15 || السيدة زهراء

8 3 0
                                    

⚠️ قد يكون هناك ألفاظ بذيئة لا تُناسب بعض الفئات ⚠️

لقد سئمتُ.
مللتُ كل شيء يحدث من حولي، أشعر بالضجر لا بالخوف وقلة الطمأنينة، لقد سئمتُ مشاعري الجياشة وهششاتي في كل الصراعات التي مررت بها، لم أعد أشعر أنني أريد الشعور بشيء مجددًا.

برود أو تبلد ولا مبالاة ربما؟ لا يهم لقد سئمتُ حقًا.

نُزِعتْ الخرقة من على عيني ليقابلني ضوء النهار الساطع، هل حقًا غبت عن الوعي عند خاطفي لكل هذا الوقت؟

عندما أعتادت أعيني على طبيعة الضوء فتحت فمي بدهشة، كانت سيارتي البيضاء التي لوثت بالدماء المزيفة تقابلني، في حديقة منزل السيدة زهراء.. يال السخرية هل حقًا أختطفتني؟

وجائتني الإجابة السريعة بدلوٍ من الماء البارد الذي قذف على وجهي بقوة يجعلني أشهق وأشعر ببعض الدوار والغثيان، يداي وقدماي مقيدتان بقوة وقسوة في المِقعد الخشبي الذي أجلس عليه، وتقابلني السيارة في نفس المكان الذي وقفت أمامها أنعى حظي قبل عدة أسابيع.

هل حقًا أنا مُغفلة لهذا القدر؟ هل تخدعني الأعين البريئة والابتسامات الكاذبة التي تكون عبثًا تحت قناع البشاشةِ والطيبة، هل أنا شخص غبيٌّ لهذا القدر أم أني فقط أخفضتُ دفاعاتي بلا داعٍ.

كنت أجلس في وكر الأفعى الأكثر سمية ولم أعلم؟ يال خيبتي.

لم أقم بأي تعبير يُذكر على وجهي، نظرت فقط وتأملت بِتبلدٍ، أشعر بشخصٍ يقف ورائي وهو من ألقى بِسطل الماء عليّ، لكن من يقف؟ لا أعلم.

وللمرة الثانية جأت الأجابة على صوت السيـ.. أو عذرا زهراء الكريهة تتحدث بلوم وتوبيخ :

" كم مرة قلت لكِ يا قمر إنتظريني، تلك أفعال لا تليق بفتاة راقية".

قمر؟؟
أختي !!

لََا ليس لهذا القدر، لستُ بائسةً لهذا القدر الذي يجعل قمر ترمي سطلًا من المياه عليّ، إنها بغاية الوداعةِ واللطافةِ، إني أحببتها وأحببت مشاكستها لدرجة لا توصف، بل إني قد فضلتها عن مريم.

وهل مريم مشتركة بِتلك المسرحية أيضًا أم لا؟

تقدمت خطواتها لتقف أمامي، رفعت نظري إليها بفضول، هل سوف أرى تلك البشاشة مجددًا أم ستكون غريبة عليّ بوجه زوجة الأب الشريرة، لكنها لم تكن شيء من الأثنان، فأنا رأيت داخل أعينها نظرات حقد جدًا واضحة.

بابتسامة متهكمة قد أستنذفت جم طاقتي وانا ارسمها قلت وصوتي مبحوحًا :

" وﷲ تستحقين جائزة الأوسكار يا عمة، أدائكِ مبهرًا".

ابتسمت هي بسخرية، وفتحت ذراعيها على وسعيهما وكأنها تريني المكان ثم أشارت بسبباتِها عليّ قائلة :

خريجة المأدبة | Novellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن