القرار النهائي

4.7K 327 196
                                    

"باسم مملكة التنين العظيمة، باسم الملكة ميلانثا، فلتكن نهاية ليلتنا مباركة وغنية بالتاريخ" قالت الجنرال بنبرة واحدة فوقفنا جميعنا على قدمينا و بصوت واحد رددنا ما تعلمناه في صغرنا قبل اسم أبي و أمي و قبل إسمنا

"من أجل المملكة العظيمة، مملكة التنين، ندافع، نقاتل، نموت، هل تأمرنا الملكة بذلك"

صدى أصواتنا قبلت مسامعنا، من الجنون أن أسمع هذه الكلمات بصوت واحد مع مجموعة كبيرة من التنانين. هذه الكلمات و هذه الترنيمة كنت اقولها مع عائلتي فقط. الليلة، يبتسم قلبي و عيناي و مسامعي التي نزفت لسماع هذه الترنيمة في العاصمة، الليلة حققت أحد المهام في لائحتي الطويلة.

"تفضلو بالجلوس يا مستقبل مملكتنا العظيمة. أنا الجنرال سلاتر" هناك في عينا الجنرال لمس الفخر والغرور فيها، شعرت بذلك وهي تنظر الينا، اجل نحن مستقبل المملكة، الحماس يأكل اطرافي، انا مستعدة لأن أكون في لائحة الشرف، لائحة شرف الجنود الذين أعطوا للمملكة الكثير ولم يطلبو الا وسام الشرف في المقابل.

اما انا اريد حياة افضل، حياة هادئة و مليئة بالرخاء لعائلتي.

الجنرال كانت تمسك ببعض الاوراق بيدها، تطوق ذراعيها خلف ظهرها، اثارت فضولي وانا انظر الى الاوراق بيدها، ما هو معروف في مثل هذه الاجتماعات كما ذكرت في الكتب التي قرأتها أنني حرة بإختيار فريقي او ما أفضل انا، ان اكون جندية وحدي. أرسل الى مهمات تتطلب عمل جندي واحد، مثل التجسس أو اغتيال العدو، كما هو عملي.

"نشكر كل من حضر هنا بأمر من الملكة و حضر هنا اليوم و بالنظر الى عددكم، جميعكم لبيتم الدعوة، اريد ان أن أستسيغها كدعوة. فأنتم مستقبل هذه المملكة وأنتم من نحن نقاتل للبقاء أقوى وتوفير الأمن لكم. يجب أن تعرفوا أنني فخورة بكم جدا، كونكم جميعكم لبيتم دعوة الملكة. كلكم الواحد و الثمانين تنينا" ابتسامة الشكر و الامتنان اعتلت على وجهها و على وجهي أيضا، ونسيت أنني يجب أن اضع قناع البرود حتى لا يتم أخذي بالسهاله.

"كما أنتم تعرفون، كل سنة نرسل عشرة فرق إلى مختلف جبهات المملكة وإلى الحدود الضعيفة للمملكة للدفاع عن أراضي المملكة لسلامة مواطنيها. أنا جندية مثلكم، أسعى الى الامن و الامان و توفير كل سبلات الراحة لعائلتي و لشعبنا وللملكة، و ملكتنا تبذل كل الجهد رغم كونها من أعماركم في التقليل من الحروب واستعمال الطرق الدبلوماسية لحل المشاكل وعدم اللجوء الى الحرب، مؤسف أن بعض الممالك الأخرى لا تفهم لغة الهدنة والسلام و تضطر المملكة في إرسال شباننا و شاباتنا الى الجبهة"

هناك الكثير من المآسي على جبين الجنرال التي تفوق عمرها الخمسون، جبينها المخطط و الخطوط حول عينيها كانتا كفيلتين لشرح ما مرت به و ما تمر به.

"لن أكذب عليكم ولن امطر عليكم من الآمال الزائفة، ليسوا جميعهم عادو بسلام من الجبهات، هناك من لم يعد، هناك من لم نستطيع اعادة جثته الى عائلته، هناك من لا يعود في قطعة واحدة" ابتسمت الجنرال بحزن تشد ذراعيها خلف ظهرها "هناك فرسان خسروا تنانينهم و هناك تنانين خسرت فارسهم، و هناك فرسان و تنانين خسرتهم المملكة معا. ليعيشوا بسلام في النور" اضافت الجنرال

لعنة الضباب و التنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن