الظرف و الختمين

4.7K 359 163
                                    


بعد عشر أعوام

دخلت الى حانة في تمام الساعة الثانية صباحا، الوقت المثالي لاغتيال رجل، لشرب قدح ونسيان الهموم او لحرق الحانة اذا رفض مالك الحانة سداد الضريبة.

"اين مالكك؟" سألت الساقي الذي كان يرفع كؤوسا من الطاولة و ينظفها ليؤشر لي باتجاه سلم خشبي يؤدي الى مكتب المالك بما انه لا يمتلك لسانا ليتكلم ضريبة مواجهته للمالك.

ركبت الدرج اصعد، هذه الحانة كئيبة لحد تذكرني بكآبة شعري الابيض و خصلاتي الباهتة، الخصلات التي اربطها و اخبئها تحت قلنسوة قميصي في مهمات كهذه، اضافة الى وشاح اخفي فيه وجهي كاشفة عن عيناي فقط.

دقيت الباب من باب الادب واللباقة لأن امي تقول استأذني قبل الدخول.

انتظرت ثانية، اثنان وثلاثة والوقت ضيق فركلت الباب، لأن ابي يقول لا تستأذني الدخول الى مكان يتطلب فيه حضورك.

"هاي ماذا تفعل! اغرب من هنا!" قفز مالك الحانة من مكانه

اذا سمع دقات الباب و هو ليس ثمل، وأيضا يعرف موعد سداد الضريبة، تجاهل ذلك. احمق! لماذا الحمقى لا يتعلمون الدرس في المرة الاولى! حتى انا تعبت من تكرار ركل مؤخراتهم!

"الضريبة ايها المالك" وضعت يدي خلف ظهري و دفعت جسدي اغلق الباب خلفي استند عليه "انت تعرف الرقم"

"لا اعرف عما تتحدث يا صبي! اغرب من هنا قبل ان احرقك"

اه، كم انا متعبة من هذه الاشكال القبيحة! نزعت القلنسوة بتنهيدة "الضريبة"

نهض مالك الحانة من مكانه حينها، اتسعت عيناه و الصدمة ظهرت على وجهه، هم لا يخافون من الحرق قدر خوفهم من شعري الابيض. و ها قد يسرع في حمل الصليب و تصويبه نحوي يصرخ و يتعرق بشكل ملحوظ

"اخرجي من هنا ايتها الشيطانة! باسم الرب أرسلكِ الى الجحيم!"

قلبت عيناي و تحركت خطوة فرمى الصليب في وجهي "اغربي من هنا اغربي و دعيني وشأني ايتها الشيطانة الملعونة"

"لا تصرخ يا صاح! اذناي حساسة"

"ساعدوني ساعدوني! هل من احد هنا! في الخارج! ساعدوني!" هو يصرخ و احبال صوتي تؤلمني

"يوجد الكثير في الخارج، سكارى. اي ليسوا متاحين لمساعدتك. والآن هيا، ادفع لي، انا منشغلة يا صاح هيا لا تتعبني، فأنا لم انم جيدا منذ الامس، كنت اراقب حركة السحب و..." قاطعني برمي كل ما اتى في يده،

اه احمق.. سحبت سكينا من ربطة الجلد الملتفة حول رسغي و رميته بإتجاه يده وهكذا فقط، خرجت صرخة من فمه و توقفت الاشياء عن الاقتراب من وجهي. وجهي الجميل، هناك من يتجرأ بخدش وجهي؟ غير مقبول.

لعنة الضباب و التنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن