6 || توأم روحي

16 4 0
                                    

الحُب لِلحبيبةِ الأُولى ... هذا ما قَاله، قَبل أن يهرول إلى الخارج القاعة، قالها بَعد حديثه المتوتِّر والمدهوش، رمقني بِلال بازدراءٍ وذهب خَلف أخيه رَكضًا.

كُنت في حالةً مِن اللِّاوعي حينها، أَسمعُ حديث السيدة زهراء بِجانبي ولا أعيرها أدنى أهتمامًا، كان جسدي معها ولكن عقلي ذهب وراءه مهرولًا، والجملة الوحيدة التي سمعتها من السيدة زهراء كانت عندما حدثتني بِقلقٍ تُربتُ على كتفي :

"هل أنتِ بخير بُنيتي؟ هل تعرفينه؟ بالتأكيد تعرفين أسامة إنه ابن عمك بكل الأحوال، يكون خطيب غنىٰ أيضًا".

وكان حديثها، هو التأكيد، الذي جعلني أذهب بعيدًا إلى اللاشيء وينتهي بي الحال في سيَّارةِ غنىٰ مرةً أخرى، ولكن تلك المرة كضيفةً في منزلهم وليس بِزفاف أَبي.

قبل أنَّ أذهب للسيَّارة رأيتُ أُمي، كنت أُريد الاطمئنان عليها كوَّن بِلال قال إنها كانت تبكي، ولكني لَم أقدر كنت مُجمدَة الأطراف وبارِدةً كَبرود الموت.

رؤيته مِن جديد، جعلت كل الذكريات قبل سجني تعود ليِّ، كل شيء شعرتُ به وقتها، آخر مرَّة التقينا بها، بسمته بوجهي وتَحطُم قلبي، الذي أسمع صوته الآن يتحطم مرةً أُخرى.

اليوم ها أنا أعلم كونه يظنني ميتة، سمعتُ حديثًا من غنىٰ أَنَّه جاء مُنذ سنتينِ فقط، كان بِبريطانيا مُنذ اليوم التالي لِمعرفته خبر موتي -الكاذب- وَأخبرتني أنها تعتقد مجيئه لأرض الوطن كان غصبًا، قالت ليِّ إنها تعتقد أيضًا أنَّ خِطبتها منه غصبًا، وكله مِن فعل العائلةِ.

بدأت أَشكُ أنها عائلةِ إبليس، وليست بِعائلتي.

المُهم، أنا أجلس هُنا على سريري الذي صحابته مِن يومين وثلاث ليال، أَكتبُ فِي مُذكرة هاتفي الجديد وكوني طبيبةً أعلم كم هذا مُفيد، قررتُ مُعالجة نفسي في النهاية.

كنت أُعالج الفتيات في المركز التأديبيِّ النسائيِّ مِن قبل، لم يكُن يقتنعنَّ كوني طبيبة نفسية، بل قالوا ليِّ إن الطب هو الطب، وذات مرة جعلوني أُخيط يد أحدهن التي كانت في شجار كبير مع أخرى خرجت منه بِبعض الكدمات.

كان بعضهن يَحكنَّ ليِّ مشكلاتهن النفسية، وبكون شيء كهذا حدث كنت أراجع كل معلوماتي بين الحين والآخر، كانت الخمس سنوات ليسوا بهذا السوء، أرى أن كل شيء سيئ قد حدث بعد خروجي.

ولكن لا بأسِّ، سنواجه مشاكل حياتنا وبعدها يمكننا التذمرُ، وفي النهاية غنىٰ ظهرت أنها فتاة طيبة حقًا، كنت أظلمها وكنت حقيرة معها.

ولكنها كانت كذلك، كانت تدافع عن حبها الصغير، الذي لا أنوي أنَّ أسرقه منها، هم لديهم حياة ولكون أنني لستُ بها هذا لا يعني أنَّ أجعلها بِشعةً لهم.

فكما قالت غنىٰ، أبًا ميتًا أفضل مِن أب وأم لا يعترفون بي، وللسخرية هم لم يروا كيف الجميع كان يعاملني في ذاك المركز، هناك كانوا يحترمونني، احترامًا لم أره بعدما خرجت من هناك، إن كان السجينات أو الحارسات وحتى شرطيةُ المركز كانت صديقةً بالنسبةِ ليِّ، كما أنها أخبرتني قبل خروجي عن كونها تنوي زيارتي في منزلي ذات يوم.

خريجة المأدبة | Novellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن