
أتعلمون ذلك النوع من الفتيات المثقفات دينيًا ودنيويًا؟ أريدها ملتزمة، تشترك في دورات مثل البناء المنهجي، تكون مثقفة في الحياة وتحب القراءة، وسنشتري مكتبة ونضع فيها كتبنا، أنا أستعير الكتب الآن، فإن اشتريتهم لن أستطيع إكمال الشهر، لكن سأشتريهم معها بإذن الله!
أنت تقرأ
بين ثنايا فؤادي.
Mystère / Thrillerأعلم أن حياة كل البشر ليست وردية، وأنها سميت بالحياة "الدنيا" لأننا لا ننعم فيها بكل شيء نريد، وإنما هي مجرد دار ابتلاء واختبار! وأنا لا أعترض على قضاء الله والعياذ بالله، لكن حملي كان ثقيل، منذ نعومة أظفاري وأنا لم أتم العشر سنوات اضطررت لتحمل المس...