قد يلتحف الكذب بقناع الحقيقة ويتركها عارية... لكنها على الرغم من كونها عارية، لاتزال هي الحقيقة ..
-"لم يكن موقف تِلك السيدة قوي لكن الذي جعلها أقوى هو عدم مجيء أحد مِن أهل غيداء من أجل القضية والشهادة لصالحها، لم تأتوا سوي للمحاكمة ولم يطلب أحدهم شيئًا منكم ويخبركم أحدا لأن المحامي خاصتكم كان يعمل لصالح زهراء فمرت الجلسة على ذلك الحكم الزور...".
تحولت كل الأعين عليّ، فنظرت لهم بتخبط وأعين مغرورقة بالدموع، لكن لم يدُم الوضع على تلك الحال لأن فهد أقترب بسرعة من مراد يلكمه بعنفٍ إلى الحائط فنزلت الدماء كالسيل من وجهه ولم يتوقف وهو يصرخ به بغضب ويستمر في تعنيفه بقوة ...
سوف أكون كاذبةً إن لم أقُل إن أجنحة نمت ليّ من السعادة مدافعة فهد عنيّ أمر جعلني أشعر بالانتماء والعزة أن أحدهم يأخذ بثأري، أصبحت ساديةً قليلًا بسبب تجربتي تلك أنا أُقر.
بلال وقف ينظر إلى أسامة بنظرات مثقلة محملة بالمشاعر التي لم أستطع فهمها، لكني وجدته يقترب من أخيه بسرعة قصوى ولدمه في صدره ثم تبعه بِلكماتٍ يكل له بها في كل جسده وهو يصرخ بحرقة :
"أنتَ أيُها الخسيس تخبرني كل يوم كالخِطل أنك تُحِبها، أي حبٌ مرضيٌّ هذا؟ أنت واعٍ أيها الجرذ عما فعلت مع ابنةِ عمكَ وتلك التي تعشقها بجنون ها؟!! هل ترضى على نفسك أن تكون ديوث ومُخنث؟ ".
وبغض النظر عن كل مشاعري المراهقة، لكني سعدتُ، بل شعور داعبني بقوة من داخلي عندما وجدت بلال يأخذ ليّ حقي من أخيه، وامتنت أكثر عندما وجدت وجه مراد تشوه من دمائه ولكمات فهد الذي دهشني من تحيزه ليّ حقًا.
شعرتُ أن ليّ عائلةً أستند عليها، وأصبحت بين يوم وليلة لستُ تلك الفتاة المنبوذة من عائلتها، أين أنتم من البداية يا جماعة؟
-"توقفوا الآن". صرح خالي بجهورية يجعلني أنظر له باستياء حاولت إخفائه، لكن عقلي قد وقف عندما وجدت عمي نبيل ينظر إليّ بنظراتٍ مشتتة والدموع متحجرة في ملتقاه يرسل ليّ اعتذارًا صامتًا.
لم أحتمل رؤيته هكذا أغض بصري عن أبي الذي كان ينكس رأسه أرضًا..
بعدما جلس ويجمع يديه حول رأسه وجلست بجانبه غنىٰ تساند أبيها الوهمي، -بلا شك- أنه يشعر بالحزن لكشف خيانة زهراءه، لكني كنت أشعر بشيء غريب حيالها في المدة الأخيرة بالفعل، على الرغم من صدمتي من الحقيقة العارية التي قالها مراد بكل هدوء لكن تلميحات مريم المُبطنة جعلتني أفهم ببطء في محاولة يائسة في إنكار الحقيقة.وقفت بسرعة لكوني كنت أريد التقدم إلى عمي نبيل لكن الدوار هاجمني بقسوة يصفعني ويجعلني أدلك صادغي وأنا أغمض عيناي بألم، وعندما فتحتهما وجدت عمي نبيل يقف أمامي بنظراتٍ قلقة فابتسمت له بحنو أنظر إلى خالي الذي وقف وراءه بنفس القلق كذلك.
أنت تقرأ
خريجة المأدبة | Novella
ChickLitفي كُلِّ عائِلة، هناك فَرد لا يَتَحدَّث أحد عَنه، وَفي عائلتي هذَا الفرْد هو أنا .. فَمِن يَهتم، لِلفتاة الصَّاخبة المتمرِّدة عن كُلِّ شيء، التي دَخلت إِلى السِّجن التأديبيِّ النِّسائي في مملكتنَا العربيَّة السُّعودية؟. لََا أحد أليْس كذلِك ؟!. و...