الحشاشين في رواية كاتب الجيل (متوقف مؤقتاً)

نشأة شيخ الجبل الجزء الأول part2

كأن يوم السبت كان ملعوناً كبداية هذه السنة المشؤومة 1037/م عاماً بدأ بموت بعض من علماء الامة وكان ابرزهم ابن سينا الذي توفي 21 يونيو
من هذه السنة مع وفاة ابن طاهر البغدادي و عبد القاهر البغدادي عالمي الحساب والنحو بالإضافة
إلى علي ابن أبي الرجال عالم الفلك البارع كما لقب

وعندما ظن الجميع أن هذا العام كان الاسوء بموت علماء الدين لكن كان الاسوء هناك في مدينة قم
معقل الطائفة الإثني عشرية حيثُ ولدَ هناك شيخ الجبل المؤسس حسن الصباح نشأ حسن بن على
بن محمد الصباح الحِمير لأسرة شيعية تتبع الطائفة الإثنى عشرية وعند مولد هذا الطفل أنتقلت الأسرة إلى مدينة الري مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية
فكان حسن محباً لتعلم أمور الدين وكان بارعاً ومحباً للشعر أيضا.

فمكث 17 عاماً ما بين الري لتعلم الدين و ما بين نيسابور لتعلم الشعر لم يكن لحسن أصدقاء سوى اثنين هما الحسن بن علي و عمر بن إبراهيم وقد درس ثلاثتهم على الموافق لدين الله النيسابورى
فى مدينة نيسابور، وبلغت صداقتهم مبلغًا عظيمًا
من الترابط والود، حتى تعاهدوا على أنه إذا حقق أحدهم نجاحًا قبل صديقيه فإن عليه أن يأخذ بيد الآخرين حتى يحققا مثلما حقق من النجاح.

وفي يوماً أثناء عودة حسن من نيسابور صادف شخصاً يدعى عميره زاراب كان من وقت لأخر
يدعو إلى نظرية الخلفاء في مصر

حيث قال حسن الصباح عن هذه الفترة وهذا اللقاء:

ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في المعرفة ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الإثنى عشرية. وذات يوم التقيت برجل، أحد الرفاق (وهو تعبير يطلقه الإسماعيليون على أنفسهم) يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعو إلى نظرية الخلفاء
في مصر» وقال حسن الصباح أيضا: «وكان عميره زاراب ذا شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة قال أن الإسماعيلية يقولون كذا وكيت «. وكان عميرة يقول لي» عندما تخلو إلى التأمل في سريرك أثناء الليل سوف تعرف أن ما أقوله لك مقنع ".
وبعد وقتاً من اقناع عميره حسن الصباح بالطائفة الأسماعيليةالفاطمية قرر حسن الصباح التخلي عن طائفة عائلته واتباع الطائفة الإسماعيلية الفاطمية.

استمر حسن في قراءة كتب الإسماعيلية عدة سنوات بعد حديثه مع عميره زاراب، وبعد هذا الحديث ب ثمانية عشر سنة صادفَ معلم إسماعيلي آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع فعلياً وليس صورياً ك اقتناعه من عميرة زاراب، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي. لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق، وفي أوائل صيف 1072 وكان عمره آنذاك 35 عاماً وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة في الدعوة.

رحلة الدعوة للطائفة الباطنية 🔻:
وبعد أربع سنوات ترك حسن مدينة الرى أملاً في
نشر دعوتهُ عام 1076/م ورحل إلى أصفهان لكن
لم يمكث بها كثيرة بسبب التضييق عليه ومن ثم كان عليه الرحيل إلى أذربيجان ومنها إلى ميافارقين فبقي فيها أقل من عاماً إلى أن طرده قاضي المدينة بعدما أنكر حسن سلطة علماء السنة وأصر على إن الإمام وحده هو الذي لديه الحق في تفسير الدين، و بسبب تضييق السلطات عليه في ممارسة نشاطه في الدعوة الإسماعيلية.

فبعد طرده كان على حسن أن يختار الطريق الذي سيكمل هذه الرحلة فقرر الذهاب إلى البيئة الأفضل لهذه الدعوة وهيا الدولة الفاطمية بمصر ثم أنطلق حسن إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحراً إلى مصر؛ خرج حسن الصباح إلى مصر خوفًا من البطش، وتوجه إلى القاهرة لحضور دروس العلوم الباطنية، ومقابلة الإمام المستنصر لإظهار الولاء له بشكل مباشر.

وحسب كتاب «تاريخ الحشاشين» للدكتور محمد عثمان الخشت، وصل حسن الصباح القاهرة التي كان يحكمها الفاطميون الشيعة آنذاك في 19 صفر 471 هـ / 30 أغسطس 1078. أي كان عمره آنذاك 41 عاماً ، وكان في استقباله جميع رجال الدولة، ثم استقبله الإمام المستنصر في قصره، وأكرمه وأعطاه مالا. وخلال لقائه بالخليفة سأل حسن الصباح الخليفة: "من إمامي بعدك؟" فقال "ابني نزار".

• الصدام مع بدر الجمال🔻

كان بدر الجمالي هو أمير الجيوش المصرية، والقابض على شئون الحكم والمدبر لأمور الدولة، وحدث الصدام بين الصباح والجمال، لأن حسن كان يؤيد نزار بن المستنصر لخلافته في الحكم، بينما كان الجمالي يؤيد أخيه الأصغر أحمد المستعلي كخليفة للمستنصر.

• طرده ونفيه🔻

بقي حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية لكن أمر الجمالي بنفي حسن الصباح ، ثم طرده. من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان فوصلها 29 ذو الحجة 473 هـ / 10 يونية 1081.

مكث حسن في أصفهان ثم شد الرحال إلى حوزستان في الجنوب، وظل يمارس دعوته بشكل سري بعد طرده من مصر لمدة 9 سنوات، وفي هذا الوقت كان يريد حسن تحقيق الهدف من تنقلاته الكثيرة وهيا العثور علي مكان آمن يحميه من مطاردة الدولة السلجوقية.

في part 3 القادم سنتعرف على🔻:
1:ما علاقة حسن الصباح ب الدولة السلجوقية
2: ماهو المكان الآمن الذي عثر عليه وكيف وجده
3: ماهيا أول عملية اغتيال قام بها حسن الصباح
4: بداية التأسيس

أنتظروا البارت القادم ف الرواية ستبدأ من الآن 🔥

المصادر🔻:

1:ويكيبيديا

2: كتاب(تاريخ الحشاشين)
لدكتور محمد عثمان الخشت

3: الإسماعيلية تاريخ وعقائد، إحسان إلهي ظهير.

4:مشكاة الأنوار، يحيى بن حمزة العلوي.

5:الحشاشون، تأليف برنارد لويس