أُسامة.
رعديدًا أم جبانًا ووغدًا كان؟ هل هو كافر بحبها وعهده أن يبقوا معًا أم أنه مضحٍ عاشق لا يقدر على التفريط في محبوبته.
هل تلك هي الحقيقة عن أُسامة فعلًا؟
لا أعتقد أنه بذلك التقهقر والتخاذل أبدًا..فهو وقف كالصقر الجارح الذي اقتلعوا منه صغاره، قلبه منفطرًا في سؤالين هل صغاره خُطِفت؟ أم إنهم قرروا الطيران فجأة والاعتماد على أنفسهم بعيدًا عنه، حتى وإن كان يعذبهم ولا يعطي لهم طعامه... لأن الطعام به سما لكنهم لم يعلموا، يفتك بجسده حتى لا يموتوا، لكنه لم يعرف هو الآخر أن حرمهم من الطعام قد يقتلهم.
معادلة غريبة، لكنها ما يشبه الحقيقة.
صغار الصقر كانوا يتمثلون في غيداء التي لم يعلم عنها أحد شيء من ليلة أمس، بعدما ذهب بلال ورآها ليتفقدها ولم يجدها أبدًا.
العائلة كلها برجالها ونسائها ينعون حظهم وينعون ابنتهم، الحاضرة الغائبة طوال عمرها واليوم كانت غائبة لكنها حاضرة بأفئدتهم كلهم بلا استثناء.
وقف أسامة في منتصف الحديقة يضع يده على فمه وينظر إلى المكان حوله بقهر وفقدان أمل، كان ينوي أن يُخبرها كل شيء... كل الحقيقة حقًا لا ما هو مُجبر عليه، كان ينوي أن يكون أنانيًا ولو لمرةً واحدة بوجودها هي، لأنها الشيء الوحيد الذي يريد أن يحصل عليه بِتملك وعدائية، ولن يشاركها مع أحد أبدًا.
وضعت يد على كتفه بمواساة، التفت بظهره ليقابل وجه بلال الذي وقف بخزي جانبه، لكن أسامة أقترب منه بهلع وخوف وقال:
"هل حدث لها شيء يا بلال؟؟".
لكن بلال نفي برأسه مما جعل الراحة تتسلل لقلب أسامة الذي سأل مستنكرًا:
"إذًا ما ذلك الخزي الذي يعتريك؟ ماذا حدث ! ".-"وﷲ يا أخي... نشك أنها قد هربت عندما... عندما سمعت بعرض زواجك عليها".
كلامه جعل أُسامة يستشيط غضبًا مقتربًا منه يمسكه من ياقة جلبابه ويقول بتوبيخ وثقة مفرطة:
"غيداء لن تهرب مني، غيداء تصفعني أمام الجميع ولن يغمض لها جفن، هي صاحبة الحق يا أحمق".لكن بلال أخفض رأسه أرضًا غير موافقًا على حديث شقيقه، ثم تمتم بعد ثوان بخفوت:
"لكنك لست الجاني الوحيد يا أخي... تلك زهـ...".
-"أُصمت... أُصمت يا بلال دعنا نجد الفتاة أولًا".
قال أُسامة بسرعة ينظر حوله بهستيرية وقلق، قلقًا من أن تضيع من بين يداه بعدما وجدها أخيرًا .
-"هل تعملون أين هي زهراء من الأساس؟".
صدح صوت دُرّة المستنكرة خلفهم، فنظر لها أبنائها بدهشة وقد صاح بلال وكأنه قد وجد ضالته:
أنت تقرأ
خريجة المأدبة | Novella
ChickLitفي كُلِّ عائِلة، هناك فَرد لا يَتَحدَّث أحد عَنه، وَفي عائلتي هذَا الفرْد هو أنا .. فَمِن يَهتم، لِلفتاة الصَّاخبة المتمرِّدة عن كُلِّ شيء، التي دَخلت إِلى السِّجن التأديبيِّ النِّسائي في مملكتنَا العربيَّة السُّعودية؟. لََا أحد أليْس كذلِك ؟!. و...